لغز «قناص حي النزال» يربك القوات الاميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء:07. 02. 2006
...والمسلحون يؤكدون ان غرضهم تقليل خسائر المدنيين
بغدادـ خلود العامري
"حي الموت" تسمية يطلقها الاميركيون على "حي النزال"، جنوب شرقي الفلوجة (70 كلم غرب بغداد) وهي جاءت بسبب كثرة استهداف الدوريات الاميركية التي تجول المدينة من قبل القناصين في الجماعات المسلحة وسقوط غالبية الضحايا في المكان المذكور.
وعللت الجماعات المسلحة، في بياناتها، استخدام اسلوب القنص بمحاولة تقليل الخسائر البشرية بين المدنيين والتركيز على اهداف محددة بعينها الا ان خبراء عسكريين واستراتيجيين يرون ان "هذه الطريقة تُقلل الخسائر في صفوف المسلحين انفسهم وتوفر اجواء ملائمة للهرب بعد تنفيذ العمليات".
وعلى رغم تأكيدات الجماعات المسلحة ان عدد ضحايا القنص بين صفوف الاميركيين في المدينة وصل إلى 13 جندياً في الاسبوع الثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي إلا ان القوات الاميركية القاطنة في معسكر "سيموك"، المعسكر الرئيس لها في المدينة، رفضت تأكيد الخبر. مشيرة إلى ان العدد لا يتجاوز خمسة فقط.
وتتركز غالبية عمليات القنص في ثلاثة احياء يتصدرها حي النزال (جنوب شرقي الفلوجة)، الذي وقعت فيه معظم عمليات القنص، وحي الوحدة (شمال شرقي المدينة) وموقع سيموك العسكري التابع للقوات الاميركية وسط الفلوجة.
وترى مصادر ان هناك قناصاً واحداً متمكناً وسريع الحركة ودقيق الاصابة نفذ عمليات القنص في حي النزال ويذهب آخرون الى ان استراتيجية "القنص" باتت من ثوابت المجموعات المسلحة وان تنفيذه يتم على يد عدد كبير من القناصين.
ويعتقد اهالي الفلوجة ان اختيار المجموعات المسلحة لحي نزال لنشاطات القنص يأتي بسبب موقعه المحاذي للاراضي الصحراوية جنوباً وتحيط به الاراضي الزراعية ونهر الفرات غرباً ما يتيح للقناص فرصة للاختباء بعد تنفيذ العملية.
وعلى رغم استهداف القناص (او القناصين) للدوريات الراجلة التابعة للقوات الاميركية والقوات العراقية على حد سواء الا ان المؤشرات الواردة من مصادر عسكرية مطلعة في وزارة الدفاع تؤكد ان عمليات القنص التي تستهدف الاميركيين اكثر من تلك التي تطاول عناصر الجيش العراقي. ويؤكد سلمان المسعودي احد ضباط الجيش العراقي الذي يتخذ من بعض المنازل بين حي النزال وحي الشهداء (جنوب شرقي الفلوجة) مقرات له ان قادة الجيش العراقي هناك امروا قطعات الجيش المرابط في القاعدة بالتقليل من دورياتهم داخل اسواق المدينة والاكتفاء بارسال دورية واحدة او اثنتين في الاسبوع خوفاً من ان يؤدي وجودهم إلى استفزاز الاهالي ولتقليل نسبة الضحايا فيما لو تم استهداف الدوريات العسكرية في عمليات القنص.
وكان المجلس المحلي للفلوجة علق تعامله مع القوات الاميركية في المدينة قبل اكثر من اسبوعين بسبب "الاهانة الصارخة التي يتعرض لها المواطنون في اسواق وشوارع المدينة من قبل دوريات القوات الاميركية". وقال المجلس "انها بدأت تتجاوز على حرمات المنازل بحجة البحث عن القناصين". وطالب القوات الاميركية بإيقاف التجاوزات التي "اوصلت المدينة إلى حالة من الغليان والتذمر قد تؤول إلى نسف جميع الجهود التي بُذلت لايجاد الحلول المناسبة للأمن والاستقرار فيها".