جريدة الجرائد

ناجيان من سفينة الموت يرويان التفاصيل المرعبة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عمليات الإنقاذ بدائية وطائرة استكشاف عادت دون مساعدتنا فانهارت قوانا و طاقم العبارة حذرنا من ارتداء ستر النجاة


بيشة ـعبدالله المعاوي
ازدحم منزلا الشابين الناجيين من كارثة العبارة سلام 98 محمد آل مشوط وسعود مترك في محافظة بيشة بالمهنئين.

والتقت "الوطن" بالناجيين محمد وسعود, حيث ذكرا أن عدم حصولهما على حجز على الطائرة اضطرهما للجوء للعبارة المشؤومة, مؤكدين أن الحريق الذي شب في إحدى الحافلات على ظهر العبارة هو سبب غرقها.
وقال سعود:" كنت وصديقي محمد في الدور الأول من العبارة المكونة من 7 أدوار وبعد تصاعد الدخان ذهبت لأتقصى الأمر فلاحظت حالة هلع واضطراب غيبتني عن صديقي قرابة الساعة, وعندما عدت إليه وجدته قد انهار خوفاً علي بعدها بدأت السفينة في الميلان".
وأضاف: "تم نقلنا للجهة المقابلة ثم أخذ الوضع يسوء شيئاً فشيئاً حتى غاص جزء كبير من السفينة في الماء لنسمع بعد ذلك دوي انفجار قوي خرجت على إثره النيران من نوافذ العبارة التي تفجرت وتطايرت نتيجة الحريق, وعندها بدأ الركاب الباقون على ظهر السفينة في الجزء المتبقي الذي لم تغمره المياه في الترنح والاصطدام بأجزاء السفينة".
وأضاف سعود أن ارتطامه بشخص أدى لسقوطه في مياه البحر", غير أن السترة الواقية التي كان يرتديها ساعدته على النجاة بعد أن افترق عن صديقه محمد "الذي ظل على ظهر السفينة وقفز منها قبل أن تغوص بكاملها، وبقيت مع مجموعة من الناجين نعوم فوق سطح الماء حتى تفاجأنا بقارب مطاط يخرج علينا من تحت الماء فتسابقنا إليه وصعدنا على ظهره وبقينا قرابة 17 ساعة حتى تم إنقاذنا".
أما محمد فيذكر أنه كان يرتدي سترة النجاة على الرغم من تحذيرات طاقم السفينة بعدم لبسها حتى لا يتسبب ذلك في هلع الركاب، وأنه بعد أن فارق صديقه سعود قفز في الماء من علو يزيد على 8 أمتار في محاولة للحاق به، مشيرا إلى أنه بعد أن ارتطم بسطح الماء "غصت في الأعماق لفترة طويلة فأدركت أن هذه نهايتي ثم بدأت في الصعود شيئاً فشيئاً حتى طفوت لأرى السفينة وهي تغوص ويعم بعد ذلك هدوء مخيف لم يبدده سوى صوت صافرات الإنقاذ التي استخدمها الناجون".
ويضيف محمد انه بقي يعوم على سطح الماء في وسط الظلام والبرد القارص حتى اقترب الفجر ليلاحظ وجود قارب نجاة عليه ركاب فاتجه نحوهم وبقوا فيه رغم تعرضه لـ 3 شقوق تسربت من خلالها المياه , حيث "بقينا ننزف منه المياه لساعات طويلة حتى جاءت طائرة استكشاف عند الساعة الثامنة وعادت أدراجها دون تقديم أي مساعدة لتنهار قوانا بعدها".
وأضاف أن عدد الناجين "بدأ يقل بعد غرق أحد السعوديين الذي خارت قواه بعد 18 ساعة ، لنتفاجأ بعد ذلك بوجود ناج سعودي كان ممسكاً بحبال القارب حيث رفض الناجون السماح له بالصعود لأن العدد أصبح أكبر من طاقة القارب الذي لا يستوعب سوى 25 راكبا وعدد الذين على ظهر تجاوز الـ 50، وبعد مفاوضات تم السماح له بالصعود, قبل أن تصل سفينة الإنقاذ عند الساعة الـ 12 ظهراً بعد أن قل عدد الناجين نتيجة تأخر عمليات الإنقاذ".
ورأى محمد أن "عملية الإنقاذ كانت بدائية حيث كان طاقم سفينة الإنقاذ يرمي بالحبال على الناجين الذين كانوا يتقاتلون, حيث كانوا كل فترة من الزمن تقل عن الـ 5 دقائق يرمون بحبل واحد والناجون يتقاتلون عليه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف