صحفنا كافية ولا نحتاج للمزيد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الأحد:12. 02. 2006
أحمد محمد الفهد
لا احب السباحة ضد التيار .. رغم أنها هواية يعشقها معظم كُتاب التيار العلماني ومعهم المتسترون بالعلمانية، ولكني تعودت على قول رأيي ولو كان ضد جميع التيارات .. ومن هذه الآراء التي كنت اريد البوح بها منذ فترة وحبسَتها الأحداث المتلاحقة .. معارضتي لترخيص المزيد من الصحف اليومية!!
نعم معارضتي لترخيص المزيد من الصحف اليومية .. فأنا ورغم ايماني بأهمية الصحافة، وكونها السلطة الرابعة، التي تصلح ما لا يستطيع مجلس الامة اصلاحه، ورغم تأييدي لمنح الصحف المزيد من الحريات .. الا اننا يجب أن لا نندفع باتجاه ترخيص المزيد من الصحف اليومية، حتى لا نجلس ونلطم واقعنا المرير الذي صنعناه بأيدنيا .
فنحن لو تجولنا في شارع الصحافة الأمريكية أو البريطانية او الفرنسية .. لوجدنا في تلك الدول المتقدمة صحفاً تخصصت فقط في نشر الفضائح، والصور الغربية والمريبة للمشاهير وغير المشاهير، بالاضافة لقصص الجريمة ومحاضر التحقيقات الحقيقية والمختلقه، ناهيكم عن كل ما من شأنه زيادة عدد قرائها، ولنعترف بأن لهذه الصحف السيئة قراء !!
ومن باب الشيء بالشيء يذكر .. أعجبتني عبارة سمعتها في أحد البرامج التلفزيونية الوثائقية عن الحرية الصحفية، تقول العبارة "لكل صحيفة سيئة جمهور سيئ"، وهي عبارة تشبه الى حد كبير المثل المشهور عندنا "لكل ساقطة لاقطة" .. فهذه الصحف التي تخصصت بالإثارة ونشر المشاكل وكل ما هو سيئ، ستجد جمهوراً سيئاً يتابعها ويتأثر بها .. وهو ما لا نريده لكويتنا !!
فكويتنا تحتاج في هذه المرحلة بالذات الى صحف تبني ولا تهدم .. والى صحف تثقف لا تنشر الجهل .. والى صحف تبرز ما هو جيد وتستر ما هو سيئ.. ويكفينا ما لدينا من صحف اسبوعية تضع عناوين مثيرة واستفزازية لمجرد لفت نظر القراء اليها، ولاستقطاب كم اعلان وكم اشتراك .. ولنتعظ من التجربة الدنماركية وكيف قضت صحيفة مغمورة بنشرها لكاركاتير على منتجات بلد باسره؟!
**********************
سيقول بعض رواد التيارات الإسلامية : ان فتح الباب لترخيص الصحف اليومية سيخدم الدعوة الاسلامية وسيساهم بنشر الفقه الاسلامي .. ولهؤلاء اقول ان التجربة الاسلامية الكويتية في اخراج صحيفة ومجلات اسبوعية لا تبشر بخير .. وان مصير تلك الصحف فيما لو حصلت على تراخيص لها .. مصيرها الفشل كفشل بعض المجلات التي لم تحدد الى يومنا منهجها الصحفي !