الاسلاميون بين الممكن واللاممكن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سعيد الحمد
أين الممكن.. وأين اللاممكن في المشروع الإسلامي الجديد وقد وصل الاسلاميون الآن إلى قمة صنع القرار في اكثر من بلدٍ عربي.. فهذا أحد أهم الأسئلة التي سيطرحها الواقع عليهم بعد أن كانوا "بالشعار" قادرين على أن يقولوا مابدا لهم من قول.
وصول الاسلاميين وحصولهم على أغلبية برلمانية أهلتهم هنا أو هناك لتشكيل الحكومات وللتأثير في القرارات لن يجعلنا نحن الليبراليين نولول ونلطم ونلعن ونكفر بالديمقراطية
فالديمقراطية منهجاً اخترناه بقناعات لن نحيد عنها.. كما ان الديمقراطية هي في النهاية آلية وأسلوب والناس هم الذين ينتخبون ويختارون وبغض النظر عن مدى اتفاقنا أو أختلافنا مع خياراتهم فإننا نحترمها ضمن اللعبة الديمقراطية شريطة أن تحترم كل الأطراف شروطها وأعرافها ومتطلباتها وقوانينها لنضمن عربياً تطوير تجربتنا الديمقراطية التي مازالت في بداية بداياتها.
وكون التيارات والأحزاب الاسلامية هي التي تقود الشارع العربي الآن ومن خلال أصواته وصلت الى الأغلبية البرلمانية فإن السؤال عن برامج الاسلاميين بين الممكن واللاممكن هو السؤال الأهم وهو السؤال المفتوح للحوار والسجال.
وإذا تجاوزنا مؤقتاً أهداف الاسلاميين في اقامة الخلافة الكبرى أو تأسيس الجمهورية الاسلامية الموعودة فإننا لن نعثر على تفاصيل دقيقة عن المشروع التنموي العام ولن نعثر على البرنامج الاقتصادي والاستثماري الواضح والمفصّل بلغة اقتصادية لا لغة الشعارات السياسية ولن نعثر على مشروع تطوير العملية التعليمية لتواكب تطورات علوم العصر الجديد.
هذا الوضع للحالة الإسلامية وقد وصلت الى سدة صنع القرار يكشف عن أن ثمة "أهدافاً" يختصرها الإسلاميون في أسلمة المجتمع وأسلمة الدولة.. وماعدا ذلك فالقضايا الأخرى تكاد تكون مؤجلة أو مهمشة لصالح هدف الأسلمة كخطوة لبلوغ اقامة الخلافة الكبرى او لتأسيس الجمهورية الإسلامية وفق مرئيات حزب الاكثرية.
نعلم إنه تحليل نظري هذا الذي عرضناه في السطور السابقة وبالتالي نقول إن اختبار الواقع هو الذي سيفصل ويبيّن الممكن واللاممكن في مشروع الاسلاميين القادمين بزخم ملحوظ والممكن في مشروع الاسلاميين نتركه لحكم الأيام وحكم الناس بعد أن يختبروه في أرض الواقع وبعد أن يعايشوه تفصيلاً وعملياً بعد أن كانوا يسمعون عنه في خطابات المنابر.
أمّا اللاممكن في مشروع الإسلاميين فهو المعضلة التي ستواجه الاسلاميين لاسيما وأنهم روجوا طويلاً و سوقوا كثيراً لهذا "اللاممكن" عندما كانوا يعّبئون ويجيّشون ويحرّضون الشارع وراء شعارهم والآن وقد وصلوا فقد تحول "اللاممكن" الى معضلة من حيث امكانية تنفيذه وامكانية تحقيقه وانجازه على أرض الواقع.
واللاممكن في مشروع الاسلاميين لا يمكن حصره هنا لكن تكفي الاشارة الى أنه مستحضر من الماضي السحيق وهو ماضٍ من غير الممكن على الاطلاق تطبيقه في القرن الحادي والعشرين وبالتالي فعملية القسر المحتملة لن تنجح ولن يتقبلها المجتمع وهو ما يعلمه الاسلاميون جيداً ولذا فإنهم لن يحاولوا تطبيقه وتنفيذه باعتباره من اللاممكن.. وما اكثر "اللاممكنات" في مشروع الاسلاميين.