جريدة الجرائد

ضحية إمبراطوريتين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الإثنين: 2006.02.20

توقيع


فاتح عبدالسلام

اذا مضت ايران في تمسكها بتخصيب اليورانيوم الذي يمكنّها عملياً من صنع سلاح نووي، فانَّ المواجهة مع أوروبا والولايات المتحدة ستكون حتمية. غير ان مؤشرات المرونة وربما التنازل ما زالت تلوح في الأفق الايراني وهذا يبعث بالاطمئنان الي ان طهران لن تلجأ الي جعل العراق مسرحاً لعملياتها العسكرية ولن تتاجر بشعارات قد تجر العراق الي بلوى جديدة فوق ما مبتلى به.
إذا ذهبت ايران الى خيار المواجهة العسكرية فانها ستمضي الي نفس الخيار الذي مضى اليه نظام صدام حسين من قبل. ومن ثم عليها ان تتحمل تبعات ذلك وان واشنطن التي اعترف جنرالاتها بمخاضها الصعب ضد المقاومة العراقية والارهاب معاً ستتدبر أمرها علي نحو يضمن لها التفوق إذا خاضت أية حرب مقبلة في المنطقة. فالامبراطورية الامريكية في أوج عظمتها الآن برغم ما تكابده من ويلات علي أرض دجلة والفرات، وهي غير مستعدة لتكرار أخطاء الحاضر في العراق. وفي جميع الأحوال فان الذين سمحوا بمد النفوذ الايراني داخل العراق سيدفعون ثمنه في هذه المواجهة..
فهم الآن داخل تركيبة الحكم وليسوا طرفاً خارجياً يراقب من بعيد..
والعراقيون اذا اختاروا خيار القتال فسيكون ضد دبابة تواجههم علي أرضهم وليس لهم ان يتطوعوا للقتال مع ايران على وفق اجنداتها الخاصّة.
لن يكون العراقيون درعاً لأحد.. لأنهم اخفقوا اكثر من مرة في ان يكونوا درعاً لانفسهم..
فمن الاجدى لطهران ان تنقي خطابها من اية مفردة تشير الى العراق في أزماتها الدولية. واعلم انها لن تفعل لأنّها تعيش هاجس الامبراطورية الاقليمية. وبالتالي سيكون العراق ضحية امبراطوريتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف