محمد سيد أحمد.. مفكرا وكاتبا صحفيا و.. متمرداً: شهادات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الإثنين: 2006.02.20
استراح المحارب
ـ رحل عن دنيانا الأخ والصديق محمد سيد أحمدrlm;,rlm; سبقنا لملاقاة وجه ربه الكريمrlm;,rlm; وتركنا ننتظر يوما سنكون فيه من اللاحقينrlm;.rlm; ـ عرفته وصادقته بعد ان جمع بيننا العمل في الاهرامrlm;,rlm; ودامت لنصف قرن العلاقات الانسانية حتي انتقل الي رحاب اللهrlm;,rlm; عاش في قلوب اصدقائه وزملائه وقراء كتاباتهrlm;,rlm; كانت الإنسانية السمحة هي اساس تكوين شخصيته وبناء علاقاته مع الآخرينrlm;.rlm; ـ كان يفكر ويتحدث ويكتب باسلوب ليس فيه صنعة أو تكلفاrlm;,rlm; ولهذا اتخذ لنفسه مكانا أثيرا في عقول عارفيه
وقراء كتاباته الغزيرة باللغات العربية والفرنسية والانجليزيةrlm;.rlm; ـ كان يعيش في داخله فكر متقدrlm;,rlm; ويتوهج هذا الفكر كلما تحدث عن الرؤي والمستقبليات القادمةrlm;,rlm; كان من المفكرين الاحرار الذين أبدعوا واضافوا لمواريث الانسانية كما فعل القديسون من قبلrlm;.rlm; ـ كان يحمل قضايا وهموم الوطن المصري والمنطقة العربية والعالم المعاصرrlm;,rlm; كان يؤمن بأن مهمته ومهنته في الحياة هي ان يستمر في طرح الافكار والتساؤلات والرؤي حول قضايا ومشكلات التحول الاشتراكيrlm;,rlm; والصراع العربي الاسرائيليrlm;...rlm; الخrlm;,rlm; لقد رحل إحدي علامات الجيلrlm;,rlm; ونطلب له من الله الرحمة والقبول الحسنrlm;.rlm;
دrlm;.rlm; عبدالملك عودة
وداعا
يصعب علي تصور أن الصديق المفكر المبدع محمد سيد أحمد رحل عن عالمنا هكذا فجأةrlm;.rlm; وسر صدقي حين أبلغت الخبر أنه كان معي يوم الخميس الماضي حيث شاركنا معا في المؤتمر الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بمناسبة افتتاح مركز بحوث السلام الذي أنشأته حركة سوزان مبارك الدولية وبداية نشاطاته في المكتبةrlm;.rlm; لم أره في اليوم الأولrlm;,rlm; غير أنه جلس بجانبي طوال جلسات اليوم الثانيrlm;.rlm; وتبادلنا أحاديث متعددةrlm;,rlm; وقلت لهrlm;:rlm; لماذا لا تكتب مذكراتك وقد عشت حياة سياسية وفكرية حافلة؟
قال ليrlm;:rlm; لن أكتبها لأنني لا أريد أن أضع شخصيات رافقتني المسيرة الطويلة في حرجrlm;,rlm; لأنني لو تكلمت سأتكلم بصراحةrlm;.rlm; كانت هذه الاجابة معبرة خير تعبير عن شخصية محمد سيد أحمد الفريدةrlm;.rlm; عقل متوقدrlm;,rlm; وذكاء حادrlm;,rlm; وثقافة عريضةrlm;,rlm; كل ذلك مع صفاء نفسي نادرrlm;,rlm; والتزام دقيق بالقيم الأخلاقيةrlm;,rlm; وقدرة علي ممارسة النقد الذاتيrlm;.rlm; وأذكر أنه في ندوة من الندوات التي نظمها أحد مراكز حقوق الانسان في القاهرةrlm;,rlm; وقف وأدلي بشهادته عن مسيرته السياسية باعتباره مناضلا في الحركة الشيوعية المصريةrlm;,rlm; ومارس بكل جسارة نقدا ذاتيا لهذه المسيرةrlm;,rlm; وكان رفاق نضاله يستمعون اليه وهم مندهشون لهذه القدرة علي نقد الذاتrlm;.rlm;
ولكن هكذا كان محمد سيد أحمد الذي لم ير أي حرج في أن يغير مسار مشروعه السياسي والفكري في ضوء المتغيرات الكبري التي لحقت ببنية المجتمع العالميrlm;.rlm; ليس معني ذلك أنه تخلي عن مذهبه السياسيrlm;,rlm; ولكنه كان يري هذا المذهب ليس في نظريات جامدة فات أوانهاrlm;,rlm; ولكن في منهجيته التي مازالت صالحة لتحليل مختلف جنبات العالم المعاصرrlm;.rlm; أشرف محمد سيد أحمد علي صفحة الرأي في الأهرام في لحظة تحولات تاريخية فارقة في مجال توسيع آفاق حرية التعبيرrlm;,rlm; ومارس دوره باقتدارrlm;.rlm;
محمد سيد أحمد كان زميلي في الصفحة التي خصصت لنا في الأهرام لكتابة مقالاتناrlm;,rlm; ومعنا الكاتبة الكبيرة سكينة فؤادrlm;.rlm; ومعني ذلك أننا تجاورنا سنوات طويلةrlm;.rlm; وكنت أحب كل يوم خميس أن أري أي موضوع عالجه محمد سيد أحمد بمنهجه الفكري الدقيقrlm;,rlm; وأسلوبه المنهجيrlm;.rlm; تعودت أن أتعلم كثيرا من كتابات محمد سيد أحمدrlm;,rlm; لأنه كان مفكرا مبدعا له رؤيته الخاصة الفريدة للظواهرrlm;.rlm; سأفتقد الصديق العزيز كاتبا ومفكرا وإنساناrlm;.rlm;
السيد يسين
كان إنسان نبيلا
بماذا يعتز ابن الباشا؟ بما يملك من أطيان وما يحمل من ألقاب؟ أم بما يعتنق من أفكار وما يمثل من قيم؟ وأيهما أكثر نبلا أن يكون واسع الثراء مطلق السلطة؟ أم يكون حراrlm;,rlm; شجاعاrlm;,rlm; عادلاrlm;,rlm; عاقلاrlm;,rlm; مستعدا للتضحية بأمواله وألقابه دفاعا عن أفكاره ومبادئه؟
الكونت دوميرابو خطيب الثورة الفرنسية ثار علي طغيان أبيهrlm;,rlm; وعلي طغيان مليكهrlm;,rlm; وخلع نفسه من طبقتهrlm;,rlm; وانضم للشعبrlm;,rlm; وآمن بالحرية والمساواةrlm;,rlm; وطالب بإلغاء الامتيازات الطبقيةrlm;,rlm; وبنظام ملكي جديد يقوم علي مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسانrlm;,rlm; وكان يهتف قائلاrlm;:rlm; إنه سيولد من جديد يوم تولد فرنسا الجديدةrlm;!rlm; لكنه مات في الثانية والأربعين من عمره ليدفن إلي جانب من أحبهم وآمن بأفكارهمrlm;:rlm; ديكارتrlm;,rlm; وفولتيرrlm;,rlm; وجان جاك روسوrlm;.rlm; والمركيز لافييت زعيم النبلاء الفرنسيين الأحرار الذي عبر المحيط وهو في العشرين ليحارب إلي جانب جورج واشنطن الذي ثار علي انجلترا
وانتزع الاستقلال للولايات المتحدةrlm;.rlm; هذه هي النماذج التي ألهبت خيال محمد سيد أحمد الذي لم يكن قد بلغ العشرين من عمره حين انخرط أواسط الأربعينياتrlm;(rlm; القرن الماضيrlm;)rlm; في صفوف الاشتراكيين المصريينrlm;,rlm; ومعظمهم مثقفون من أصول وثقافات وديانات وطبقات مختلفةrlm;,rlm; جمعتهم قيم العدلrlm;,rlm; والمساواةrlm;,rlm; والحريةrlm;,rlm; والاستنارةrlm;,rlm; والتقدمrlm;,rlm; وهونت عليهم أن يضحوا بما كانوا ينفردون بامتلاكه ليحصلوا علي ما كانوا يحلمون بهrlm;,rlm; وهو أن يعودوا للشعب المصري ويلقوا بأنفسهم في أحضانهrlm;,rlm; ويتكلموا لغتهrlm;,rlm; ويرفعوا شعاراتهrlm;,rlm; ويغنوا أغانيهrlm;.rlm;
كان يتقن الكتابة بالفرنسية لكنه آثر العربيةrlm;,rlm; وكان يستطيع الاستغناء عن العملrlm;,rlm; لكنه وقد قارب الثمانين من عمره ظل يكتب حتي يومه الأخيرrlm;,rlm; وكان ودوداrlm;,rlm; متواضعاrlm;,rlm; يؤدي واجبهrlm;,rlm; ولا يطالب بشيءrlm;.rlm; نعمrlm;..rlm; محمد سيد أحمد كان إنسانا نبيلاrlm;!rlm;
أحمد عبدالمعطي حجازي
كيف تكون الأصالة؟
وقفة ليست من باب الرثاءrlm;,rlm; وإنما تحية الإجلال لأخي وصديق العمر محمد سيد أحمدrlm;,rlm; لوحة بدأت مع موجة القمع الكبري الأولي علي أبدي إسماعيل صدقي باشاrlm;(rlm; الذي كان زوج عمة محمد ابن الباشواتrlm;)rlm; يومrlm;10rlm; يوليوrlm;1946,rlm; حيث تم إغلاق جميع النوادي والصحف ودور النشر الوطنية والتقدميrlm;,rlm; وألقي بنحوrlm;1060rlm; مناضلا إلي السجونrlm;,rlm; جلهم من الشباب ومعهم سلامة موسي ومحمد مندورrlm;,rlm; ثم توالت ضربات مخطط إجهاض ثورة مصر التحريريةrlm;:rlm; تقسيم فلسطينrlm;,rlm; ثم الحرب علي أرضها الجريحةrlm;,rlm; الأحكام العرفية منrlm;1947rlm; ونهايةrlm;1947,rlm; معتقل الطورrlm;,rlm; وهو المخطط الذي بلغ ذروته يوم حريق القاهرةrlm;,rlm;
يوم الجمعة الحزينة يومrlm;26rlm; ينايرrlm;1952rlm; استولي الضباط الأحرار علي السلطة يومrlm;23rlm; يوليوrlm;1952rlm; بدعم من القوي الوطنية والتقدمية التي أصرت علي إطلاق الحريات والديمقراطية في مصرrlm;,rlm; وارتفع في مواجهة هذه الجبهة الوطنية الطالعة صوت المنادين بـأزمة المثقفين يستعدون الحكم المصري الجديد ضد اليسارrlm;,rlm; مما دفع المئات من الكوادر السياسية والثقافية الطليعية إلي معتقل أبي زعبل أولاrlm;(1954rlm; ـrlm;1956),rlm; ثم وبعد الجبهة الوطنية المؤقتة حول جريدة المساء وحركة النثر الجديدةrlm;,rlm; الزج بالآلاف في معتقل الواحات بينrlm;1959rlm; وrlm;1964rlm; حيث لقي العشرات حتفهم وانتشر التعذيبrlm;,rlm; افترقت طرقنا مؤقتاrlm;,rlm; إذ كنت من نصيب الحملة الأوليrlm;,rlm; بينما التهمت محمد نيران المرحلة الثانيةrlm;,rlm; ودفعتني إلي المنفي الإجباريrlm;.rlm; عبر أكثر من نصف قرن وبرغم الظلماتrlm;,rlm; رفع محمد سيد أحمد لواء الأصالة الأخلاقية والوطنية والحضارية إلي قمة أمتناrlm;,rlm; يلقي ربه إذن قرير النفسrlm;..rlm; لن تنسه مصرrlm;.rlm;
دrlm;.rlm; أنور عبدالملك
المتمرد
امتلك عقلا وثابا ناقدا متمردا على ما يقبله الآخرون دون نقد أو تمحيصrlm;.rlm; فكان تمرده الأول على طبقة الأعيان التي ولد فيها وانتمى إليهاrlm;,rlm; وقاده هذا التمرد إلى تبني فكر الدفاع عن الطبقة العاملة والانضمام إلى إحدى التنظيمات الشيوعيةrlm;.rlm; وكان تمرده الثاني ضد هذا الفكر عندما قام بنقد عدد من الأفكار الماركسية السائدةrlm;,rlm; وكتب من محبسه في منتصف الستينيات بحثا مطولا صدر باسمه الكامل وهو محمد عباس سيد أحمدrlm;.rlm; وأثار هذا البحث وقتذاك جدلا وحوارا واسعينrlm;.rlm;
وكان تمرده الثالث عندما أصدر في مطلع السبعينيات كتابه الأشهر بعد أن تسكت المدافع والذي كان أول محاولة فكرية مصرية وعربية جادة لدراسة احتمالات التسوية والسلام بين العرب وإسرائيلrlm;.rlm; وفي النصف الثاني من نفس العقد أصدر كتابا بعنوان مستقبل الحياة الحزبية في مصرrlm;,rlm; والذي تنبأ فيه بتبلور نظام حزبين كبيرين هما الوطني والوفدrlm;.rlm;
وعبر مسيرته الفكرية والعملية كان رجلنا محبا للحوار ومؤمنا بالحريةrlm;,rlm; وجمع في منظوره الفكري بين ايمانه بكل من الديمقراطية والعدالةrlm;,rlm; ونظر إليهما علي أنهما وجهين لعملة واحدةrlm;,rlm; فالديمقراطية تؤكد مفاهيم المساواة والمواطنة بما يترتب عليهما من حقوق سياسية واجتماعيةrlm;,rlm; وضمان العدالة وتكافل الفرص هو وجود الديمقراطيةrlm;.rlm; كان مثابرا في الدفاع عما يؤمن بهrlm;,rlm; وكانت كلماته تتدفق كشلال هادر عندما يتحدث بحماسrlm;.rlm; لم يفقد قط إيمانه بمستقبل شعبه ووطنه مهما كانت النوائبrlm;,rlm; وآمن دوما بقدرة المصريين علي تجاوز المحن وهزيمتهاrlm;.rlm; لذلكrlm;,rlm; لم يعرف اليأس أو القنوط طريقا إلي قلبه أو عقلهrlm;.rlm; لقد كان محمد عباس سيد أحمد محللا سياسيا متميزاrlm;,rlm; وصوتا للحكمة والرصانة نحتاج إليه عندما تختلط الأوراق وتلتبس الأفكارrlm;.rlm; وسوف تظل اسهاماته في تطور الفكر السياسي والاجتماعي المصري في النصف الثاني من القرن العشرين علامة بارزة علي مسار هذا التطورrlm;.rlm;
دrlm;.rlm; علي الدين هلال
استنارة الرأي وعقلانية الموقف
في عامrlm;1949rlm; التقيناrlm;.rlm; كنت فتي صغيرا لم أزل أتيت مكبلا الي معتقل هايكستب منساقا خلف حلم جميل يدعو الي العدل والحريةrlm;..rlm; وكان يكبرني بسنوات قليلةrlm;,rlm; أتي الي ذات المعتقل مهاجرا من عالم الأغنياء بل كبار كبار الأغنياء الي ساحة الدفاع عن الفقراءrlm;.rlm;
تأخينا في ساحة الحلم الجميلrlm;.rlm; ومن زمن صعب الي زمان أكثر صعوبة وكان وسط الهول الصعب في سجون مشحونة بالعذاب والتعذيبrlm;.rlm; وعبر رحلة صحافة طويلة عشنا تجارب العمل المشترك في الأخبار وفي الطليعة وفي الأهرام كان الأكثر تألقاrlm;.rlm; ومنذ اللحظات الأولي لفكرة المنابر كان عنا في تأسيس منبر اليسار ثم في تأسيس حزب التجمعrlm;,rlm; وفي اصدار جريدة الأهالي ومعا عملناrlm;,rlm; معا اشتركنا في فعل السياسةrlm;,rlm; وفي صياغة معارضة قادرة علي القول والفعلrlm;.rlm; كان محمد سيد أحمد رمزا لاستنارة الرأي وعقلانية الموقف واحترام الآخرrlm;.rlm;
خاض معركتنا في هدوء صارمrlm;,rlm; وشجاعة غير مفتعلةrlm;,rlm; وقدرة علي الاقناعrlm;,rlm; فإن غابت عند الآخر قدرته علي الاقتناع أصبح وبذات الهدوء قادرا علي المواجهةrlm;.rlm; مواجهة جادة وحادةrlm;.rlm;
ويمضي محمد سيد أحمد معناه قائدا ومؤسسا لحزبناrlm;,rlm; يمضي بلا تردد ولاتهاون مدافعا عن ذات القضية التي وهب لها حياته تاركا ساحة الارستقراطية في رحلة استغرقت كامل سنوات الحياةrlm;..rlm; رحلة الدفاع عن الفقراء والمناداة بالعدل وبالحريةrlm;.rlm; ويمضي محمد سيد أحمد لتخلو ساحة الكتابة من مفكر رصين وفكر تحليلي متعمقrlm;,rlm; ورؤية لاتعرف الانحناء وانما تظل دوما شامخة وقادرة علي قول الحق والسعي نحو الحقيقةrlm;.rlm;
دrlm;.rlm; رفعت السعيد
هل مات آخر الرجال المحترمين؟
عرفت محمد سيد أحمد منذ خمسين عاما في أوائل الخمسينياتrlm;,rlm; ومنذ ذلك الحين لم تنقطع صلتي به حتي اذا لم نتقابل لاشهر طويلة بسبب عملي في الخارجrlm;,rlm; ولكنني كنت اتابع نشاطاته الصحفية والفكرية بعد ان اتاح له الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل العمل في الأهرامrlm;.rlm;
وخلال تلك الفترة كلها ــ بل خلال حياتي كلها ــ لم أر اشرف ولا انبل ولا أصدق من محمد سيد أحمدrlm;,rlm; ولم آر ذكاءا وقادا مثل ذكائه ولا علما واسعا وحبا للوطن وانشغالا بمشاكله ليس من منطلق ايديولوجي بل من منطلق الاحساس بالإنسان وبالمسئوليةrlm;.rlm;
لم يكن اسيرا لايديولوجيته ــ التي اعتقد انها لم تتغير جذريا وإن تطورت بعد أن صدم فيما اتصور بالاتحاد السوفيتي وبالاحزاب الشيوعيةrlm;.rlm;
وقد رأيته يواجه مشكلات شخصية ومنها مشكلات مع زملاء الأمس الذين تجمدوا في مواقفهم فهاجموه احيانا قبل ان يدركوا انه مثل النهر المتدفق تجري فيه مياهه في قوة وهدوء دون ان تخرج من المجري الرئيسيrlm;.rlm;
كان صديقا قدرته وأحببتهrlm;,rlm; وكان النقاش معه متعة وثروةrlm;,rlm; وكنا نلتقي كثيرا في الفكر حتي ان اختلفت المنابعrlm;,rlm; كان وطنيا من الطراز الأول وقوميا واعيا لا يتوه في الأوهامrlm;,rlm; ومنبعا للفكر الايجابي في وقت جفت فيه منابع كثيرةrlm;,rlm; وفيا في زمن عز فيه الوفاء لكل ما يستحق الوفاءrlm;.rlm;
إذا كنا نودعه اليومrlm;,rlm; فإنه سيعيش معنا بكل ما يمثله من معان النبل والفروسية وسيظل في القلب والفكر والوجدان يملأ الدنيا وان غاب عنهاrlm;,rlm; عملاقا في عالم سكنته الأقزامrlm;,rlm; مضيئا في عالم خفتت فيه الاضواءrlm;,rlm; وسيترك معنا سؤالاrlm;:rlm; هل رحل آخر الرجال المحترمين؟ أو علي الاقل واحد من أواخرهمrlm;.rlm;
أحمد ماهر السيد