جريدة الجرائد

كل جمعة: قاطعوا هذه الفضائيات أيضا!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


حلمي الأسمر

قضايا الفضائيات لا تنتهي، خاصة تلك التي تتكاثر كما الفطر، وكلها تسير على نهج واحد، وتستنسخ بعضها بعضا، وتصر على إشاعة نوع مغث من ''الفن'' الذي لم يعد يجد رواجا حتى في أوساط الشباب ''المايص'' لفرط السفاهة الشائعة فيها، ولتكرار نوع واحد من السخف الممل، الفاشل في بعث أي نوع من أنواع الدهشة!
يستفزني في هذه الفضائيات شيئان على جانب كبير من الأهمية، الأول أنها غدت مرتعا لمن يعاني من تخمة في الفراغ والمال، فيكرس وقته لإرسال ''مسيجات'' تخدش الحياء أحيانا، وأحيانا أخرى تنطوي على بعث عصبيات ونعرات، طائفية حينا، وحينا آخر عرقية، وحينا ثالثا رياضية، والأهم والأخطر أن هذه المسيجات ''مزينة'' بعلم الدولة الصادرة منها، وتخيلوا معي عندما يحمل ''مسيج'' عبارات غير لائقة، مرفقة بعلم السعودية الأخضر مع عبارة ''لا إله إلا اللهّ'' أو حين تضع الفضائية هذا المسيج مع أغنية لامرأة ساقطة تتلوى كالأفعى، في حين ترى العلم ملتصقا بجسدها، وأحيانا في مناطق غير لائقة، تبعا لحركة العلم وحركتها على الشاشة، وهو ما يثير غضب أي مؤمن، ويستفز مشاعره الدينية، إلى حد يساوي الاستفزاز الذي سببته رسومات ذلك المارق عن نبينا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه.
لقد سمعت كلاما كثيرا ممن تتمعر وجوههم غضبا في سبيل الله وهم يرون عبارة ''لا إله إلا الله'' مرتبطة بمناظر مستلة من كباريه أو ناد ليلي، أعتقد أن على الفضائيات ومسؤولي هذا العلم، مراعاة حرمة العبارة المكتوب عليه، ومنع ظهوره في صور مشينة، لا تليق لا بالدولة صاحبة العلم، ولا بالعبارة الشريفة المكتوبة عليه، فهذا العلم مكرس للاحترام ولرفعه على السواري، لا لربطه بمناظر هابطة مقرفة، تهدر إنسانية المرأة، وتحولها إلى سلعة رخيصة مبتذلة!
أما ثاني ما يستفز في هذه الفضائيات، وما أكثر ما يستفزك فيها، فهو منظر الرجال بالزي العربي (الدشاديش والحطات والعقل) وهم يتطعوجون ويتمايلون طربا ورقصا، بصحبة فلعوص أو فلعوصة، ممن يسمون أنفسهم مغنين، في مشهد يهدر كرامة هذا اللباس وكرامة العربي، إذ يبدو هؤلاء ''الرجال'' في صورة سخيفة مهينة، لا تعبر عن حقيقة الرجل العربي الأصيل الحر، الذي لا يرضى أن يتحول إلى بهلوان يرقص بهبل وتخنث، بصحبة شلة من السكارى من سفلة الناس، ومن أسف أن هناك قنوات خليجية متخصصة في عرض هذه ''الفعاليات'' والإكثار منها، إلى درجة أصبحتُ فيها على قناعة أن المقصود تشويه صورة الرجل العربي والخليجي على نحو خاص، عبر بث هذه الصور بكثافة! الغيارى على دينهم قاطعوا البضائع الدنامركية، فلم لا يقاطعوا كباريهات البث المباشر هذه، التي تشوه صورة رجالنا ونسائنا، وتبتذل أعلامنا، وما يكتب عليها من كلام محترم شريف؟


al-asmar@maktoob.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف