جريدة الجرائد

مسؤولان أميركيان يحذران من حرب أهلية عراقية تجر المنطقة الى كارثة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أكدا هشاشة الوضع الحالي وأن دول الجوار ليست لها مصلحة في صراع طائفي

واشنطن ـطلحة جبريل
حذر مسؤولون أميركيون بارزون من اندلاع حرب أهلية في العراق تمتد الى المنطقة العربية برمتها، وقالوا إن واشنطن تخشى ان يؤدي الصراع بين الشيعة والسنة في العراق الى انفجار الاوضاع في المنطقة في حالة اندلاع حرب أهلية بين الطائفتين. وقال جون نيغروبنتي مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية إن توقعاتهم تشير الى ان السنة في العراق سيواصلون دعم "التمرد خلال هذا العام في حين ستواصل مجموعة ابو مصعب الزرقاوي مهاجمة قوات التحالف والقوات العراقية". مشيراً الى أن "الزرقاوي ظل يهاجم الشيعة من أجل استثارتهم لمهاجمة السنة، لكن الشيعة كبحوا مشاعرهم ". وقال إن المشاركة الواسعة للسنة في الانتخابات تعد "خطوة اولى تجاه التراجع عن مساندة التمرد".

لكن نيغروبنتي قال في شهادة مطولة أدلى بها رفقة نائبه الجنرال ميشال هايدن والجنرال مايكل ميبلز، رئيس الاستخبارات العسكرية أمام اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ، إن هناك تقدماً تحقق، مدللاً على قوله بأن المسلحين اخفقوا في تحقيق أي مكاسب من هجماتهم، كما انهم لم يستطيعوا تأسيس أية قاعدة يسيطرون عليها، وفشلوا في خلق مشاكل اثناء اجراء الانتخابات او الاستفتاء على الدستور. كما أنه اخفقوا في " تطوير استراتيجية سياسية لجذب تأييد شعبي الى قاعدتهم التي تعتمد على العرب السنة... كما انهم لم يظهروا قدرات على تنظيم عمليات واسعة النطاق".

لكن جون نيغروبونتي أجاب حول احتمال اندلاع صراع اقليمي في حال انزلاق العراق نحو حرب أهلية بأن ذلك امر ممكن. وأوضح ان حربا اهلية في العراق "ستكون لها انعكاسات على باقي دول الشرق الاوسط وعلى العالم". وفي السياق نفسه قال الجنرال مايكل ميبلز، رئيس الاستخبارات العسكرية، امام اللجنة نفسها إن ايران تساند الشيعة في العراق وان هذا التأييد سيستمر على الرغم من ان ايران لا ترغب في حرب أهلية في العراق ومن المرجح ان يعملوا على تفاديها. كما لا يوجد أي تحرك من طرف سورية أو ارسال قوات الى العراق. والشيء نفسه ينطبق على السعودية والأردن. واعتبر ان ايران وسورية والأردن والسعودية لن تستفيد من اندلاع حرب اهلية في العراق في حال اندلاعها. وان ايران لن ترسل حتماً قوات الى العراق. واعتبر ميبلز ان العراق لم يدخل بعد في حرب اهلية الا ان الوضع فيه هش، مؤكدا ان اية هجمات اخرى يمكن ان ينفذها مسلحون ستكون لها "انعكاسات وخيمة". وبالمقابل قال نيغروبونتي "اذا كانت الدول المجاورة للعراق ستبدو متحفظة في البدء على الضلوع في ما يجري" فهي قد تجرف الى ذلك في وقت لاحق نظرا الى تطور الوضع.

وقال "قد نرى صراعا ينفجر بين السنة والشيعة"، مضيفا "لدينا مؤشرات بأن علاقات وثيقة تربط ايران بعناصر شيعية متطرفة في العراق".

وتحدث نيغروبونتي عن القوات العراقية وقال "إن قوات الأمن تحتاج الى قيادة وإدارة أفضل لتحسين مردويتها".

وأشاد الجنرال ميبلز وكذلك نيغروبنتي بالجهود التي يبذلها الزعماء السياسيون والدينيونفي العراق لتجنب اندلاع حرب اهلية، وقالا إنهم جادون في مساعيهم.

وقال نيغروبونتي "أعتقد ان الزعامة السياسية وكذلك الزعامة الدينية تتحركان لاحتواء الوضع فهما لا تريدان ان يتجه الوضع نحو الكارثة وتسعيان لتجنب حدوث ذلك".وعبر المسؤولان عن اعتقادهما بأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق هو الحل لتهدئة العنف. واشار نيغروبنتي الى ان مؤشرات الحرب الاهلية هي فقدان الحكومة المركزية للسيطرة على الأمن، وتدهور او تفكك قوات الأمن وتعثر العملية السياسية بشكل كبير. وتوقع نيغروبنتي ان يستمر "تنظيم القاعدة في شن هجمات طالما ان قيادته المركزية لا تزال تعمل"، لكنه قال إن واشنطن بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها استطاعت "قتل أو القبض على معظم القيادة لتي ان وراء هجمات سبتمبر". وفي غضون ذلك نشرت الصحف الاميركية امس تقارير مفصلة عن عمليات تهجير قسرية لأسر شيعية تتم الآن في مناطق السنة الى معسكرات مؤقتة في بغداد، وقالت إن عدد القتلى بسبب الاحداث لطائفية يفوق كثيراً الارقام المعلنة. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" في صفحتها الاولى تقريراً حول إجبار بعض الأسر الشيعية على مغادرة القرى والبلدات السنية، ونشرت التقرير بعنوان "الشيعة يطلب منعهم مغادرة منازلهم وإلا سيقتلون". وأشارت الى أن عمليات تهجير قسرية تتم الآن في الفلوجة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف