أهالي الأنبار تراجعوا عن تأييد الزرقاوي وبعضهم يشك بوجوده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
على رغم ان محافظة الانبار، غرب العراق، متهمة بإيواء "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" بزعامة ابي مصعب الزرقاوي والتنظيمات المتشددة الأخرى، فضلاً عن ان الفلوجة، كبرى مدنه هي معقل الجماعات العراقية المسلحة، طوال السنوات الثلاث التي اعقبت سقوط نظام الرئيس صدام حسين، الا أن آراء سكانها مازالت تخالف رأي القوات الأميركية التي رصدت 25 ملـــــيون دولار جائزة لمن يدلي بمعلومات عن المطلوب الاول لديها (الزرقاوي) فمعظمهم يشكك بحقيقة وجوده. فيما يؤكد آخرون ان الجماعات المتشددة في الانبار اعتمدت على "استقطاب الجهلة الى الجهاد واستخدامهم لإشعال حرب طائفية".
ويرى الدكتور احمد الجميلي، استاذ العلوم السياسية في جامعة الانبار، ان تنظيم الزرقاوي و التنظيمات المتشددة، "ليست سوى جزءا من عملية استخباراتية كبيرة الهدف منها بث النفور من مقاومة الاحتلال في نفوس الناس، من خلال إلصاق صفة الارهاب بالجماعات المسلحة من دون استثناء" ويدلل على كلامه بالقول ان "ما يزيد عن 90 في المئة من سكان الانبار كانوا في البداية متعاطفين مع التنظيمات المتشددة، لكن ظهور الاقراص المدمجة التي تعرض قطع الرؤوس، وقتل الناس على الهوية وقتل عناصر الشرطة بغض النظر عن انتماءاتهم قلل دعم اهالي الانبار للمقاومة الى حد صار بعضهم يفضل تسلط القوات الاميركية عليها".
ويؤكد ان "كل اعمال الزرقاوي تصب في النهاية في مصلحة الولايات المتحدة، ليس في العراق وحده بل على مستوى العالم".
ويقول الشيخ حامد الدليمي لـ "الحياة" ان بعضهم في الانبار "يميز بين خط الزرقاوي وخط المقاومة الوطنية التي يتركز جهدها على محاربة المحتل الذي ظهر جلياً في المجاهرة بمعاداته (الزرقاوي) من على منابر المساجد كما حدث في الفلوجة، عقب اغتيال الشيخين حمزة العيساوي وكمال النزال. وتصاعدت دعوات فصائل المقاومة لطرد الزرقاوي".
ويؤكد فليح حسن، عضو نقابة المحامين في الفلوجة "ان الزرقاوي قد يكون عميلاً لجهة اجنبية او اقليمية هدفها اقصاء السنة بجعل مدنهم ساحة للصدام مع القوات الاميركية وابعادهم عن الانخراط في الاجهزة الامنية او العملية السياسية".
ويعتقد حسن، من اهـــــالي حديثة (غرب) ان العناصر المنخرطة مــــــع الزرقـــــاوي "ليسوا على درايـــــة بأهـــدافه الحقيقية كونهم من بسطاء الناس واوهموا ان ما يفعلونه هو جهاد في سبيل الله، فضلاً عن الاغراءات المالية".
ويروي مواطنون في الــــفلوجة والرمادي حكايات ترددت في مدنهم مفادهـــــا ان الزرقـــــاوي قتــــــل في بداية دخوله الى العراق في معركة وقــــــعت في المـــــوصل، وان اميركا تعلم بموته ولكــــنها حولته الى اســــطورة لتبرر بقاءها في العراق. ويتساءل المحامي قحطان شعــــيب: "اذا كان الزرقاوي موجـــوداً في الانبار فعلاً فكيف يمكن ان لا يراه احد؟ هل هو شبح ؟"، لــــــكن احد المـــــقربين من الجماعات المسلحة ويدعى "ابو مسل الهيتاوي"، يؤكد ان الزرقاوي موجود، وهو "مجاهد"، وانـــه يحظـــــى بدعم الانبار ويــــــقول: "ان المحتلين يعملون على تشويه سمعة المجاهدين، خصوصاً الزرقاوي وتنظيمه لأنه الاكثر تدميراً للقوات الاجنبية عبر عملياته المنظمة".
واعتادت القوات الاميركية والعراقية الاعلان عن اعتقال مسؤولين أو مساعدين للزرقاوي. ويحصي مركز صحافي عدد الاعلانات الاميركية والعراقية التي أعلنت ذلك بأكثر من 500 اعلان.