براميرتز: تصور كامل تقريباً لكيفية اغتيال الحريري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أبلغ مجلس الامن في اول تقرير له وجود اشلاء يرجّح بانها لاحد المنفذين ...
راغدة درغام
أعلن سيرج براميرتز، رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، مجلس الأمن الدولي في تقريره الأول أن التحقيق "دخل مرحلة جديدة" وتمكن من الاقتراب كثيراً من تصور متكامل وموحد لكيفية حصول عملية التفجير، لكنه امتنع عن الادلاء بأي تفاصيل حرصاً على سلامة الشهود ولعدم عرقلة جمع المزيد من الادلة، موضحاً انه سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع خلال الشهر المقبل، ومشيراً الى تعاون سورية مع كل طلبات لجنة التحقيق تقريبا.
وكشف براميرتز في التقرير الذي تسلمه أعضاء مجلس الأمن أمس الثلثاء وحصلت "الحياة" على نسخة عنه ان "عدداً مهماً جداً من خطوط جديدة في التحقيق تم تعريفه منذ كانون الثاني (يناير) 2006، مكّن من احراز تقدم أكثر مما كان متوقعاً في ناحيتين مهمتين". وللمرة الأولى في تقرير اللجنة الدولية، تم عرض الاغتيالات ومحاولات الاغتيال الأخرى التي وقعت في لبنان منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده وعددها 14 حالة.
وعالج براميرتز في تقريره الانطباع عن اسلوبه في العمل، وقال مخاطباً مجلس الامن ان "اللجنة تدرك تماماً حدود أسلوبها المحافظ في ما يخص الكشف العلني لمعلومات حساسة تتعلق بقضية التحقيق، وفي ما يخص توفير التفاصيل المتعلقة بخطوط معينة من التحقيق". وتابع ان "اللجنة تود أن تغتنم هذه الفرصة لطمأنة أعضاء مجلس الأمن أن أسلوبها الحذر هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية التحقيق العامة".
واشار براميرتز الى ان اللجنة اقتربت الى حد كبير من وضع تصور متكامل للظروف الدقيقة للتفجير الذي اودى بحياة الحريري و21 شخصاً آخرين، مشيراً الى احتمال ان تكون الاشلاء التي عثر عليها في ساحة الجريمة ولم يتم التعرف الى صاحبها عائدة الى أحد منفذي التفجير. وأكد ان اللجنة "تبني على العمل الذي أنجز العام 2005" أثناء رئاسة ديتليف ميليس، وانها قامت بمراجعة كاملة لكل الفرضيات التي سبق ان طرحت حول ملابسات الجريمة.
وبالنسبة الى تعاون سورية مع لجنته، قال براميرتز ان الحكومة السورية تعاونت رسميا خلال الاشهر الثلاثة الماضية مع كل طلبات اللجنة السابقة تقريبا، وقدمت من خلال لجنة التحقيق السورية الخاصة اجابات على عدد محدد من المسائل سبق ان اثيرت مع السلطات في دمشق وكان بعضها معلقاً منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2005. واوضح ان لجنة التحقيق تسلمت من اللجنة السورية مجموعة من التقارير من ارشيف الاستخبارات العسكرية تتعلق بالوضعين السياسي والامني في لبنان. لكنه اضاف انه بالرغم من هذه الخطوات المشجعة فإن من المهم انتظار تقويم اللجنة لاهمية المعلومات السورية المقدمة.
وقال: "تم التوصل الى تفاهم مشترك مع سورية حول الشكليات العملية في مجالات مثل تطبيق الأطار القانوني، الوصول الى الافراد والمواقع والمعلومات وكيفية التواصل مع الحكومة". وأضاف "في التقارير الماضية، ابرزت اللجنة امثلة عدة على مصاعب واجهتها عند سعيها وراء التعاون من السلطات السورية. ومن أجل معالجة الحاجة الحقيقية والملحة لانجاز تقدم في هذا الصدد، ومن أجل التعجيل في التحقيق، اجتمعت اللجنة مرتين مع مسؤولين سوريين كبار لبحث الآليات العملية لتعاونهم".
وذكر براميرتز انه اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفريق قانوني في 23 شباط (فبراير) في دمشق وانه اجتمع مع نائب وزير الخارجية ومع مستشار قانوني في بيروت في 7 الشهر الجاري. وقال ان ما توصلت اليه اللجنة هو "تفاهم مشترك مع سورية حول الاطار القانوني لتعاونهم وحول آليات عملية لتعزيز تجاوبهم السريع مع مطالب اللجنة". وأضاف: "ان هذا التفاهم سيمتحن في الأشهر المقبلة". وأكد ان المعلم ابلغه في التاسع من آذار (مارس) الحالي انه سيتم ترتيب لقاء له مع الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه (فاروق الشرع) في غضون الشهر المقبل.
وسيبحث براميرتز تقريره المكون من 25 صفحة مع أعضاء المجلس غداً الخميس، ومن المتوقع ان يكون له ايضاً أول لقاء مطول مع الصحافة بعد اجتماع مجلس الأمن.
وفي فقرة مهمة من التقرير، قال براميرتز "ان القرار 1636 يلزم سورية بتسليم اي مسؤول او فرد تطلب اللجنة اعتقاله للاشتباه في تخطيطه او رعايته او تنظيمه اعمالا اجرامية" تحقق اللجنة فيها، مشيرا الى ان سورية "بعثت بمؤشرات الى انها ستمتثل بشكل كامل لمثل هذه المطالب بما فيها اعتقال الفرد المعني وتسليمه اليها، مع الاخذ في الاعتبار الاجراءات القانونية السورية".