جريدة الجرائد

هل ضرب إيران بات أمرا حتميا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجمعة: 2006.03.017


ويليام أركين


(الولايات المتحدة أيضا معرضة للأذى والألم)، هذا ما قاله الموفد الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي الصغير سلطانه وهو يقرأ من بيان معد سلفا مشيرا إلى التهديدات الأمريكية لبلاده.

(الولايات المتحدة أيضا معرضة للأذى والألم)، هذا ما قاله الموفد الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي الصغير سلطانه وهو يقرأ من بيان معد سلفا مشيرا إلى التهديدات الأمريكية لبلاده.

أضاف الموفد الإيراني قوله: "لذلك، إذا كان هذا هو الطريق الذي ترغب الولايات المتحدة اختياره، فلندع الكرة تدور".

نقلت صحيفة "طهران تايمز" عن المؤرخ العسكري الكندي جوين داير قوله إنه على الرغم من العواقب الوخيمة والفظيعة التي ستنجم عن أي ضربة استباقية أمريكية، حتى وإن كانت ضربة عسكرية، فإن إدارة الرئيس بوش مازالت تفكر في القيام بها.

هل خرجت الأزمة مع إيران عن نطاق السيطرة، أو بمعنى آخر، هل أصبح العمل العسكري ضد إيران وشيكا؟

ما زلت أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال هي "لا" على الرغم من أن طهران مازالت تبني بيتا بلا مخارج أو بمخارج قليلة، وعلى الرغم أيضا من أن صقور الإدارة الأمريكية (نائب الرئيس ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، والسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة جون بولتون) يعدون العدة ويسوقون الحجج من اجل القيام بضربة استباقية.

كتب لي أحد الأصدقاء قائلا: "يبدو أنك تعتقد ان الإدارة الأمريكية سوف تنفذ ضربة ما بدلا من مواجهة الإذلال الناتج عن عدم القيام بأي شيء في حالة ما إذا بات واضحا لدى المجتمع الدولي أن الإيرانيين يفعلون ما يريدون".

أنا أعرف بل وأقر بحقيقة أنه معروف عن الدول والقادة والرؤساء أنهم يقدمون على عمل أشياء غير متعقلة عندما تتعرض كرامتهم إلى الامتهان.

لكنني أعتقد أن شيئا واحدا يمكن أن يجعل إدارة الرئيس بوش تفكر في القيام بعملية استباقية، ألا وهو امتلاك إيران للقدرة على تهديد الولايات المتحدة أو حلفائها بأسلحة الدمار الشامل (بما فيها الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية.)

ما أردت أن أقوله هو أنه على الرغم من أن عواقب الضربة الأمريكية قد تكون كارثية وأنه على الرغم من أن أي ضربة استباقية ضد إيران قد تتناقض مع القواعد والاستراتيجيات العسكرية التقليدية، إلا أن إدارة الرئيس بوش اشارت بوضوح تام منذ عام 2002 أنها قد تقوم بضربات استباقية في مواجهة أي تهديد بأسلحة الدمار الشامل. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تقوم منذ ذلك الوقت ببناء القدرة على تنفيذ هذه الضربة: ولا شك في أن إيران وكوريا الشمالية هما الدولتان اللذان يشكلان أهدافا حقيقية في هذا البرنامج.

ربما تنطوي تصريحات ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وجون بولتون على تهديدات لإيران، وربما يبدو أن الأطراف وضعوا أنفسهم في وضع حرج، لكننا ما زلنا بعيدين جدا عن المرحلة التي تمتلك فيها إيران القدرة النووية. ربما مازال أمام إيران سنوات لتحقيق هذا الهدف. والأهم أن المواجهة الدبلوماسية، ويقظة المجتمع الدولي فيما يتعلق بالواردات، والتهديد باستخدام القوة قد أجبر إيران على جعل أي برنامج نووي سريا لديها أكثر سرية وأكثر تأمينا وأجبرها بالتالي على تأجيل تنفيذ برنامجها الزمني لفترة أطول.

إذا كان هناك بعض الدوائر في الحكومة الأمريكية ممن يدركون جيدا آثار وعواقب ضرب إيران، والذين ينبغي عليهم تنفيذ الضربة ثم التعامل مع عواقبها ــ التي قد تصل إلى الحرب ــ فهذه الدوائر هي بالتحديد القوات المسلحة غير العليمة ببواطن الأمور.

مهما كثرت التعليقات التي تشير إلى أن الحرب ستكون كارثية، وأن الضربة الاستباقية سيكون لها عواقبها الوخيمة، لن تقتنع الإدارة الأمريكية بالتخلي عن العمل العسكري الذي من شأنه أن يضع نهاية للتهديدات النووية الفعلية الإيرانية.

بالنسبة لي شخصيا، هنالك سؤال واحد يتعلق بسياسة إدارة بوش الاستباقية وهو ما إذا كان القيام بالضربة الأولى هو المسار الخطأ حتى وإن كان سيفضي إلى حل كافة القضايا العسكرية، وحتى إذا نجحت الضربة وكانت عواقبها تحت السيطرة.

فكروا في هذه الحقائق، لقد عرفنا مواقع أسلحة الدمار الشامل في إيران، وبالتالي لدينا أهداف جيدة، ولدينا أسلحة خاصة تتعقب المنشآت السرية تحت الأرض، ولدينا مخبرون خاصون، وجنود تابعون لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ممن يمكنهم التسلل إلى داخل الدول المعنية، لدينا الأكراد في صفنا، ولدينا الأصول والموارد اللازمة داخل الدولة، ولدينا قوة المهاجرين إلى جانبنا، ولدينا قواعد قريبة، ولدينا الثقة بأننا نستطيع هزيمة جيوشهم، علاوة على أن الرأي العام الأمريكي مقتنع ومدرك تماما بالتهديد الخطير الذي يحيق بأمريكا، ولدينا حكومة مؤقتة من الأعيان الإيرانيين الذين على استعداد لتولي المهمة.

لدينا كل هذا، ومازلنا لا نعرف ما الذي يمكن أن يحدث.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف