جريدة الجرائد

«ثورة» ضد رامسفيلد.. وعقوبات انتقائية ضد إيران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الإثنين: 2006.04.17

كيف يمكن معاقبة إيران بعد تخصيبها لليورانيوم؟ ولماذا ينتقد الجنرالات المتقاعدون رامسفيلد؟ وهل انتصر المجتمع المدني في إيطاليا بعد هزيمة برلسكوني؟ وما السبب الذي يدفع حركة تحرير "دلتا النيجر" نحو استهداف منشآت النفط النيجيرية؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة الأميركية.

عقوبات انتقائية

خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي لرصد تداعيات إعلان إيران أنها نجحت في تخصيب اليورانيوم. الصحيفة أشارت إلى أن مجلس الأمن الدولي منح طهران مهلة حتى 30 أبريل الجاري لتثبت أنها علقت جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، لا أن تقوم بتعزيز هذه الأنشطة! وحسب الصحيفة، ليست الأمم المتحدة وحدها التي وجدت نفسها في ورطة أمام النظام الإيراني، بل إن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا "الترويكا الأوروبية" اكتشفت خلال السنوات الماضية أن حكام إيران لم يجلسوا على طاولة المفاوضات ويناقشوا مع المفوضين الأوروبيين برنامجهم النووي السري إلا بعد أن هدد الأوروبيون بقطع علاقاتهم التجارية مع إيران البلد المتعثر اقتصادياً والذي يبحث 70% من سكانه، ممن هم دون سن الثلاثين عاماً، عن فرص عمل. ويبدو أن طهران التي تنتهك معاهدة حظر الانتشار النووي تفضل المفاوضات فقط لاستهلاك الوقت. لكن ما هي الخطوات التي يتعين على الأمم المتحدة وضعها في الاعتبار؟ الصحيفة لفتت الانتباه إلى مقترحات أميركية تتمثل في فرض عقوبات اقتصادية وحظر الاستثمارات الأجنبية في إيران، خاصة وأن هذا البلد في حاجة إلى مليارات الدولارات لتحسين قطاع النفط ومن ثم توفير فرص عمل، ومن دون هذه الاستثمارات سيفقد ساسة إيران شعبيتهم لدى الشارع، وفي هذه الحالة سيلجأون إلى سياسات شوفينية كإطلاق تهديدات باتجاه إسرائيل والولايات المتحدة لكسب تأييد الشارع، من أجل البقاء في السلطة. لكن تجربة العقوبات لها نتائج مربكة، فقد نجحت العقوبات مع ليبيا وفيتنام وجنوب أفريقيا، ودفعت صدام حسين إلى التخلص من أسلحة الدمار الشامل لكنها ألحقت الضرر بالعراقيين، كما فشلت العقوبات مع كوريا الشمالية. الصحيفة ترى أنه من الصعب تفادي إلحاق الضرر بالإيرانيين عند فرض عقوبات على طهران، ومن ثم يتعين استخدام عقوبات انتقائية كحظر سفر المسؤولين وفرض حظر بنكي على النخب الإيرانية، لكن روسيا والصين ستقفان حجر عثرة أمام فرض عقوبات أممية على إيران، مما سيدفع الأميركيين والأوروبيين واليابانيين إلى تطبيق هذه العقوبات بأنفسهم، وهو ما سيكون بمثابة "كابوس" لطهران. أما "يو أس أيه توداي"، فرأت في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي أن تمكن إيران من تخصيب اليورانيوم حدث ينطوي على خطورة تاريخية كونه أتى بتغيير مفاجئ، يشبه في ذلك نقل الصواريخ النووية السوفييتية إلى كوبا وغزو هتلر لتشيكوسلوفاكيا ما أشعل الحرب العالمية الثانية. الصحيفة رجحت اللجوء إلى الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة النووية الإيرانية، مفضلة النموذج الذي اتبعته واشنطن إبان أزمة الصواريخ الكوبية مطلع الستينيات.

"ثورة ضد رامسفيلد"

تحت هذا العنوان نشرت "بوسطن غلوب" يوم السبت الماضي افتتاحية رأت خلالها أن الرئيس بوش جانبه الصواب عندما دافع عن وزير دفاعه دونالد رامسفيلد بعدما تعرض هذا الأخير لانتقادات شديدة من جنرالات سابقين بالجيش الأميركي، بسبب سياسات رامسفيلد الخاطئة في العراق. بوش امتدح أداء رامسفيلد قائلاً: "إنه بالضبط ما يريده في هذه المرحلة الحرجة". الصحيفة اقتبست انتقادات وردة على لسان أحد الضباط الأميركيين جاء فيها: "إننا ذهبنا إلى الحرب بخطة معيبة ولم يكن في حسباننا أي اعتبار للمهمة الصعبة المتمثلة في إرساء السلام داخل العراق بعد إسقاط صدام. لقد خدمنا تحت إمرة وزير دفاع لا يفهم معنى القيادة ولا أهمية تشكيل فريق عمل قوي". الصحيفة رأت أنه لصالح الولايات المتحدة، يجب على الرئيس بوش القائد الأعلى للقوات المسلحة، قبول استقالة رامسفيلد وغيره من مسؤولي وزارة الدفاع الذين لم يهتموا بنصائح الضباط الأميركيين. وعلى بوش القيام بمسؤولياته وتحرير البنتاجون من قبضة رامسفيلد.

انتصار المجتمع المدني في إيطاليا

تحت عنوان "هزيمة برلسكوني انتصار للمجتمع المدني الإيطالي"، نشرت "الواشنطن بوست" يوم الأربعاء الماضي افتتاحية رأت خلالها أن هزيمة سيلفيو برلسكوني في الانتخابات الإيطالية الأخيرة ستؤدي إلى تعزيز دور المدافعين عن الحريات المدنية في إيطاليا، خاصة وأن القلق ساور هذه الفئة أثناء حكم برلسكوني من سيطرة رئيس الوزراء على وسائل الإعلام الإيطالية ودفاعه المستميت لإسقاط التهم الموجهة إليه بإصدار قوانين خاصة والتنمُّر على رجال القضاء. برلسكوني كان يصور نفسه كرأسمالي ذي رؤية إصلاحية على غرار رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، وهو نموذج تحتاجه إيطاليا بالفعل لمواءمة اقتصادها مع العولمة وتحرير التجارة، لكن خلال سنوات حكمه الخمس وهي الأطول لرئيس وزراء إيطالي منذ الحرب العالمية الثانية، لم يقدم برلسكوني لبلاده سوى القليل في مجال إصلاح نظام الخدمات الاجتماعية في إيطاليا ما أدى إلى تراجع معدلات النمو الاقتصادي في البلاد إلى ما دون 1% سنوياً وهو أقل معدل من بين الدول الصناعية الكبرى ما يعني أن تركة برلسكوني ستلحق الضرر بأية إصلاحات تقوم على فكرة الاقتصاد الحر.

الدم والنفط

هكذا عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم أمس الأحد، مشيرة إلى أجواء التوتر الحاصلة في نيجيريا وبالتحديد في منطقة "دلتا النيجر"، حيث تنشط جماعة متمردة تقوم بعمليات خطف وتطلق على نفسها اسم "حركة تحرير دلتا النيجر". فخلال الأسبوع الماضي، أعلنت هذه الحركة أنها خططت لشن هجمات ضد المنشآت النفطية في منطقة "دلتا النيجر"، وحددت موعد الهجمات في 25 أبريل الجاري. وجراء هذه الأنباء قفز سعر برميل النفط إلى 70 دولاراً. وحسب الصحيفة إذا كانت هذه الهجمات تستحق إدانة المجتمع الدولي، فإنه لا يجب تجاهل مطالب المتمردين في سيطرة السكان المحليين بشكل أكبر على الثروة النفطية في نيجيريا، علماً بأن الحكومة الفيدرالية تحصل على عوائد النفط، ثم تقوم بتوزيعها على جميع الولايات، بعد أن تحصل الولايات الأربع المنتجة للنفط على ثلثها. فمنذ عام 1956 تستخرج شركة "شيل" النفط من منطقة "دلتا النيجر"، لكن عوائد النفط تدخل جيوب النخب النيجيرية: ضباط الجيش والموظفين الفيدراليين والمحليين الفاسدين، والقليل من هذا العوائد يتم صرفه على سكان "دلتا النيجر"، المنطقة التي تعد من بين أفقر مناطق العالم، والتي تعاني تلوثاً بيئياً جراء عمليات استخراج النفط، ما جعل الصحيفة تقول في نهاية افتتاحيتها: حان الوقت كي تضع الحكومة النيجيرية في اعتبارها معاناة سكان المناطق النفطية.

إعداد: طه حسيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف