جريدة الجرائد

برلين: حماس تبني قوة استعداداً للمواجهة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يديعوت أحرونوت

يرى اللواء عاموس يدلين أن "الإيرانيين سيكونون سعداء لو استطاعوا ان يقوضوا دولة إسرائيل من الداخل. انهم يستعملون كل ضغط سياسي واقتصادي أو ارهابي مكائدي، لتحقيق هذا الهدف".

وبالنسبة اليه، يحاول الإيرانيون ان ينقصوا دولة إسرائيل من اطرافها. القنبلة النووية التي يسعون اليها ستعطيهم حزاماً أمنياً وتعاظم هذه المحاولات لنقض عرى إسرائيل: "أقول ان إيران كانت تريد أن تغيب دولة إسرائيل، وان تمحى من الخارطة".
أتعتقد أن إيران خطر وجودي على دولة إسرائيل؟
ـ برهنت دولة إسرائيل على أنها تعرف كيف تواجه الارهاب ـ ولم يعد الارهاب تهديداً وجودياً. وقد برهنت أيضاً على انها تعرف مواجهة الجيوش. الشيء الوحيد الذي قد يسبب ضرراً للدولة والذي سيكون من الصعب عليها ان تنتعش منه هو الاصابة بسلاح نووي. اذا وجدت للإيرانيين قنبلة نووية، مع قدرة على اطلاقها على دولة إسرائيل، واذا كان النظام في إيران ما يزال نظاماً يرفع راية محو دولة إسرائيل فسيكون هناك تهديد وجودي كامن لدولة إسرائيل.
متى سيكون لهم سلاح نووي في تقديرك؟
ـ يصعب جداً التكهن بالتاريخ الدقيق. إيران معرضة لضغوط دولية. لكن مع افتراض ان البرنامج يتقدم من ناحية تقنية، بمعدلات وإيقاع سير نعرفهما من دول اخرى، ومع افتراض ان إيران لا تتراجع بازاء الضغط الدولي فيمكن ان تملك قنبلة نووية قبل نهاية العقد.
ونهاية العقد قريبة جداً حقاً. في آب الأخير ـ بعد انقطاع سنتين ونصف السنة بسبب الضغط الدولي ـ جدد النظام المتطرف الإيراني عمليات الانتاج لتخصيب اليورانيوم. الفرضية الأولية لشعبة الاستخبارات تقول انه من وراء مسار الانتاج الظاهر، المدني ـ الموجود تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يقع تحت الرقابة الدولية ـ يختفي مسار مواز سري، للانتاج العسكري.
علامات ذلك مبثوثة في كل مكان. أخيراً فقط تبين أن إيران اشترت من اوكرانيا صواريخ بحرية يمكن ان تركب عليها رؤوس متفجرة نووية. ويظهر في تقرير نشرته اخيراً منظمة استخبارية غربية، أن الإيرانيين يجرون ملاءمات بين الرؤوس التي في الصواريخ العابرة للقارات "شهاب 3" وبين الرؤوس الذرية.
للخبراء الأميركيين رأي مخالف قليلاً فيما يتصل بايقاع تطور الذرة الإيرانية.
ـ نحن الذين يجب ان نقدم الرد، وان نبني قوة وان نكون مستعدين لهذا التهديد ـ نأخذ، بطبيعة الأمر، السيناريو الأصعب، لايقاع سير أسرع. اما الأميركيين فيأخذون ما يبدو لهم سيناريو أكثر واقعية: أي ايقاع تطور ابطأ، مع اختلالات تميز مشروعات على نطاق من هذا النوع. لكن ليس الحديث عن فروق عظيمة بيننا وبينهم.
في الأسبوع الماضي نشر في صحيفة "الحياة" اللندنية ان جماعة من القاعدة تسللت الى غزة ويفترض أن تنفذ عمليات في منطقتنا.
ـ لا تسيطر إسرائيل على مداخل ومخارج غزة. توجد هناك حركة ارهابيين. انهم يخرجون من غزة الى السعودية مستغلين الخروج للحج، ويخرجون الى مصر ومن هناك الى لبنان والى سوريا، ويلتقون قادة الجهاد الاسلامي وحماس في دمشق. أحياناً يبعدون حتى إيران، ويمتلكون معلومات ويهربون من هناك وسائل قتالية. هذا صحيح عن كل الجماعات وكل المنظمات. اذا ما أعلنت جماعة ما عن نفسها بأنها تنتمي الى القاعدة فهو ممكن.
في السنتين الأخيرتين، نرى تعاظم الأهمية التي توليها القاعدة للدول العربية المحيط بإسرائيل. توجد خلايا للقاعدة في كل تلك الدول، غايتها محاولة اسقاط نظم الحكم هناك ومحاولة الاضرار بإسرائيل. إرادة القاعدة الاضرار بدولة إسرائيل موجودة دائماً. توجد علامات على ذلك، ولكن ما يزال من غير الممكن ربطها بخطة معينة.
يتحدثون عندنا بدورة ثالثة حيال السلطة. على ماذا يعتمد هذا؟
ـ مهمة الجيش أن يكون مستعداً لاخطر احتمال، هو خروج حماس عن ضبط النفس. استراتيجية حماس ليست موجهة الى الشهر القادم أو الى السنة القادمة. انهم يفكرون في سنين طويلة قدما. استراتيجتهم مدروسة وواقعية. في المرحلة الأولى يريدون ان يتمكنوا في احراز سيطرة على مراكز القوة في السلطة. الارهاب لا يخدمهم الآن. انهم لا يريدون الدخول في مواجهة معنا، تفصح عن علاقات القوى الحقيقية. انهم يتذكرون الضربات التي تلقوها. ومن الجهة الأخرى لا يستطيعون بالضرورة السيطرة عن الاحداث. فان منظمات مثل الجهاد الاسلامي الفلسطيني لا تخضع للتهدئة. ستحاول جهات متطرفة في فتح اثارة التحدي لحماس. في داخل الذراع العسكرية لحماس ايضاً توجد جماعات لا تحب الهدنة. وبذلك يمكن ان تسوء الاحداث لتبلغ الى دورة ثالثة.
ومع ذلك تسمع أكثر فأكثر تصريحات معتدلة نسبياً لقادة حماس.
ـ ليس مسموحاً ان تضللنا الكلمات اللينة. انهم يعبرون تعبيراً محكماً ويحاولون تعتيم الرسائل ليحظوا باعتراف دولي. ولكن في الأمد البعيد ـ لن تستطيع حماس الانفصال من الايديولوجية المتطرفة التي تعتمد على شريعة دينية. انها غير قادرة على ا ن تكون مرنة.
الخطأ غير مسموح: حماس منظمة تعرف ان تعيش التوتر بين الايديولوجية المتطرفة جداً وبين التوجه العملي الذي تقتضيه مسؤوليتها عن المجتمع الفلسطيني. في تقديري ستحاول التوصل الى اتفاق مع المنظمات الأخرى. في رأيي لن تستعمل معهم القوة.
لا يوجد احتمال أن تصبح حماس مرنة. على نحو جوهري، في مواقفها من إسرائيل. فنحن نتعامل مع سلطة معادية، معادية لإسرائيل، تؤيد الارهاب، وثمة احتمال كبير ان نصل معهم في الأمد البعيد الى مواجهة أخرى.
كيف تستعد حماس للمواجهة في المستقبل؟
ـ حماس تبني قوة للمواجهة. فاذا ما تجاوزنا كونها منظمة ارهابية مع جبهة سرية، فانها تبني اليوم وحدات عسكرية ذا طابع نظامي. يوجد تهريب لوسائل قتالية أكثر تقدماً. نرى محاولات ادخال صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ ذات مدى أطول من مدى صواريخ القسام. توجد في غزة صواريخ كاتيوشا معدودة. يجب التنبه لتهريب عشرات الأطنان من المواد التفجيرية التي تثبت للمعايير. انهم يستولون على مناطق في غزة ويقيمون معسكرات تدريب. توجد مأسسة في حماس، ويريدون أن يبنوا في غزة نموذجاً يذكر بحزب الله.
سيحاولن في مواجهة في المستقبل الامتناع من مصادمتنا وجهاً لوجه وسيحاولون خلق معادلات رد وقوانين لعب. في هذه المعادلة ستكون فترات زمنية معينة، ستستعمل فيها حماس النار نحو السكان الإسرائيليين، على صورة عملية تفجيرية او صواريخ طويلة الأمد، لكي تردع دولة إسرائيل عن المس بها.

ترجمة: عباس اسماعيل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف