لهذه الأسباب نخشى إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
مهم ان نفهم لماذا لكل طرف منا موقف مختلف عن الآخر. فمعظم العرب خارج منطقة الخليج يظنون ان امتلاك ايران للسلاح النووي تطور ايجابي يحقق توازن القوة مع اسرائيل. اما عرب الخليج فيعتقدون ان قوة الردع النووية الايرانية تعني اكبر خطر يهددهم عسكريا. فالنزاع مع طهران رغم انه ساكن حاليا فهو يحتمل الاندلاع في اي لحظة. إضافة الى انه حتى بدون التصعيد النووي هناك خوف حقيقي من التمدد الايراني في العراق جنوبا المحاذي للحدود السعودية ـ الكويتية.
ايران لا يمكن ان تقصف سورية او تستهدف الاردن او مصر، رغم انها معرضة للغبار الذري في حال قصف ايران اسرائيل. ومن المستبعد تماما ان تقصف اسرائيل لان الاخيرة لديها درع صاروخي، وقدرات اطلاق هائلة، وترسانة من الاسلحة الذرية كافية لمسح كل المدن الايرانية. يضاف اليه ان اي قصف لاسرائيل يعني تدميرا فوريا للفلسطينيين على مساحة واسعة. وبالتالي من المستبعد، ان لم يكن من المستحيل، ان تفكر ايران في توجيه قنابلها النووية المستقبلية ضد اسرائيل او الدول العربية الأخرى بما يعني ان الهدف الوحيد المحتمل، في حال استخدام السلاح التدميري، سيكون الجانب الخليجي العربي.
وهنا بكل أسف سينقسم العرب الى معسكرين، كما حدث مع احتلال الكويت، عرب لن يبالوا بمصير الخليج كثيرا في حساباته السياسية التي يناصر فيها دائما أي تهديد كلامي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بغض النظر عن الضحية الحقيقية كما حدث في الكويت، بل هو الآن يدافع اعلاميا عن الطموح النووي الايراني. حكومة حماس الفلسطينية تعجلت مشكورة بأخذ موقف موال لإيران نوويا. وهو موقف معاد للخليج بغض النظر عن المضمون الكلامي السياسي الذي صيغت به العبارات، وبررت "الحقوق" الايرانية بامتلاك الطاقة النووية.
والمعسكر العربي الثاني هم الخليجيون الذين يعيشون ازمة النزاع على حدي سكين دائما. على حد يؤيدون الحق العربي وعلى الحد الآخر يخافون على أنفسهم. واحتلال صدام الكويت كان حدثا ايقظ الخليجيين وهدم كل الثقة التي كانت موجودة قبل ذلك في العلاقات العربية ـ العربية. ولا يوجد لدى ساسة الخليج أدنى شك بان تخصيب ايران النووي يعني تلقائيا القدرة على بناء سلاح نووي، خاصة مع تطويرها الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية.
ولا يوجد اي احتمال حقيقي آخر سوى استخدام السلاح النووي ضد دول الخليج، او التهديد باستخدامه من اجل الحصول على تنازلات كبيرة، اي جعل المنطقة رهينة للسلوك الايراني السياسي. والسلوك الايراني في الخليج ليس حسن السيرة ابدا رغم تنميقه بعبارات التضامن الاسلامي والعلاقات الودية. فايران، عندما انشغل الخليج بتحرير الكويت، احتلت في ليلة ظلماء ما تبقى من جزيرة ابو موسى الاماراتية، وسبق لها ان دخلت في اشتباكات عسكرية مع كل دول الخليج باستثناء سلطة عمان. لذا الخوف له ما يبرره خاصة مع تصعيدها الجديد بتطوير قواتها وأسلحتها ومشترياتها وتخصيبها اليورانيوم. الخوف سيدفع المنطقة الى التسابق على شراء السلاح الذي لا يخدم احدا في منطقتنا، ولا يفيد سوى باعة السلاح في الغرب وروسيا تحديدا.