عباس يصف خالد مشعل بـمُشعل الفتنة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عباس يصف خالد مشعل بـ"مُشعل الفتنة" ولن يلتقيه في تركيا
تـَبـَلَّغَ معلومات أردنية أخطر من أسلحة "حماس" رفض الإفصاح عنها
عمان - خليل رضوان - المستقبل اللبنانية : وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) خالد مشعل بانه "مُشعل الفتنة)، نافيا وجود اي خطط للقائه خلال زيارته الى تركيا. وقال في رده على خطاب خالد مشعل في دمشق إن السلطة الفلسطينية ترفض الفتنة ولا تقبلها وترفض الحرب الأهلية مهما كان شكلها ولونها وكائناً من يكون محركها أو الداعي إليها.
وقال في حوارتنشره "المستقبل" بالتزامن مع صحيفة الرأي الاردنية اجري في منزل الرئيس الفلسطيني في عمان، امس، "كنا خلال اربعين عاما من عمر نضالنا نختلف على الكثير من الامور السياسية التي تهم القضية الفلسطينية التي نناضل من اجلها لكننا لم نصل يوما الى الحرب الاهلية ولا الى حافتها.. كنا كما كان يقول (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) ابو عمار نعيش في ديموقراطية غابة البنادق ولم يكن يخطر بذهن واحد منا ان يرفع سلاحه في وجه الآخر الا اذا كان هذا السلاح مؤجرا لقوى من خارج ساحتنا ونابعاً من مشاعل الفتنة"، داعيا "الفلسطينيين جميعا للابتعاد عن مجرد التفكير بالحرب الاهلية لانه لن ينتج عنها الا ما يضر قضية فلسطين العادلة فالحرب الاهلية لا يكتوي بنارها الا الصامدون الصابرون على ارضهم بينما تبقى الاصوات التي تصدر من هنا وهناك عبر الميكروفونات والمهرجانات مشعلا يوقد نار الفتنة".
وحول تصريحات مشعل لفضائية اجنبية بعدم ممانعته الاعتراف بكل شيء اذا انسحبت اسرائيل من الاراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية واستعاد اللاجئون حقوقهم، قال "لست بصدد رد الفعل الإعلامي على الخطابات التي تصدر من هنا وهناك وإنفعال المهرجانات وإطلاق العنان للتهم والإتهامات والطعن بالوطنية وبنضال الشعب الفلسطيني على مدى العقود". اضاف "لن أناقش ما قرأته أو سمعته فأنا رجل يحب العمل ويسعى في كل عواصم العالم للحصول على كل ما يدعم شعبي الفلسطيني وقضيته العادلة مادياً ومعنوياً وعلى كل صعيد فالشعب الفلسطيني وبقدر حاجته للإستقلال وإقامة دولته المستقلة يحتاج على مدار الساعة للأمن والإستقرار ولقمة العيش أسوة بشعوب الدنيا فالخطابات والمهاترات لا تقدم ولا تؤخر بل بالعكس تعرقل الحركة وتكثر من الأعداء وتقلل الأصدقاء".
عباس بادر الى تأكيد حرص السلطة الفلسطينية على أمن الساحة الأردنية واستقرارها. وقال "لا نرضى ولا نقبل بأن يمس الأردن بأي سوء سواء كان كبيراً أو صغيراً فهو امتدادنا وعمقنا الإستراتيجي إن ما أطلعت عليه خلال زيارتي لعمان من مدير المخابرات الاردنية اللواء محمد الذهبي كان خطيراً ومذهلاً ومرفوضاً وقد أطلعت على معلومات أخطر من الأسلحة لا أستطيع الإفصاح عنها لدقتها خطورتها لكنني لا بد أن الامسها بالإشارة لتوضيح مدى دقة المعلومات وتأثيرها لا سمح الله على الساحة الأردنية والعلاقات الأردنية الفلسطينية، إن ما أطلعت عليه شكل لي ولزملائي مفاجئة لم تكن بالحسبان فالبحث عن إمتداد للبعض من مساحات أخرى في المنطقة يشكل خطورة على الاردنيين والفلسطينيين سواء".
واشاد عباس "بالأستراتيجية التي أتبعتها الحكومة الأردنية إتجاه موضوع حماس والأسلحة على الساحة الأردنية بالتعامل بعيداً عن الإعلام ومن خلال إستعدادهم لإستقبال وفد من طرفنا لمزيد من الإطلاع والبحث عن الحقيقة التي يريدها الأردنيون مثلما نريدها ولمزيد من التنسيق لتلافي مثل هذه الموضوعات الخطيرة في المستقبل".
وقال الرئيس الفلسطيني "إن دقة المعلومات لدى الأشقاء في الأردن تقنع المتلقي بصدقيتها فالسلاح شيء والتخطيط لأشياء أخرى تبدو أخطر شيء أخر ومن هنا كان الإنزعاج لدى الأشقاء الأردنيين الذين تجاوزوا موضوعات مشابهة في أوقات سابقة".
وشدد الرئيس الفلسطيني على ان "الأردن ليس ساحة مواجهة بالنسبة لنا وأمنه من أمننا واستقراره إستقرار لنا وهو رديفنا في السراء والضراء".
كما رفض عباس الرد على تصريحات أطلقتها "حماس" من غزة حول ما أعلنه خلال زيارته الى عمان، وقال "إن ما سمعته في عمان وما شاهدته على أرض الواقع وما أطلعت عليه من معلومات موثقة يعفيني من الرد على تصريحات إعلامية غير مسؤولة."
ورداً على سؤال حول علاقة مؤسسة الرئاسة بحكومة "حماس"، قال "إنني منذ اليوم الأول لفوز حركة حماس بالإنتخابات أبلغت قياديي الحركة في الأراضي الفلسطينية وقبل أن يشكلوا حكومتهم وبعد ذلك أنهم سيواجهون قضايا خلافية على الساحة الفلسطينية وفي الإقليم والعالم سيما أن القضية الفلسطينية متداخلة ومتشابكة في قضاياها مع معظم دول العالم وأتفقنا على قناة إتصال بين مؤسسة الرئاسة والحكومة لمناقشة كافة القضايا بحثاً عن حلول وعلى قاعدة أن هذه الحكومة، سواء شكلتها حماس أو غيرها، هي حكومة رئيس السلطة الفلسطينية لها ما لها وعليها ما عليها تماماً مثلما هي مؤسسة الرئاسة إستناداً إلى القانون الأساسي الذي يمنحنا جميعاً شرعيتنا الدستورية، غير أن ما حصل لاحقاً كان مخالفاً لكل ما أتفقنا عليه فلم يتقيدوا بشيء ولجأوا إلى الإنفراد بالقرار ومخالفة كل الأنظمة والقوانين وضربوا عرض الحائط بكل المرجعيات وسعت الحركة لمناقشة الأمور عبر وسائل الإعلام وبطريقة فجة، مما عطل علينا معالجة هموم ومشاكل شعبنا الفلسطيني وهي كثيرة وخطيرة تبدأ بالوطن والأرض ولا تنتهي بالفقر والجوع، فالإحتلال من جانب والمواجهات والتعنت الإسرائيلي والشأن الداخلي من جانب آخر ناهيك عن الحصار الذي نرزح تحت أعبائه من بعض دول العالم".
وحول رفض حكومة "حماس" القرارات الدولية والعربية قال "إن موقف السلطة الفلسطينية وموقف منظمة التحرير الفلسطينية التي تتبعها الحكومة والتي لا يمكن لأحد أن يقف بوجهها أو يلغيها أو يلغي إلتزاماتها هو موقف ثابت من كل الإتفاقات المبرمة والمستقبلية.. أن على المسؤول أن يكون على قدر تحمل المسؤولية وعلى حكومة السلطة أن تلتزم بكل ما صدر عن منظمة التحرير وما عقدته من إتفاقات وعلى حركة حماس أن تعي جيداً أن المعارضة غير الحكومة، فالحكومة الفلسطينية ستتعامل مع الواقع المحيط بها سواء كان إسرائيلياً أو عربياً أو دولياً أما الحركة فلها أن ترفض أو تعارض كما تشاء.. ثم ان أي حكومة تصل إلى موقع المسؤولية ستكون ملزمة بكل الاتفاقات التي أبرمتها الحكومة السابقة وهذا ما ينطبق على حكومة حماس التي يجب أن تعترف بكل الاتفاقيات والقرارات المدونة إليها من الحكومات السابقة".
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن "هناك حكومة فلسطينية وهناك حركة حماس ذات الاتصالات المتشعبة والعلاقات الخارجية كأي فصيل فلسطيني آخر ولها أن تقول ما تريد وأن تتخذ من المواقف ما يناسبها أما الحكومة فهي حكومة الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية وعليها الالتزام بمصالح هذا الشعب".
وفي رده على سؤال حول الانفصام والتشبث الحمساوي باللاءات في حين أن الواقع مغاير لهذا الموقف، ضحك عباس وهو يجيب قائلاً "في قمة الخرطوم الأخيرة أستذكر الحضور لاءات قمة الخرطوم بعد حرب حزيران 1967 لكنهم جميعاً أعلنوا مواقفهم على قرارات قمة بيروت والمبادرة السعودية ونتائج أوسلو والقرارات الدولية ذات الصلة".
وشدد عباس على انه يفضل الحديث المباشر مع العالم "فالسياسي الناجح هو الذي يفي بالتزاماته.. فقد ذهبنا الى اوسلو التي يرفضها البعض وتقدمنا بمطالبنا وخرجنا منها بالسلطة الفلسطينية والانتخابات والبرلمان وعودة عشرات الالاف من الفلسطينيين الى مناطق السلطة وحصلنا على المزيد من الاعتراف الدولي بحقنا في اقامة دولتنا المستقلة. واوسلو لمن لا يعرف الاساس وكل ما بعدها مبني عليها حتى حكومة حماس الحالية التي جاءت عبر انتخابات ديموقراطية هي من نتائج اوسلو، فعدم الاعتراف بنتائج اوسلو يعني ان حكومة حماس ذاتها لا تعترف بنفسها وهذا وضع مقلوب وعلينا الذهاب مباشرة الى العالم سواء كانوا اشقاء او أصدقاء او اعداء او محايدين بكلام صريح وواضح ومباشر ولا لبس فيه".
واشار عباس الى انه "كان مطلوب من منظمة التحرير في العام 1982 الاعلان عن نبذها للارهاب وعندما استجابت لهذا المطلب انفتحت امامها ابواب العالم وصار لديها من السفارات اكثر مما لدى بعض الدول العريقة والغنية والآن علينا الاستمرار في هذا النهج اذا كنا نريد النجاح وهذا لا يعني بالضرورة تقديم التنازلات المجانية.. قضيتنا عادلة والعالم يتفهم مطالبنا وعلينا اغتنام ذلك وان لا نجذف عكس التيار فنجاحنا بحاجة لكل دعم عربي او دولي والعالم بأسره بحاجة الى حل قضيتنا لتثبيت الامن والاستقرار في المنطقة اما الذين يخالفون ذلك من بعض التنظيمات الفلسطينية وفي بعض العواصم فيبدو انهم لا يعرفون الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون ولا ماذا يفكر به العالم او ما يدور من حولنا من احداث انعكست سلبا على مواقف بعض الذين كانوا يدعمون قضيتنا. وجدد ابو مازن تأكيده على ان السلطة الفسطينية لن تتنازل عن ثوابتها الوطنية، فعندما كنا في كامب ديفيد رفضنا المساس بهذه الثوابت وفشلت القمة لكننا لم نتنازل وقد تفهم العالم موقفنا كما تفهمه شعبنا الذي يحترم هذا الموقف مثلما يحترم استراتيجيتنا التي تقود خطانا".
وسئل الرئيس الفلسطيني عن الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي في ظل حكومة اسرائيلية مرتقبة وعما يلوح في الافق القريب، اخذ نفساً عميقاً ليؤكد ان "السلطة الفلسطينية ترفض الحلول الاحادية.. ان الانسحاب من غزة لم يكن قراراً احادياً، فقد كانت السلطة على علم بكل شيء ومطلعة على موعد كل خطوة وكانت هناك اتفاقات بين الجانبين على خلفية ذلك الانسحاب ومنها على سبيل المثال اتفاق بعد رفح". وشدد عباس على ان "القرارات الاحادية التي تتحدث عنها اسرائيل في ما يخص الانسحاب من الضفة الغربية مرفوضة سلفاً وقال اننا على اتصالات مستمرة مع الاميركيين والاوروبيين لأنهم اصحاب خارطة الطريق التي قبلناها ونطالب بتطبيقها فيما يرفضها الاسرائيليون ويماطلون في تنفيذ اي جزء منها. وطالبنا ونطالب من نحاورهم بضرورة إلزام الجانب الاسرائيلي بالجلوس الى مائدة التفاوض لتطبيق بنود خارطة الطريق واضافة الاتصالات الدولية فإن الاتصالات مع الإسرائيليين مستمرة على كل المستويات لكننا ننتظر تشكيل الحكومة الاسرائيلية لاتخاذ الخطوات المناسبة".
وعن جولته الاوروبية (التي بدأها امس بزيارة تركيا)، اشار عباس الى أنها "سياسية واقتصادية تهدف الى التواصل مع العالم من الناحية السياسية ومطالبته بتنفيذ وعوده للتوصل الى الحلول مع الجانب الاسرائيلي وحثه من الناحية الاقتصادية على عدم وقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني عقابا له لانتخابه لحكومة بطريقة ديموقراطية.. بغض النظر عن الموقف من هذه الحكومة او الوسيلة التي اوصلتها الى موقعها، فالشعب الفلسطيني بحاجة الى استمرار ديمومة المساعدات الدولية لتمكينه من الاستمرار في الحياة والشعور بعدم تخلي المجتمع الدولي وايصاله الى حالة الاحباط، فماذا يريد العالم من شعب لا يملك ادنى مقومات الحياة؟". ورداً على سؤال عن خططه للالتقاء بخالد مشعل خلال زيارته الى تركيا قال الرئيس الفلسطيني "لا خطط للقاء ولا داعي له. نحن نعمل بطريقتنا لخدمة شعبنا ومساعدته على العيش بكرامة اما الخطابات والمهرجانات فمتروك امرها للاخرين ولشعبنا ان يحكم اين تكمن مصلحته".