المسرح المغربي يفقد صاحب الحراز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الجبار الوزير :عبد السلام الشرايبي عاش ومات مخلصا
فقدت الساحة الفنية، أول أمس الأحد، أحد رموز المسرح المغربي، عبد السلام الشرايبي، الذي لقي حتفه في حادثة سير بالقرب من القصر الكبير .
وكان الراحل، الذي ووري جثمانه الثرى أمس بمراكش، بحضور فعاليات مسرحية وفنية، عائدا من العرائش، إذ حضر عرضا لإحدى المجموعات المسرحية المرشحة لنيل دعم اللجنة الوطنية لدعم المسرح، التي يعد الراحل أحد أعضائها البارزين.
"لم يكن عبد السلام الشرايبي، مجرد فنان مبدع، إنه إنسان مخلص لعمله وفنه ووطنه"، بهذه العبارات نعى الفنان عبد الجبار الوزير الراحل، مؤكدا حضوره القوي ضمن العملية الإبداعية المغربية.
وقال عبد الجبار الوزير، في تصريح لـ "الصحراء المغربية", إن "إخلاصه لفنه وأصدقائه استمر معه الى آخر لحظات عمره، وحتى موته جاء في إطار رسالته الفنية، التي ما فتئ يعمل من أجلها".
وأضاف الوزير"عرفت المرحوم منذ سنة 1946، إذ كنت في فرقة الأطلس، وكان هو عضوا في فرقة الأمل، وبعد الاستقلال أثمر تعارفنا أعمالا مشتركة، من خلال مشاريع فنية عديدة، تناهز 45 مسرحية، اشتغلت فيها أنا والمرحومان محمد بلقاس وعبد السلام الشرايبي، وكبور الركيك".
وأبرز عبد الجبار الوزير أن موت عبد السلام الشرايبي ليس فقط خسارة للمسرحيين، بل للساحة الفنية ككل، على اعتبار أنه كان من المبدعين المغاربة القلائل، أمثال الطيب العلج، وعبد الله شقرون، وعبد الكريم برشيد، مشيرا إلى حضوره المتميز والدائم سواء في العملية الإبداعية، أو في علاقاته الخاصة مع الأصدقاء.
من جانبه، عبر عبد الله فركوس، عن حزنه لفقدان عبد السلام الشرايبي، الذي قال إنه كان بمثابة "الأب والصديق، لقد عرفته وأنا ابن 15 سنة، وهو الذي اكتشف موهبتي، وشجعني على العمل والاستمرار".
وقال فركوس"علاقتي بالمرحوم كان لها طابع خاص، سيما أنه لم يكن لي أصدقاء من جيلي، فبعد المدرسة ومسرح دار الشباب، التقيت بعبد السلام الشرايبي، فكان هو المحطة الفنية المضيئة في حياتي، إنه مدرستي واليد البيضاء، التي أهلتني إلى دخول الساحة الفنية من بابها الواسع".
وأضاف فركوس أن الراحل لم يكن إنسانا عاديا، لأن صفاته وطباعه كانتا أكبر من ذلك.
وتابع "كان حاضرا دائما من أجل الآخرين، أحب الجميع، وكان أيضا محبوبا من طرف الحميع، رجل سموح، ويسعى للمصالحة بين الفنانين عند أي خلاف، إذ كان دائما حاضرا لإعادة الصفاء بين الفنانين عبد الجبار الوزير والمرحوم محمد بلقاس".
وخلص فركوس إلى أن "الساحة الفنية المغربية، فقدت معلمة، ومبدعا يعود له الفضل في إبراز كثير من الأسماء الفنية، من خلال أعمال ظلت شاهدة على عظمته، كانت للمرحوم طريقته الخاصة في الكتابة والإخراح المسرحي، ولا يمكن أن تكون لأحد غيره".
يشار إلى أن عبد السلام الشرايبي يعد أحد أعمدة المسرح المغربي، إذ حقق حضورا متميزا من خلال مسرحيات نالت شهرة على الصعيد الوطني مثل "الحراز" و"سيدي قدور العلمي"و"بنت الخراز".