قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إلياس نصر الله - الرأي العام الكويتية : كشف الادعاء العام الألماني أن رجل الأعمال البريطاني بيتر غريفن الذي كان يتخذ من دبي مقراً له، هو أحد رموز أخطر شبكة دولية سرية للمتاجرة بالذرة والتي كشف الرئيس الليبي معمر القذافي أنها ساعدت ليبيا خلال محاولاتها لامتلاك المواد المطلوبة لبناء مفاعل نووي وسلاح ذري.
جاء ذلك خلال محاكمة رجل الأعمال الألماني المهندس الذري غوتثارد ليرش (63 سنة) الذي تجري محاكمته حالياً في مدينة مانهايم في جنوب ألمانيا والمتهم بكونه لاعباً رئيسياً في الشبكة الدولية للمتاجرة بالذرة والذي قد يواجه حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً فيما إذا تبين أنه مذنب بخرقه قوانين التصدير المعمول بها في ألمانيا.
وكانت السلطات الألمانية طاردت ليرش الذي فرّ إلى خارج ألمانيا وتم العثور عليه في سويسرا، حيث تم تسليمه لاحقاً، ويخضع حالياً للمحاكمة في مانهايم.
غير أن علامات استفهام أثيرت حول الطريقة التي تم بها إحضار ليرش من سويسرا إلى ألمانيا، وتنظر المحكمة في مانهايم حالياً في اعتراض من جانب محامي ليرش على الطريقة التي تصرفت بها السلطات الألمانية، الأمر الذي من شأنه ان يعرقل سير المحكمة في حال تبين أي خلل في تصرف الجانب الألماني في هذه المسألة.
ووفقاً للائحة الاتهام ضد ليرش، يتضح أنه كان مع البريطاني غريفن عضوين في الشبكة الدولية السرية برئاسة عالم المعادن الباكستاني الشهير عبدالقادر خان، الذي يُعتبر "أب القنبلة الذرية الباكستانية" والذي عفا عنه الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، اعترافاً بفضله لتمكين باكستان من امتلاك القنبلة الذرية، رغم اعترافه علناً بأنه كان يدير الشبكة الدولية لنقل الذرة، وأن الشبكة زوّدت كلا من ليبيا وإيران وكوريا الشمالية بمخططات لبناء القنبلة الذرية.
وجاء في لائحة الاتهام أن ليرش ساعد شبكة خان عن سبق إصرار في تزويد القذافي بالمخططات لبناء معمل لتخصيب اليورانيوم يؤهله لصنع عدة رؤوس نووية كل شهر.
يشار إلى أن الكشف عن شبكة خان السرية تم بعد إعلان القذافي عام 2003 أنه تخلى عن برنامجه النووي الذي خصص له مبلغ 100 مليون دولار وقام مسؤولون ليبيون بتسليم كل المعلومات المتوافرة لديهم عن المشروع وكيفية حصولهم على المخططات والمواد المتعلقة به إلى الوكالة الدولية للطاقة النووية كإثبات على حسن النية من جانب ليبيا والقذافي، الأمر الذي أدى إلى كشف شبكة خان والدور الذي تلعبه في مجال المتاجرة السرية بالذرة.
وتستند لائحة الاتهام المقدمة ضد ليرش على معلومات عدة مصدرها الوكالة الدولية للطاقة النووية التي يعمل خبراؤها منذ ثلاث سنوات على كشف حقيقة نشاط شبكة خان الدولية.
ووفقاً للائحة الاتهام، يتضح أن خان كان يستعين في نشاطه السري برجل الأعمال السريلانكي بي إس إيه طاهر، اليد اليمنى لخان في الشبكة، وبمهندس سويسري أوقفته السلطات السويسرية أخيراً وينتظر تقديمه إلى المحاكمة لاحقاً، إضافة إلى الألماني ليرش والبريطاني غريفن الذي عمل على تزويد الأدوات والقطع والآلات الميكانيكية المطلوبة للمشاريع الذرية.
أما غريفن (70 عاماً) فكان يملك شركة أطلق عليها اسم "الخليج للصناعات الفنية" (غولف تكنيكال إنداستريز ـ جي تي آي) اتخذت من دبي مقراً لها، ويعتقد أنه تقاعد أخيراً في مكان ما في جنوب فرنسا.
وتمهيداً لمحاكمة ليرش، تمكنت الشرطة الألمانية من استجواب غريفن في مكان إقامته في جنوب فرنسا، ويعتقد أنه سيستدعى للمثول أمام المحكمة الألمانية كشاهد في محاكمة ليرش.
يشار إلى أن غريفن لم يخف في الماضي علاقته بالعالم الباكستاني خان، لكنه وفقاً لتقرير في صحيفة "الغارديان"، ينكر أي علاقة له بالبرنامج النووي الليبي.
تجدر الإشارة إلى أن رجل أعمال ألمانيا آخر يدعى غيرهارد وايزر، موقوف في جنوب أفريقيا حالياً بانتظار تقديمه إلى المحاكمة لدوره في شبكة خان، حيث وفقاً للائحة الاتهام المقدمة ضد ليرش، عمل وايزر كحلقة وصل بين الشبكة وليبيا وتمثل دوره في توصيل المعدات التي اشترتها ليبيا إلى طرابلس عن طريق جنوب أفريقيا, وذكرت لائحة الاتهام أن ليرش جنى من الشبكة أرباحاً قدرت بـ 28 مليون يورو نصفها جاء من الصفقة الليبية.
ومن التفاصيل الطريفة في القضية، أن ليرش كان يخفي حقيقة المعدات التي زود بها ليبيا تحت غطاء أنها معدات مخصصة لمشروع تحلية مياه في الأردن.