قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عصام فاهم - الرأي العام الكويتية : ذكر تقرير استخباري أميركي، ان التحقيقات التي أجريت مع كبار القادة العراقيين، أثبتت ان الرئيس السابق صدام حسين، كان على اعتقاد راسخ، بان الولايات المتحدة لن تجرؤ على مهاجمة العراق وانها اذا قامت بالهجوم فانها ستتعرض الى الهزيمة",
ونقل التقرير عن نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز، تأكيده "أن واحدة من اهم اسباب ثقة صدام بنيت بان فرنسا وروسيا ستمنع اي هجوم، من منطلق ارتباط المصالح الاقتصادية لهاتين الدولتين مع العراق، اضافة الى القياس على موقفيهما في موضوع الحصار وتطلعهما لدورهما الدولي واستعدادهما لممارسة الفيتو في مجلس الامن".
وذكر ان "ابراهيم احمد عبد الستار، احد القادة العسكريين البارزين، زعم ان صدام كان يعتقد بانه حتى لو انهار موقف التأييد الدولي له واقدمت واشنطن على شن الحرب، فانها ستذعن سريعا للضغوط الدولية",
وأكد التقرير انه عندما نفذت القوات الاميركية والبريطانية هجومها ، تمسك صدام بعناد باعتقاده بان الاميركيين سيقتنعون بنتائج محدودة لا ترقى الى هدف اسقاط نظامه.
واستنادا لما ذكره الجنرال عبد الستار، "لم يعتقد ايا من القادة العراقيين بان قوات التحالف يمكن ان تصل الى بغداد", وكان ايمان صدام بان نظامه سينجو من الحرب هو السبب الاساسي لعدم اتخاذه قرارات بتلغيم آبار النفط او فتح مياه السدود لتغمر المنطقة الجنوبية,
وتابع التقرير، ومما ذكره عزيز، فان "صدام كان يعتقد ان الحرب لن تنهي حكمه"، حيث و"كما قال عزيز فان صدام كان يدرك بانه اذا صحت تقديراته الاستراتيجية فانه سيحتاج الى النفط لدعم نظامه وحتى عندما بدأت الدبابات الاميركية تخترق الاراضي العراقية، كان خوف صدام متركزا على حدوث تمرد داخلي, وحتى يستطيع ان يقمع اي تمرد بعد الحرب، حافظ على الجسور لتأمين المواصلات وابقى الجنوب من دون ان يغمره بالمياه",
لكن التقرير أشار الى ان بعض القادة العسكريين الرئيسيين لم يشتركوا مع القيادات الكبرى بوجهة النظر هذه، بل كانوا ينظرون الى الموقف نظرة تشاؤمية, ونقل التقرير عن رئيس الاستخبارات العسكرية السابق زهير طالب عبد الستار النقيب، "انه باستثناء صدام والحلقة الضيقة المحيطة به، فان اغلب المسؤولين في الاجهزة الخاصة والذين كانوا على اطلاع على مجريات الامور كانوا يؤمنون بان الحرب ستستمر بكل الطرق لتؤدي الى احتلال العراق, وقد اعترف قائد الفرقة الاولى للحرس الجمهوري: ليس هناك ما يمكن القيام به لايقاف الاميركيين بعد ان يبدأوا بالحركة",
ونقل التقرير عن وزير الدفاع السابق الجنرال سلطان هاشم "ان المحترفين من الجيش العراقي لم يكونوا مندهشين من العمل الاميركي، لاننا كنا نعلم بمدى الاستعدادات وندرك مغزى عدم القيام بالعمل وحتى لو كنا نملك استعدادات دفاعية فعالة فلن نستطيع ايقاف الاميركيين، لكن كنا سنجعل ثمن العملية مرتفعا".
وتابع التقرير: "ومع حلول نهاية مارس 2003 فان صدام كان لا يزال يعتقد بان الحرب ستجري في اطار الطريقة التي يتوقعها، فاذا لم يربح العراق الحرب فانه لن يخسرها", وأشار التقرير الى انه بسبب رسوخ هذه القناعة "فان العراق طلب من روسيا والصين وفرنسا، خلال العشرة ايام الاولى من الحرب، عدم تأييد الجهود التي تؤدي الى وقف النار، لان صدام كان يعتقد ان ذلك سيسبغ الشرعية على الوجود الاميركي في العراق، ومع مرور 30 مارس 2003، كان صدام يعتقد بان استراتيجيته تشهد نجاحا وبان في المقدور طحن القوات الاميركية, وفي اليوم الذي امر فيه سكرتيره، الجنرال عبد حميد، وزير الخارجية العراقي، ابلاغ الحكومتين الفرنسية والروسية بان بغداد ستقبل فقط انسحابا غير مشروط للقوات الاميركية لان العراق يحقق الانتصار وان القوات الاميركية تتقهقر في وحل الهزيمة، كانت الدبابات الاميركية على بعد مئات من الاميال جنوب بغداد تعيد التزود بالوقود وتستعد للصفحة الاخيرة من المعركة,
ومن الامثلة الاخرى، فان صدام قرر قبل شهرين من بدء الحرب ان قواته الجوية غير قادرة على مجاراة الاميركيين وامر بحفظها في اماكن عديدة تحت الارض لانه يريد الحفاظ عليها لمرحلة ما بعد الحرب، وكان هذا القرار احد المؤشرات الاخرى الى ان صدام كان يعتقد بان القوات الاميركية لن تستطيع الوصول الى قلب العراق، وكان واثقا ان نظامه سيبقى مهما كانت نتائج الحرب".
وأشار التقرير الى انه ليس أدلة واضحة من ان نظام صدام خطط لحرب عصابات بعد احتلال العراق, وأوضح: "هناك الكثير من النقاشات بعد الحرب ركزت على مصادر التمرد الذي حصل وفي ما اذا كان نظام صدام عمد الى توزيع الاعتدة في ارجاء البلد لتأمين قيام حرب عصابات ضد عدو خارجي، لكن ليس هناك ادلة موثوقة بان النظام قام بهذا العمل, ويستدل من الوثائق الموجودة ومن اللقاءات التي اجريت، انه لم تكن هناك خطة وطنية للقيام بحرب عصابات بمجرد اندحار الجيش, كما ان النظام لم يعمد الى ترويج مثل هذه الخطة مع اوقاته الاخيرة قبل الانهيار".
وأكد التقرير انه بصورة بطيئة ادرك صدام والذين معه بانهم يعانون من اندحار عسكري مروع "وفي ايام النظام الاخيرة كان العمل الحاسم الذي بدا ان النظام يقوم به هو محاولة وقف تدفق الاخبار السيئة", ونقل التقرير عن عزيز: "سلم صدام في ذلك الوقت بان النهاية باتت قريبة، ودعا الى اجتماع لاعضاء القيادة في احد المنازل في وسط بغداد، واثناء الاجتماع كانت نبرة كلام صدام، لشخص فقد ارادته للمقاومة، وعالم بان النظام ايل للسقوط, ثم انتقل الى منزل اخر ليلتقي سكرتيره وولديه ووزير الدفاع وقائد جيش القدس وقائد الحرس الجمهوري وقائد فدائيي صدام، وكان الاجتماع في منتصف الليل، وقد اتضحت معالم الورطة الرهيبة، وبدأ صدام باعطاء الاوامر لاعادة نشر بعض التشكيلات والمناورة باخرى التي لم يبق لها وجود على الارض، وكان اهتمامه منصبا على سحب قوات الحرس الجمهوري الى داخل بغداد والقيام مع فدائيي صدام بحرب مدن",
وينقل التقرير عن الجنرال حسين التكريتي: "في اليوم التالي اجتمع صدام مع مستشاريه الخاصين، وأعترف اخيرا بان تشكيلات الجيش لم يعد بمقدورها الدفاع عن بغداد، وانه سيلتقي اعضاء قيادة البعث لتجنيدهم للقيام بعملية الدفاع الاخير عن النظام، حيث عقد الاجتماع في اليوم نفسه بعد ساعات، وقسم صدام بغداد الى اربعة قطاعات، وعين لكل منها احد اعضاء القيادة المخلصين، وامرهم بالدفاع عن بغداد الى اخر قطرة من دمائهم, وفي هذا الوقت، كانت القوات الاميركية سيطرت على مطار بغداد، فيما كان لواء اخر سيطر على مقره المركزي".