جريدة الجرائد

حين‮ ‬يربط الشرف بقطرات الدم‮!!‬

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نبضات‮

‬جليلة كمال‮
لقد كان‮ ‬غشاء البكارة‮ - ‬ومازال‮ - ‬سببا في‮ ‬تقويض صروح شريفة،‮ ‬وادخال الأسى في‮ ‬نفوس عفيفة،‮ ‬وذلك بسبب الجهل بالحقائق الجنسية،‮ ‬في‮ ‬مجتمع حمّل البكارة مجموعة كبيرة من القيم الاخلاقية،‮ ‬المرتبطة بجسد الفتاة وطهارتها‮.‬
وفي‮ ‬هذا الصدد،‮ ‬تصلنا رسائل كثيرة تبين ان موضوع البكارة‮ ‬يستأثر باهتمام كبير من أوساط الجنسين معا،‮ ‬وصارت المشاكل التي‮ ‬تتصل به كثيرة التداول بسبب ما‮ ‬يثيره من حيرة او خوف او ما‮ ‬يتسبب فيه من أزمات أسرية‮.‬
وأهم رسالة وصلتنا،‮ ‬هي‮ ‬من فتاة اتهمت في‮ ‬شرفها،‮ ‬حيث تقول إن زوجها طلقها،‮ ‬لانه لم‮ ‬يصاحب أول علاقة جنسية لهما نزيف دموي،‮ ‬ولم تنفع شهادة طبيبتين نسائيتين في‮ ‬جمع شملهما،‮ ‬حيث ان زوجها اعتبرهما متواطئتين معها،‮ ‬بيد ان سبب‮ ‬غياب قطرات الدم المصاحب لفض البكارة راجع لكون بكارة الفتاة رقيقة وتوصف بالمتسامح لان الدم لا‮ ‬يخرج منها عند افتضاضها‮.‬
وهكذا فجرت هذه المسألة الكثير من المآسي‮ ‬لهذا الفتاة واسرتها والتي‮ ‬هي‮ ‬نتيجة عدم تفهم الامور فهما صحيحا،‮ ‬وعدم الاحاطة بالعلم ومعرفته،‮ ‬والتشبث‮ ‬غير المبرر بتلابيب التقاليد الى حد التعصب‮.‬
فمن الخطأ الفادح الحكم على عفة الفتيات بمجرد عدم رؤية الدم،‮ ‬ومن الحماقة ايضا تطليق الفتاة من‮ ‬غير استبيان الامر،‮ ‬وقذفها في‮ ‬شرفها،‮ ‬لقوله تعالى في‮ ‬سورة النور‮ "‬ان الذين‮ ‬يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في‮ ‬الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم‮".‬
فالبكارة أنواع متعددة قد تصل الى تسعة أنواع،‮ ‬وتختلف من حيث تشكلها من فتاة لأخرى فهناك نوع عادي‮ ‬يمتاز بكثرة الشقوق،‮ ‬وهناك نوع آخر‮ ‬يناقض هذا التركيب وهو مطاطي‮ ‬قابل للتمدد،‮ ‬وانما‮ ‬يتمزق بعد الولادة،‮ ‬وهناك اغشية لا‮ ‬يتم ثقبها الا بمساعدة طبية وغيرها‮...‬
وللأسف كم من بنات طاهرات اهدرت حياتهن الزوجية بسبب جهل الازواج بتلك المعلومات البسيطة وافتقارهم لثقافة جنسية محكمة‮.‬
باختصار‮ ‬غشاء البكارة مجرد علامة مادية لا ترقى الى مستوى القرينة على عذرية او انحراف‮.‬
والاخلاق والدين والمنبت الطيب والسيرة الحسنة بين الناس هي‮ ‬علامات العفاف ومقياس الطهر هو قول الرسول‮ (‬ص‮): "‬فاظفر بذات الدين تربت‮ ‬يداك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف