حملة الليبراليين وانقلاب السحر على الساحر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جيهان محمد عبد الله
مع تقادم موعد الانتخابات القادمة بدأت الوجوه تتكشف والأقنعة الجذابة تسقط لتبرز وبوضوح الجانب الحقيقي لكل كتلة.
ويتضح ذلك من خلال الحملة الإعلامية الشرسة التي يشنها ''الليبراليون'' على ''الإسلاميين''، وهذه الحملة ما هي إلا الفصل الأول من مسرحية الدعاية الانتخابية لهذه الكتلة التي قررت خوض الانتخابات القادمة وأصرت على الفوز بمقاعد في البرلمان وهو اختيار حر راجع للإدارة الشعبية.
إلا أن التحليل المنطقي يقول أنه إذا أراد الليبراليون خوض التجربة فلابد من إزاحة ''المارد'' من الساحة ونظراً لما للتكتل الإسلامية من ثقل شعبي كبير وواسع فلابد من الإطاحة بهم لأجل أن تبقى الساحة خالية للطرف الآخر ليدخل. ومسألة الحملة الإعلامية التي يجند فيها الليبراليون كل طاقاتهم الإعلامية فيها ما هي إلا تخطيط منظم لأجل خوض الانتخابات القادمة والمسألة واضحة وضوح الشمس.
إلا أن السحر أحياناً ينقلب على الساحر فأصداء هذه الحملة جاءت بشكل ايجابي جداً لصالح الإسلاميين وبدل التأجيج الشعبي عليهم لوحظ وبوضوح الالتفاف حولهم والتعاطف معهم ضد الحملة التي يشنها الليبراليون وأصبحت السهام توجه إليهم وتلومهم بدل أن تلوم الإسلاميين. علماً بأن الصمت الذي يخيم على الإسلاميين ما هو إلا صمت يدل على الثقة بالخطوة والهدف ولم يضيرهم أو يحيدهم عن دربهم بضع كليمات تقال يعرفون تقال يعرفون أنها لا تمسهم وذنبها على جنب قائلها وكاتبها فالأجندة مليئة بما هو أهم من الالتفات إلى هكذا مهاترات.
وأحسب أن الفرصة للالتفاف الشعبي حول الإسلاميين لم تكن لتأتي لولا حملة الليبراليين عليهم وأحسب أن لسان حال الإسلاميين لا يسعه إلا أن يقول لليبراليين ''شكراً لكم''!