جريدة الجرائد

دباس: شركتنا أول من أنار أماكن الحج

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

روبير دباس: شركتنا أول من أنار أماكن الحج
فيما تستعد مجموعة "دباس" منذ الآن للاحتفال بمئويتها عام 2010


بيروت: مارون حداد
ما ان عاد الشاب روبير دباس من لندن عام 1961 حيث نال شهادة الهندسة من مدرسة "البوليتكنيك"، بالتزامن مع عودة شقيقه فؤاد من باريس متخرجاً في مدرسة "السنترال"، حتى انضما الى شقيقهما البكر الذي تابع مسيرة الوالد قيصر دباس الذي كان من رواد ادخال الانارة الكهربائية الى بيروت والعديد من المدن والعواصم العربية.

وتعود الذاكرة بروبير الذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس الادارة، المدير العام لمجموعة شركات دباس، والذي شغل منصب نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان لفترة طويلة، الى بدايات القرن الحالي "حيث تولى والدي قيصر تسيير اول ترامواي بواسطة الكهرباء في بيروت، وما لبث ان افتتح محلاً عام 1910، وهو في التاسعة والعشرين من عمره، مسافة خطوات من اول محول للكهرباء اقيم في "سوق الجميل" مطلقاً العنان لموهبته التجارية بعد فترة طويلة من التريث فرضها عليه والده ديمتري، الذي علمه والده يوسف، والذي تعلم بدوره عن والده جرجس الدباس، الذي قد عين ببراءة سلطانية رئيساً لمهندسي مدينة دمشق".

ويضيف روبير: "لم يشأ قيصر الدباس ان يأخذ مهنة الحياكة عن والده، الذي اضطر لمغادرة دمشق اثر حوادث عام 1860، والاتجاه الى بيروت حيث اسس مشغلاً في "حي الرميل" يضم 60 نول حياكة، بل قصد شقيقه نجيب، وكان احد اشهر الخياطين، ليتعلم المهنة. وبعد تسعة اعوام من العمل معه وفر لنفسه 150 عثمانية ذهبية خولته فتح محل مقابل محل شقيقه، خاص بتجارة ادوات المطبخ من الالومينيوم والدراجات، وصار من التجار الذين يزودون الجيش العثماني بقصعات الطعام".

ويتابع رئيس المجموعة: "لكن قرب محل الوالد من المحول الكهربائي، وذكرياته الباريسية عن "مدينة النور" دفعته الى الانطلاق في ميدان الكهرباء، حيث اصبح خلال وقت قصير احد التجار الرئيسيين للادوات الكهربائية ومصابيح الانارة بالكهرباء والكاز والغاز (باعتبار ان بيروت كانت تنار بقناديل الكاز والغاز). وبعد نهاية الحرب العالمية الاولى، وتركيز السلطات الفرنسية المنتدبة على تعميم الكهرباء ليلاً نهاراً في بيروت، انبرى والدي لافتتاح قسم خاص بالتجهيزات والاصلاحات الكهربائية حيث ان مجرد تركيب مصباح (لمبة) في ذلك الوقت كان يحتاج الى اختصاص لخوف الناس من مس التيار الكهربائي. ولكن قيصر الدباس، الحريص على تحرير الناس من عقدة الخوف، ولإظهار هذه التقنية الحديثة، قام عام 1923 بوضع التمديدات الكهربائية في بيته في شارع الدباس ضمن انابيب داخل الجدران كنموذج للأمان. ولكن طموحه لم يكن يقف عند حد، فاتجه نحو التصنيع، فافتتح عام 1934 اول مشغل لبناني للثريات، سرعان ما صارت الدول المجاورة من فلسطين الى العراق ومن سورية الى قبرص تتخاطف منتجاته لدرجة ان صادراته من الثريات بلغت 800 قطعة في عام 1937، وهو عدد مهم في ذلك الوقت.

والى جانب هذا المشغل، اطلق قيصر الدباس ماركة مصابيح كهربائية خاصة به سماها "اترنل"، لكن الحرب العالمية الثانية حدت من نشاطاته بسبب تعذر استيراد المواد الاولية وسائر انواع السلع من جهة، وبسبب رفضه التعاطي باموال الحرب والدم كما كان يردد من جهة اخرى".

وبعد الحرب العالمية الثانية، قرر قيصر الدباس الانطلاق من جديد، ومع بلوغه الثامنة والستين (عام 1949) عهد الى ابنه البكر انطوان بمتابعة المسيرة، فما لبث ان اتبع سياسة توسعية، فاصبحت المؤسسة عام 1954 تعرف باسم "قيصر دباس واولاده". وعززت هذه السياسة رحلته الاولى الى اوروبا حيث زار معرضي ميلانو وهانوفر وحمل في جعبته عدة وكالات حصرية لأهم الشركات الاوروبية المصنعة لاجهزة الانارة الكهربائية. وبعد وفاة الاب، انضم روبير وفؤاد الى شقيقهما انطوان واستمر الثلاثة في التوسع باتجاه التعهدات الكهربائية، وكان اول تعهد حصلوا عليه هو انارة مدينة جدة (1961). وكرت سبحة مشاريع الانارة الفنية في البنك المركزي اللبناني ووزارة الدفاع وساحتي وقوف الطائرات والسيارات في مطار بيروت الدولي (1965)، والقسم الخامس من برنامج انارة شوارع بيروت (1971). وفي عام 1975 التزمت الشركة انارة اماكن الحج في مكة المكرمة. وبعد المملكة العربية السعودية تتالت الاعمال في سورية والكويت وعمان والامارات العربية المتحدة. كما تنوعت المجالات لتشمل تقنيات التيار الضعيف وتكييف الهواء والاعمال الصحية، ولكن الانارة باشكالها المختلفة من تقنية وتزيينية بقيت من الاهتمامات الاساسية لشركة "قيصر دباس واولاده".

وادى التوسع المتواصل خارج لبنان الى انشاء شركات اجنبية مثل "اميكو" في السعودية (1973)، "شركة دباس للمقاولات والتجارة" في الشارقة في العام نفسه، "شركة بن موسى دباس للتجارة" في ابو ظبي (1981). وادى ارتفاع عدد الموظفين من 2 عام 1949 الى 1500 عام 1983 الى توزع الشركة الأم الى شركات متخصصة: "شركة دباس للمقاولات" (1977)، "شركة دباس للصناعة" (1981)، ولمواجهة هذا التطور المزدوج، وعلى اثر احداث لبنان الدامية عام 1975 تأسست "شركة دباس فرنسا" في باريس عام 1976 لتكون المركز الاوروبي للخدمات في مجموعة شركات دباس.

وفيما تستعد مجموعة شركات دباس منذ الآن للاحتفال بمئويتها عام 2010، لا تزال تسعى الى التوسع اكثر فاكثر، ولكن في اتجاه افريقيا هذه المرة والدول الناشئة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف