اللغز اللبناني في فضيحة كليرستريم !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس - سمير تويني - "النهار"
تستمر التحقيقات في فضيحة مؤسسة "كليرستريم" المصرفية التي تهز قصر الأليزيه وقد تطيح الحكومة الفرنسية، ولا يزال اللبنانيون يتساءلون عن خبير المعلوماتية عماد لحود الذي نفى قصر بعبدا أن تكون له أي صلة قربى برئيس الجمهورية إميل لحود.
فمن هو عماد لحود؟
تفيد المعلومات في باريس انه إبن ضابط لبناني شارك مع بيار روندو، والد العميل السري الذي لاحق قضية "كليرستريم" الجنرال فيليب روندو، في إنشاء جهاز المخابرات اللبناني السوري في ظل الإنتداب الفرنسي على لبنان وسوريا. وهو كذلك شقيق مروان لحود الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة "MBDA" المتخصصة في صنع الصواريخ والقذائف والمتفرعة من شركة EADS التي تمتلك قسماً منها أسرة لاغاردير.
استهل عماد لحود حياته المهنية بإدارة صناديق ائتمان لعائلات عربية. ووجهت إليه وإلى والد زوجته فرنسوا هيلبرونير، الذي كان مديراً مساعداً لمكتب رئيس الوزراء اعوام 1975 و1976 و1986 الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل أن يعين مديراً عاماً رئيساً لمجلس إدارة شركة "غان" للتأمين، اتهامات بالضلوع في احتيال مصرفي في قضية "فولتير فند" خلال صيف 2002.
وأوقف الرجل، الذي تعمل زوجته آن - غبرييل هيلبرونير مستشارة تقنية في مكتب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي، إثر عملية الإحتيال تلك احتياطاً ثلاثة أشهر.
في بدايات شباط 2003، بدأ عماد لحود التعاون مع المديرية العامة للأمن الخارجي (الإستخبارات الخارجية) خبيرا في شيفرة المعلومات لمكافحة تمويل الإرهاب الدولي. وتوقف هذا التعاون في أيار 2003، بيد أن لحود تابع عمله مع الجنرال فيليب روندو الذي كان مفوضاً لدى وزارة الدفاع الفرنسية حتى حزيران 2004، حين اتخذ نائب رئيس MBDA جان - لوي غيرغوران قراراً بتعيينه مديراً علمياً مسؤولاً عن مركز أبحاث لسلامة المعلوماتية في الشركة.
واستنادا الى تقارير للإستخبارات الفرنسية وبالتحقيق مع الجنرال روندو، تبين أن عماد لحود هو مصدر اللائحة السرية التي تحمل أسماء شخصيات سياسية (مثل وزير الداخلية نيكولا ساركوزي) ورجال أعمال فرنسيين وأرقامهم وحساباتهم الخاصة لدى مؤسسة "كليرستريم" التي تتخذ اللوكسمبور مقراً لها، والتي أرسلت إلى المحقق رينو فان رويمبيكي الذي يلاحق قضية الزوارق الفرنسية التي بيعت من تايوان. وقيل أن اللائحة زورت وأدخلت عليها أسماء أشخاص أراد غيرغوران الإنتقام منهم.
وصرح وكيل لحود المحامي أوليفيه برادو بأن عقد موكله مع وزارة الدفاع جدد حتى منتصف عام 2004 بطلب من وزيرة الدفاع ميشيل أليو - ماري والجنرال روندو. فهل يمكن أن يكون "المهدد الخفي" عميلاً لدى الإستخبارات الفرنسية؟
وكان لحود اقام دعوى ردتها النيابة العامة اتهم فيها عميلاً سابقاً في الإستخبارات الفرنسية، يعمل حالياً لدى شركة MBDA بأنه طلب منه تحت التهديد اتهام جان - لوي غيرغوران بأنه "المهدد الخفي" .
وأفادت مصادر التحقيق أن الصحافي الفرنسي ديني روبير الذي كان يجري تحقيقاً في قضية "كليرستريم"، تسلم من عماد لحود خلال لقاء بينهما في آذار 2003 اللائحة، بيد أن لحود نفى ذلك. بل أن روندو نقل عن لحود أنه اغتنم فرصة عدم انتباه روبير ونسخ المعلومات الموجودة على جهاز الكومبيوتر الخاص بالصحافي. وأضاف روندو أنه شاهد لحود يدخل إلى نظام "كليرستريم" لتظهر الحسابات الإسمية المشبوهة. ونفى وكيل لحود هذا التطفل.
وعلى رغم التأكيدات ان لحود هو المتهم الرئيسي في وضع اللائحة، لا يمكن اتهامه بأنه هو من أرسلها إلى المحقق، ويبقى بريئاً الى ان تثبت إدانته.
يقول بعض الفرنسيين إن هناك شخصاً واحداً يعرف حقيقة لائحة "كليرستريم"، إنه عماد لحود.
فهل يصح هذا الإعتقاد؟