إلى الجنرال عون: هنيئاً لك برجل بشار وأحمدي نجاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
علي حماده
يستطيع الرئيس الممددة ولايته بقرار من الرئيس بشار الاسد فُرض بالقوة والاكراه على اللبنانيين، ان يتباهى بـ"نجاته" في الوقت الحاضر من خطر الازاحة. فهو محق جزئيا وليس كليا في قوله ان البحث انتهى عمليا في المسألة الرئاسية، ذلك ان من يسميهم الافرقاء الذين يمتلكون ثقلا وحضورا كبيرين ويدافعون عنه صنفان: الاول محمول بأيديولوجيا واجندة واستراتيجيا تتعدى مساحة لبنان لتربطه مباشرة بمواجهة تدور على امتداد المنطقة بأسرها. انه المحور الايراني السوري الذي يواجه المجتمع الدولي ويحاول الهيمنة على العالم العربي من القاهرة الى الرياض مرورا بعمان. اما الصنف الثاني المدافع عن رئيس الجمهورية فأكثر تواضعا في مراميه وان تكن تسيّره "طباع خاصة" وقراءة للواقع السياسي المحلي والاقليمي محمولة بـ"ميتومانيا" تريد اقناع الذات بأن تطويع قوى مثل "حزب الله" ولبننة اجندتها أمر سهل المنال. اللهم الا اذا كان هذا الصنف الآخر صار يرى نفسه جزءا من الاستراتيجيا الاقليمية وأحد لاعبي المنطقة من ضمن الفكرة القديمة القائلة بتحالف الاقليات (علويين موارنة شيعة) التي اندفعت بقوة ايام الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في حضور صديقه الراحل ايضا الشيخ بطرس الخوري، فأخذ فرنجيه بنظرية "ابو دريد" العقيد رفعت الاسد بناء على فكرة بسيطة تقول بمواجهة النظام الاكثري في العالم العربي (السنّة) بتحالف الاقليات! اسألوا سليمان الصغير.
لا نقول ان هذه النظرية عادت بالضرورة، لكننا لا نستطيع ان ندير الظهر لكل ما يحصل على مستوى المنطقة، فالتبرم العربي من ايران ومخططاتها للهيمنة على المنطقة بواسطة برنامجها النووي يفوق مخاوف اسرائيل القادرة عسكريا، او حتى الولايات المتحدة التي تعرف شأنها شأن كل دولة نووية ان ايا من الدول النووية الصغيرة التي ترتكب خطيئة استخدام السلاح النووي تعرض نفسها لتدمير محقق وكامل يزيلها من الخريطة. لذا يمكن ان تصبح ايران النووية مصدر خطر ضد نفسها قبل ان تكون مصدر خطر لقوى من حجم الولايات المتحدة او حتى اسرائيل.
تبقى الازمة مع العرب، فالى اي مدى يستطيع العرب ان يتعايشوا مع ايران نووية وساعية الى هيمنة سياسية واستراتيجية على المنطقة تذكرهم بحقبة شاه ايران (شرطي الخليج في السبعينات من القرن الماضي)؟ والى اي مدى يمكن الركون الى هذه القوة التي تحاول التمدد الى قلب العالم العربي والى قضاياه فارضة اجندتها المثيرة للقلاقل واللاستقرار؟ فمن الملف الفلسطيني وتمويل مزيد من العمليات العسكرية، الى قلب لبنان ومنع استكمال الاستقلال وفرض سلاح مخيف لبنانيا قبل ان يكون مخيفا لاسرائيل، الى سوريا المصدرة للارهاب في كل اتجاه، ثم العراق المذبوح بفعل التدخلات الايرانية والسورية الزارعة للموت في كل مكان، فمنطقة الخليج العربي المهددة في شرق المملكة العربية السعودية، وفي حديقتها الخلفية (البحرين).
ان العالم العربي سائر الى التعسكر في وجه ايران مرة جديدة، والنظام السوري الخائف من دفع فواتير سياساته الخرقاء (التمديد رفضا للتراجع عن مخطط تذويب لبنان، اغتيال رفيق الحريري، وتهديد استقرار المنطقة من العراق الى الاردن) حسم امره فاستتبعته ايران وسادت معادلة معاكسة لما كانت عليه ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد (سوريا تستخدم ايران) لتحل مكانها معادلة (ايران تستخدم سوريا). هذه نتيجة منطقية لتراكم الأخطاء ولسياسة الهرب عبر ارتكاب المزيد منها.
كل هذا يحيل الوضع اللبناني الى جزء من صورة اكبر، والى جزء من رقعة شطرنج تتجاوزه. لذا كان التخلص من اميل لحود ليكون علامة من علامات تحييد لبنان عن المعركة الكبيرة الدائرة تارة بضوضاء وتارة اخرى بجلبة كبيرة على مساحة المنطقة. والحق ان ازاحة لحود كانت لتكون اكثر سهولة لو اتفق المسيحيون في ما بينهم. ولكن ما الحيلة اذا كان من بينهم من لا يرى تبعات خياراته وعواقبها، انما يعيد ارتكاب اخطاء مشابهة للتي ارتكبها ذات مرة في نهاية الثمانينات؟
في الخلاصة، نقول للجنرال ميشال عون الداعي الى وقف الحملات ضد اميل لحود: هنيئاً لك يا جنرال بـ"رجل بشار الاسد وأحمدي نجاد" في بعبدا. اليوم بفلوس وغداً ببلاش !