جريدة الجرائد

هيلاري كليتون.. هل تصبح أول رئيسة لأميركا؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الجمعة: 2006.05.19

بوب هربرت

إذا ما تحدثت مع مديري الحملات الانتخابية في الحزبين "الديمقراطي" و"الجمهوري" فستسمع مراراً وتكراراً أن فرص "هيلاري رودهام كلينتون" في كسب ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة تكاد تكون مؤكدة. ومعظم المديرين ومعهم بعض الأعضاء المخضرمين في الحزبين يتحدثون عن الأمر وكأن هناك حتمية لصعود هيلاري إلى قمة لائحة الترشيح. وقد قال لي عضو ديمقراطي بارز طلب عدم ذكر اسمه يوم الأربعاء الماضي: "إنني أعتقد أنها قد أصبحت مرشحة حتمية للانتخابات القادمة أو شيئاً قريباً للغاية من ذلك".
وهيلاري كلينتون لم تعلن بشكل صريح أنها سترشح نفسها لانتخابات الرئاسة، ولكن هؤلاء الذين يعتقدون أن فرصتها في الترشيح قوية، قد يكون لديهم سبب قوي يدعوهم للاعتقاد بأنها يجب أن تفعل ذلك: فهي تمتلك موارد مادية كبيرة بالإضافة إلى الشهرة التي تحظى بها والتي لا تقل عن شهرة نجوم هوليوود.
علاوة على ذلك فإن ترشيح هيلاري، سيجد تأييداً كبيراً من شرائح عديدة تنظر بشكل إيجابي إلى السيناتورة وزوجها، مثل العمال، والمدافعين عن حق الإجهاض، والمنظمات البيئية، والجماعات الأخرى التي تسعى لتحقيق مصالحها مثل السود وغيرهم من الأقليات.
وهناك بعد ذلك، السمات التي ستجلبها هيلاري معها للسباق الانتخابي فهي امرأة ذكية، ولديها مقدرة كبيرة على العمل، ومنضبطة، وجسورة. وحول هذه النقطة يقول أحد المراقبين: "عندما تبدأ الانتخابات فسيكتشف الكثير من الناخبين أنها تمتلك مواهب تفوق تلك الموجودة لدى المرشحين الآخرين". وبالإضافة إلى ذلك تمتلك هيلاري ميزة أخرى وهي أن زوجها بيل كلينتون هو أكثر مديري الحملات الانتخابية موهبة، وأكثرهم اتصالاً بذوي النفوذ في أميركا.
وبناء على ما تقدم، يتبين لنا بوضوح أن مزايا هيلاري رودهام كلينتون المعروفة هائلة.. ولكنني مع ذلك لن أقوم بوضعها على رأس المرشحين.. لماذا؟ هناك عدة ظواهر تدفعني إلى قول ذلك، منها استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة "دبليو. إن. بي. سي- ماريست" والذي تبين منه أن هناك 60 في المئة من الأميركيين المقيدين في جداول الانتخابات بالولاية الأم التي تنتمي إليها هيلاري وهي ولاية نيويورك، يعتقدون أنها ستشارك في تلك الانتخابات كمرشحة لمنصب الرئاسة عن الحزب، ولكن 66 في المئة من هؤلاء قالوا أيضاً إنها لن تنتخب رئيسة للبلاد. وليس هذا فحسب بل تبين أيضاً من ذلك الاستطلاع أن الناخبين الديمقراطيين أنفسهم يتشككون في إمكانية حدوث ذلك، حيث قال 75 في المئة من الديمقراطيين الذين استطلعت آراؤهم إنه ليس من المرجح كثيراً، أو ليس من المرجح على الإطلاق، أن هيلاري سُتنتخب كرئيسة.
وكون هذه النتائج هي لاستطلاع أجري في ولاية نيويورك المعروف أنها ولاية ذات أغلبية ديمقراطية كاسحة، وتحظى فيها هيلاري كلينتون بشعبية كبيرة، يوفر أسبابا كافية للقلق، ويدعو هيلاري نفسها -كما قال مدير المؤسسة التي أجرت الاستطلاع- إلى "إجراء بعض الإصلاحات" حتى تزيد من حظوظها الانتخابية. ولا يقتصر الأمر على هذا حيث تعاني هيلاري من مشكلات أخرى
كذلك: فالناخبون الديمقراطيون الذين طفح بهم الكيل من سياسات بوش، وعدم كفاءته، سيتطلعون إلى زعامة حقيقية عندما يحين موعد الانتخابات.
وهؤلاء الناخبون قد لا يرون أن هيلاري هي التي يمكن أن توفر تلك الزعامة الحقيقية. وفي الحقيقة أن لديهم من الأسباب ما يدفعهم إلى ذلك. فمن حق هؤلاء الناخبين مثلا أن يشعروا بالقلق عندما تقوم السيناتورة كلينتون، في عهد تتآكل فيها الحريات المدنية في الولايات المتحدة، بالخروج عن الخط الحزبي المألوف، لتشارك في رعاية مشروع قانون اقترحته إدارة بوش يجرِّم حرق العلم الأميركي. ومن حقهم أيضاً أن يشعروا بالقلق بسبب تأييدها لبوش في الحرب التي شنها على العراق، كما أن من حقهم أن يشعروا بالقلق عندما يعرفون أن "روبرت مردوخ" بالذات هو الرجل الذي سيرعى مناسبة لجمع أموال لحملتها الانتخابية.
لقد كان من المبكر جداً القيام بذلك، حيث لا يزال متبقياً عام ونصف تقريباً على البدء في عقد الاجتماعات الحزبية التي سيتم فيها اختيار المرشحين لانتخابات الرئاسة.. خصوصاً إذا ما عرفنا أنه بالنسبة للانتخابات الأميركية -وسواء كان ذلك عادلاً أم لا- أن الشخص الذي يُعتقد أنه الأوفر حظاً في الفوز بترشيح حزبه، يكون عادة أول من يخضع للمراقبة والاستقصاء من الناخبين وأجهزة الإعلام.
وعندما يحين موعد المعركة الانتخابية بالفعل، فإن الموضوع الأكثر صعوبة الذي سيواجه هيلاري كلينتون قد يكون الموضوع الذي لم يحظَ حتى الآن سوى بأقل قدر من الاهتمام. فهي إذا ما قررت خوض السباق الانتخابي وتم اختيارها من قبل حزبها، فإن هناك نقطة ستعيقها هي مسألة الجنس أو كونها امرأة.
وإذا كان هناك شخص يعتقد أنه ليس من الصعوبة أن تفوز امرأة بمنصب رئيسة الولايات المتحدة، فإنني أنصحه بأن يذهب إلى منزله، ويستسلم لغفوة قصيرة ثم ينهض بعدها منتعشاً، ثم يعيد التفكير في ذلك.
إن حقيقة أنها امرأة سيكلفها الكثير. كم بالضبط؟ لا أدرى.. فهذا أمر مفتوح للتخمين من قبل الجميع وإن كان هناك من يقول إنه إذا ما كان السباق الانتخابي حامياً فإن تلك الخسارة قد تتراوح ما بين اثنين في المئة أو أربعة في المئة من مجموع النقاط.
لقد ارتفع الستار عن هذه المسرحية بالفعل. وفي الوقت الذي قد يزعم فيه مسؤولو الحملات الانتخابية أن هذا التطور أو ذاك قد يكون أمراً حتمياً، فإن الشيء الوحيد الذي يمكننا أن نكون واثقين منه هو أن التاريخ يحمل معه دائماً الكثير من المفاجآت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف