جريدة الجرائد

الباباراتزي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الثلاثاء: 2006.05.23

فنجان قهوة
أبو خلدون


عندما تعرضت الأميرة ديانا لحادث مروري مروع أدى إلى وفاتها مع صديقها دودي الفايد قبل سنوات، اتجهت أصابع الاتهام إلى مجموعة من المصورين كانوا يطاردون سيارتها في النفق الباريسي الذي شهد الحادث من أجل التقاط صور لها. وذكرت وكالات الأنباء أن هؤلاء المصورين الذين أطلقت عليهم لقب ldquo;باباراتزيrdquo; هم سبب الحادث، وبالفعل جرى تقديم خمسة منهم إلى المحاكمة وأخلي سبيلهم فيما بعد لأن التهمة لم تثبت عليهم.

والباباراتزي اسم لشخصية في فيلم ldquo;الدولشي فيتاrdquo; أو ldquo;الحياة السعيدةrdquo; الذي أخرجة فيدريكو فيلليني، وصفه فيلليني نفسه بأنه ldquo;حشرة تطن، تحوم وتتطفل وتلسع كالنحلةrdquo;. وقال إنه استوحى شخصيته من مصور إيطالي مختص بتصوير المشاهير يدعى تازيو شيكيارولي، الذي استعان به فيلليني أثناء تصوير فيلمه لتحديد ملامح شخصية ldquo;باباراتزيrdquo; وطريقته في التصرف.

وشيكيارولي مصور عادي اكتسب شهرة غير عادية عندما أتاحت له الصدفة التقاط صورة للملك فاروق، آخر ملوك مصر، الذي أمضى السنوات الأخيرة من حياته في إيطاليا يسهر حتى الفجر في النوادي الليلية ويهدد العاملين فيها بقوله: ldquo;أنا ملك مصرrdquo;، وفي إحدى سهراته فقد القدرة على السيطرة على نفسه، وتشاجر مع النادل وقلب الطاولة التي كان يجلس إليها مع بعض أصدقائه، وعلى الفور التقط شيكيارولي صورا للمشهد وباعها لإحدى الصحف الإيطالية بسبعة آلاف دولار كانت مبلغا كبيرا في حينها، وفي اليوم التالي حالفه الحظ أيضا بمشاهدة الممثل أنطوني ستيل مع زميلته الممثلة أنيتا أكبرج في وضع حميم في إحدى الحدائق العامة، فالتقط لهما صورة وباعها بمبلغ كبير أيضا. ومنذ ذلك الحين شاع بين المصورين العالميين تقليد تصيد المشاهير لالتقاط صور غير عادية لهم، وقد أطلق على هذا التقليد اسم ldquo;الباباراتزيrdquo;، نسبة إلى تلك الشخصية التي قدمها فيلليني في فيلمه.

والباباراتزي يلجأ إلى أساليب غريبة من أجل التقاط صور مثيرة، ومثال على ذلك فإن أحد المصورين دفع مبلغا لأحد المتشردين لكي يستفز الممثل سين بين ويدخل في عراك معه، من أجل التقاط صورة للعراك، وبعد ذلك طلب المصور من المتشرد رفع قضية أمام المحاكم يتهم فيها الممثل ldquo;بينrdquo; بالاعتداء عليه، لكي تنشغل الصحيفة التي اشترت الصورة بالحديث عن القضية فترة من الوقت. ولجأ مصور آخر إلى صدم سيارة الممثلة كاترين زيتا جونز بشكل متعمد لكي تنزل من السيارة ويتمكن من التقاط صورة لها وافتعال خبر.

ومغامرات الباباراتزي لا تمر دائما على خير، فقد لاحظت الممثلة سوزان سواراندون وجود شخص غريب يختبيء وراء الأشجار في حديقة منزلها الواسعة، فاتصلت بالشرطة. ولم تقتنع الشرطة إنه كان يتصيد فرصة لالتقاط صورة لها، فأودعته في السجن. وقبل مدة كانت المغنية بريتني سبيرز تتسوق برفقة والدتها في محل تجاري، ولاحظت الأم شخصا يحاول التقاط صورة لابنتها، فجرت نحوه، وضربته بقضيب من المعدن التقطته من المحل، مما أدى إلى إصابته بجرح بليغ في رأسه والهرب إلى سيارته مقتنعا من الغنيمة بالإياب، وعادت الأم بعد ذلك للتسوق مع ابنتها وكأن شيئا لم يكن.

ويلجأ بعض المشاهير إلى احتياطات غير عادية لتفادي الباباراتزي، ومثال على ذلك فإن العديد منهم يطلبون من العاملين في منازلهم توقيع تعهد بدفع مبالغ تصل إلى الملايين إذا سربوا خبرا عن مستخدمهم للصحف، وفي حفل زواج كاترين زيتا جونز ومايكل دوغلاس لم يعرف المدعوون مكان الحفل إلا في اللحظة الأخيرة، عندما حضرت طائرة هليكوبتر ونقلتهم إليه جوا، رغم أنهم كانوا يتجمعون على مسافة كيلومترات فقط من مكان الحفل، وقبل الدخول جرى تفتيشهم بدقة بحثا عن كاميرات، أما الفندق الذي جرى فيه الاحتفال فقد جرى تفتيش كل غرفه بدقة، بحثا عن أجهزة تسجيل أو كاميرات خفية.

وحياة الباباراتزي مغامرة بالفعل، ولكنها مغامرة دولشي فيتا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف