جريدة الجرائد

الحجاب الاستعراضي: وأعراض التردّي في المنطقة..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الخميس: 2006.06.08

من قريب
سلامة أحمد سلامة


لن أثقل على القاريء بالحديث عن الحجاب الاستعراضي لممثلة من الدرجة الثانيةrlm;,rlm; ولا عن استخدام الحذاء في مناقشات مجلس الشعبrlm;,rlm; فهي مجرد أعراض ثانوية لأوضاع متردية في المنطقةrlm;..rlm; تكشف عن العجز السياسي وتضاؤل الخيارات في معالجة كثير من القضاياrlm;,rlm; سواء علي المستوي الداخلي أو الخارجيrlm;.rlm;

ومن الطبيعي أن ينشغل الناس بهذا الهزل العام في غياب مواجهة جادة لهذه القضاياrlm;.rlm; وهو ما شجع الاسرائيليين علي قتل أمناء الشرطة المصريين عند الحدود مع اسرائيلrlm;,rlm; ليكرروا دون اكتراث نفس السلوك العدواني الذي ارتكبوه أواخر عامrlm;2004rlm; حين قتلوا ثلاثة جنود مصريين في منطقة صلاح الدينrlm;,rlm; وسكتت مصر في المرة الأولي وسوف تسكت علي الأغلب في الثانية وتدفن ضحاياها في صمتrlm;.rlm; فلم يعد لدينا خيارات لايقاف اسرائيل عند حدهاrlm;.rlm; ويستطيع المرء أن يتساءل ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الاعتداءات وقعت من الجانب المصري وقتل فيها جندي اسرائيلي واحدrlm;..rlm; لقامت الدنيا ولم تقعدrlm;!rlm;؟

واقع الأمر أن خيارات التعامل مع الصلف الاسرائيلي محدودة الا بمداهنة أولمرتrlm;.rlm; وليس مما يدعو الي التفاؤل أن يتم لقاء أولمرت في شرم الشيخ في أجواء ذكري هزيمة يونيوrlm;,rlm; وبعد ساعات من القتل المتعمد لجنود الأمن المصريينrlm;,rlm; حيث تنطوي ملابسات جرجرة جثثهم الي داخل حدود اسرائيل علي رسائل يصعب هضمهاrlm;.rlm; خصوصا وأن العائد من محادثات أولمرت لن يتجاوز وعودا سابقة في اللقاء الثلاثي الذي جمع شارون وأبو مازن والرئيس مباركrlm;.rlm; وإذا كانت مصر قد حصلت علي وعد من أولمرت هذه المرة باستئناف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية فلن يغير هذا من تصميمه علي الانسحاب من جانب واحدrlm;,rlm; ولن يرفع الحصار عن الفلسطينيينrlm;.rlm;

وبينما تقترب المأساة الانسانية في غزة والضفة في قسوتها من الأوضاع في دارفورrlm;,rlm; فإن تواطؤ أمريكا وإسرائيل يعرض شعبا بأكمله الي الهلاك بسبب خياره الديمقراطي لحماسrlm;.rlm; وحتي لو تمت الاطاحة بحماسrlm;,rlm; فسوف تجد جميع الأطراف نفسها أمام حالة من الفوضي والتناحر الداخلي تشبه الفوضي السائدة في العراقrlm;.rlm; وهو ما سوف يحول غزة والضفة الي مرتع للعناصر الراديكالية ومقاتلين من القاعدة أو حزب اللهrlm;,rlm; تصيب شرارتها اسرائيل ولن تنجو منها الدول العربية المجاورةrlm;.rlm;

ليس من السهل معرفة نتائج محادثات أولمرت ومدي جديتهاrlm;.rlm; ولكن من الصعب تصور احداث تغيير في الموقف الاسرائيلي أو في السياسة الأمريكية المتواطئة والتي أدت بنفس الطريقة الي حالة الفوضي الراهنة في العراقrlm;.rlm;

ومن هناrlm;,rlm; فعندما اتخذت جمعية أساتذة التعليم العالي في بريطانيا قبل أيام قرارا بمقاطعة الأكاديميين الاسرائيليين بسبب تأييدهم للممارسات التعليمية التمييزية ضد الفلسطينيينrlm;,rlm; وإقامتها لجدار الفصل العنصريrlm;,rlm; فإننا نحن العرب قد ندهش لوجود مثل هذه القوي المناهضة للعنصرية والصهيونية في بلد مثل بريطانياrlm;.rlm; بعد أن تخلينا عن كثير من صور الاحتجاج والمقاومة والرد علي أساليب العدوان والغطرسة الاسرائيليةrlm;.rlm; واكتفينا بالتحايل وكرم الضيافة والدعوة الي شرم الشيخrlm;,rlm; ولم يعد بوسعنا أن نستخدم السياسة التي تطلق عليها أمريكا سياسة العصا والجزرةrlm;.rlm; فمن المؤسف أننا لم نعد نملك عصا ولا جزرةrlm;!!rlm;


salama@ahram.org.eg

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف