دافنشي ينبئ بأزمة: أقباط مصر يذكرون المسلمين بموقفهم من رسوم الدانمارك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: من وليد طوغان - الرأي العام
رغم الأحداث السياسية الاقليمية المخيفة، تبدو العاصمة المصرية على موعد مع أزمة "فنية ــ دينية" بطلها فيلم "شيفرة دافنشي",,, ضراوة المعركة قد تكون مؤجلة قليلا في انتظار القرار النهائي للرقابة على المصنفات الفنية التي لم تبت حتى الآن بعرض الفيلم أو عدم عرضه.
واللافت أن سبعة دور عرض كبرى (في القاهرة والإسكندرية) بدأت بث إعلانات تحمل لافتة "قريباً" مذيلة بمقتطفات ومشاهد من الفيلم الذي عرض بدءاً من أول الأسبوع الماضي في أكثر من 22 عاصمة في العالم.
الأزمة بدأت طلائعها في صفحات "الرأي" في الصحف القومية والمستقلة قبل أسبوع، فالطرف الأول الممثل غالبا لرجال الكنيسة ورجال المؤسسة الدينية الإسلامية رأى أن عرض الفيلم "مدخل للجدل وربما الفتنة خصوصاً أن العمل يضرب الثوابت الدينية المسيحية وينكر قواعد ثابتة قامت عليها العقيدة المسيحية", والطرف الثاني ويضم الليبراليين والمثقفين يرى أن عرض الفيلم لن يسيء خصوصاً أن الفاتيكان لم يعط رأياً تحريمياً حتى الآن.
وبين الطرفين هناك من يرى أن الجدل حول "شيفرة دافنشي" سينتهي إلى النتيجة نفسها التي انتهت إليها أزمة فيلم "بحب السيما" (بطولة ليلى علوي ومحمود حميدة)، وفيلم "آلام السيد المسيح" الذي انتهت فيه الرقابة إلى حل وسط,,, إذ سمحت بعرضه تحت لافتة "للكبار فقط" وفي عدد قليل من دور العرض قبل رفعه بسرعة منها.
وقال وكيل الأزهر السابق الشيخ محمود عاشور لـ "الرأي العام": إن "أزمة شيفرة دافنشي مفتعلة، فالضجة مثارة رغم وجود الرواية الأصلية في مصر طوال السنتين الماضيتين".
والحبكة الأساسية في فك رموز شيفرة دافنشي ترتكز على أن السيد المسيح عليه السلام كان متزوجاً من مريم المجدلية وان ذريتهما موجودة في أوروبا، إضافة لقصص مصاحبة اعتبرها القس ماتياس نصر (الباحث في شؤون اللاهوت المسيحي) تتعرض للثوابت الدينية، مضيفاً: "معلوماتنا أن الرقابة سمحت بعرض الفيلم إلا أن مسؤولين تدخلوا لوقف القرار".
وقال: "رغم أننا ضد الحجر على الإبداع الفني، لكننا لا يمكن أن نسمح بالتعرض للثوابت المستقرة لدينا من منطلق حرية التعبير".
وأضاف القس ماتياس لـ "الرأي العام": "بغض النظر عن أنها افكار شر، وبصرف النظر عن اعتبار الفكرة الرئيسية للفيلم خيالا موتورا، لكن ما تردد في بدء دور العرض بث إعلانات عن قرب عرضه يعني أنه ممكن أن يعرض، ما يعني أننا استسلمنا لتلك السخافات".
وقال القمص خليل تكلا لـ"الرأي العام": "نعلم أنها أشبه بخيال كارتون الأطفال، لكن رد الفعل الرسمي لابد أن يكون أكثر وضوحاً".
وذكّر القس ماتياس نصر بأزمة الدنمارك قائلا: "لا أعتقد أن هناك أصواتا مسلمة تنادي بعرض الفيلم,, فـ "شيفرة دافنشي" يتعرض أيضا لثوابت إسلامية حول شخصية السيد المسيح ومع ذلك ننتظر من إخواننا المسلمين موقفا مماثلا للموقف الذي وقفه الأقباط في أزمة الرسوم المسيئة للنبي الكريم في الدنمارك (,,,) رفضنا ازدراء الأديان عموما ذلك الوقت وننتظر أن يتم التعامل وفق المنطق نفسه الآن".