جريدة الجرائد

حماس والزرقاوي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السبت: 2006.06.10

حسام كنفاني

من الصعب تقدير الحسابات السياسية والمعنوية التي وضعتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في اعتبارها عندما أصدرت بيان نعي مقتل أبو مصعب الزرقاوي، لتنفيه بعد ذلك بإشادة ب ldquo;رمز المقاومةrdquo;، الذي يمثله الزرقاوي، بحسب الناطق باسم ldquo;حماسrdquo; سامي أبو زهري.

لمصلحة من مثل هذه التصريحات ولأي غاية؟ بالتأكيد هي ليست في مصلحة الشعب الفلسطيني، الذي لا يصنف غالبيته الزرقاوي في خانة ldquo;المقاومrdquo;، لا سيما وهو يشاهد يوميا مجازر المدنيين في العراق وانتقال حمى تفجيراتها إلى الأردن ومصر، وغيرهما من دول المنطقة التي تكافح لإبعاد ظهور أي شبح للزرقاوي على أراضيها.

إضافة إلى ذلك، فالترحيب العربي والدولي بمقتل الزرقاوي واضح جدا، والعداء العربي والدولي أيضا لأي ظاهرة تتعاطف معه لا بد أن يكون ظاهرا لأي مبتدئ بالعمل الأمني والسياسي، وهو الحال الذي من الممكن أن تكون عليه حركة ldquo;حماسrdquo; حاليا، وذلك بالاستناد إلى التصريحات المتناقضة التي تخرج عن قادتها والمواقف المبهمة، التي تحط من قدر أصحابها في أي حساب سياسي.

مثل هذا الموقف الخاص بالزرقاوي من ldquo;حماسrdquo; لن يكسب الحركة أي تأييد أو تعاطف رسمي أو شعبي على مستوى الشارع العربي، وإذا حدث ووجد شعبيا من يدافع أو يبرر مثل هذا النعي، فالأمر لن يكون كذلك على المستوى الرسمي العربي، الذي لا يزال بغالبيته مترددا ومشككا بالأيديولوجيا الدينية التي تعتمدها الحركة في عملها السياسي، فربطات العنق وحدها لا تكفي لتشكل تغييراً في السلوك.

وإذا سلمنا أن مثل هذا الموقف لن يغيّر شيئا في الموقف العربي المتردد أصلا، فالحال مختلف بالنسبة للدول الإسلامية، لا سيما إيران التي تعتبر أكثر المتعاطفين والداعمين لتجربة ldquo;حماسrdquo; في الحكم. وإيران كانت أكثر المتضررين من الزرقاوي وجماعته، الذين ناصبوا العداء لشيعة العراق، ووضعوهم في مقدمة أهداف ldquo;مقاومة الاحتلالrdquo;.

ألم يضع مسؤولو ldquo;حماسrdquo; ذلك وغيره الكثير في اعتبارهم عندما ldquo;نعواrdquo; الزرقاوي؟ وأي تناغم فكري وأيديولوجي يجمع ldquo;حماسrdquo; بتنظيم ldquo;القاعدةrdquo; وrdquo;قاعدة الجهاد في بلاد الرافدينrdquo;؟ وأي نقاط تبتغي ldquo;حماسrdquo; تسجيلها ولحساب من، وأي رد فعل تنتظر؟

أسئلة كثيرة وعلامات استفهام كبيرة بدأت تحوم حول خلفية هذا الأمر، لا سيما أن أصداء ما حكي عن فتوى القتل التي أصدرها أحد نوابها، رغم نفي الحركة لها، لا تزال تتردد في الشارع الفلسطيني والعربي، من دون أن ننسى الأزمة مع الأردن والمعتقلين المتهمين بالتخطيط لضرب أهداف في عمان، وهو ما نفته ldquo;حماسrdquo; أيضا، لكن مثل هذه المواقف والتصريحات قد تحوّل النفي إلى تأكيد.

hussamkanafani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف