جريدة الجرائد

المنافسة على (الأوسكار)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الإثنين: 2006.06.12


مشعل السديري

قرأت في جريدة "الأهرام" عن انتحار شاب يقال له: (حسن)، وذلك بعد بحث عن بنت الحلال، وبعد أن يئس من وجودها، أغلق على نفسه باب غرفته ولف الحبل حول رقبته، واتخذ قراره بهدوء وبعيداً عن أي ضجيج، وشنق حاله.

الواقع أنني حزنت على ذلك القرار الأليم، الذي نفذه ذلك الشاب في نفسه، وعلى إيه يا حسرة؟!، على (حتة) بنت مجهولة لا راحت ولا جت يا أخي، الحكاية وما فيها لا تستأهل كل هذه (الدراما) المأساوية التي تنشق نفسك عليها.

اعتقد أن أسلوب حياة ذلك الشاب كان (معطوباً)، ولا يعرف كيف (تتلعب الحواجب)، ولا متى هو يتقدم ولا متى يتأخر، ولا متى يناور ولا متى يتأوه، ولا متى يضرب بالصميم دون أن يتراجع، المسألة تحتاج إلى قليل من التكتيك والفن (مش أكثر)، غير أن حسن ـ رحمه الله ـ غاب عنه ذلك، كان فتى غض الإهاب (وبكرتونته).

وإلاّ هؤلاء هن البنات بالملايين واضعات أياديهن على خدودهن بانتظار فرسان الأحلام، وها هي الإعلانات عن أسماء بعضهن بالآلاف تملأ وسائل الأعلام، وكل واحدة تقول للعريس المنتظر: (نحن هنا).. والغرام والحب والهيام في هذه الأيام ـ واعتقد انه في كل الأيام كذلك ـ ليس هو كل شيء، ولو انه قدر لروميو وجولييت أو قيس وليلى، أن يقترنوا ببعضهم البعض لظهرت (بلاويهم).

وأعرف رجلاً ما زال على قيد الحياة، رغم أن فمه لم تعد فيه سن واحدة قادرة على الهرش، هذا الرجل أحب فتاة من قبيلته وهام بها مثلما هام قيس بليلى، ورفض والد الفتاة وإخوانها تزويجها إياه، ويبدو لي أنهم ليسوا (طائقين ريحته)، وفعلاً سبق لي وأن اقتربت منه فشممت رائحة غير مستساغة، فابتعدت عنه مسافة عشرة أمتار.. المهم أن والد الفتاة أرغمها على الزواج بابن عمها، ولم ترضخ وهربت منه، ورفض ابن العم تطليقها، ومر على هذا الحال ما يقارب (40 سنة) بالتمام والكمال، مات خلالها الأب، وفطست الأم، وتوفي أكثر الإخوان وكذلك الزوج، ولم يبق لها غير أخ واحد وافق أخيراً على أن يتزوجها حبيبها العاشق المتيم، بعد أن تخللت وأصبحت طرشي مرارته كالعلقم، فرح العاشق خليفة (قيس بن الملوح)، والذي لم يحاول مجرد التفكير بالزواج بغيرها، كان رجلاً نحيف البنية، هزيل الجسد، اكبر ما فيه خشمه، وكلما زاد حرمانه وبكاؤه ضمر جلده على عظمه، وكبر خشمه وامتد للأمام أكثر، إلى درجة أنني كلما شاهدته تذكرت الطائر (أبو منجل).

لا أطيل عليكم، فقد أتاه الخبر مع الركبان أن أخا حبيبته التي كانت (فتاة) قد وافق على زواجه منها، فانطلق يسابق الريح مع أقربائه وزفوه وادخلوه على عروسه، وهو شبه مغمى عليه من شدة الفرحة والشوق وعدم التصديق، وما هي إلاّ اقل من ثلاثة اشهر إلا وينشب خلاف بينه وبين معشوقته التي أصبحت زوجته، فما كان منها إلا أن تناولت يد المبخرة النحاسية وهوت بها على خشمه فخر على الأرض، وحينما كانوا ينقلونه للذهاب به للطبيب لتجبيره، كان ينطق بالطلاق (بالثلاث الحارمات) ـ على حد تعبيره.

وانقضت قصة من قصص الحب الخالدة، التي تبحث فقط عن مخرج من (هوليوود).. وما أدراكم؟!، فباب المنافسة على (الاوسكار) ما زال مفتوحاً كل سنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف