جريدة الجرائد

الملكة بياتريكس تقرِّب بين الجارتين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأربعاء: 2006.06.21


الملكة "بياتريكس"


تقرير: توم جريسن
ترجمة: حسام عبد العزيز

وصلت الملكة "بياتريكس" بلجيكا، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام. وتهدف زيارة ملكة هولندا لتقوية الروابط الدبلوماسية والصداقة بين الجارتين.
كانت هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ بلدًا واحدًا في الفترة بين 1815 و1831؛ لكن الجد الأعلى للملكة "بياتريكس" الملك "فيلم الأول" ترك بلجيكا تفلت من بين أصابعه، وهو ما يراه "لويس توباك" عمدة مدينة "لوفن" البلجيكية أنه كان خطأً تاريخيًّا.

ويُصعب تحديد السبب الحقيقي للثورة البلجيكية في ذلك الوقت، بل إن المؤرخين الآن يختلفون حول هذه القضية؛ لكن وجود لغتين في بلجيكا ـ الهولندية والفرنسية ـ ربما يكون قد لعب دورًَا في هذا التمرد، وهو ما يعبر عنه العمدة "توباك" قائلا: "كان السبب الرئيسي هو خوف الطبقات المتوسطة الناطقة بالفرنسية في الجنوب من أن يضطروا لتعلم الهولندية، إضافة إلى تخوف الكاثوليك أيضًا من أن يتحولوا إلى بروتستانتيين كالهولنديين علمًا بأن غالبية الجنوبيين كانوا من الكاثوليك".

السلطة والضرائب
وهناك أفكار أخرى توضح السبب وراء استياء البلجيكيين ورغبتهم في الانفصال، وهي حكم "فيلم الأول" الاستبدادي، ورؤيته فصل الكنيسة عن الدولة، والتمييز في عوائد الضرائب ـ فما كان يجبيه في الجنوب كان ينفقه في الشمال. وما هو أعظم من ذلك أن نسبة الوزراء في الحكومة كانت وزيرًا من الجنوب مقابل ثلاثة من الشمال؛ بالرغم من أن السكان في بلجيكا كانوا 3.5 مليون نسمة، بينما كانت هولندا حينئذ مليونين فقط.

ثار البلجيكيون، وكانت استجابة "فيلم الأول" متأخرة للغاية، وكان لدى "فيلم" ولد أراد أن يصبح ملكًا لجنوب مستقل، وهو ما سبب اضطرابًا، كما يفسر "توباك": "لم تؤيد المدن البرتقالية الشرقية كانتويرب وجنت "فيلم الأول"، وكان متأخرًا للغاية، عندما قدم إلى الجنوب بقوات غازية؛ فيما سُمِّي بـ"حملة الأيام العشرة"؛ حيث دعمت فرنسا الجنوب، وانسحب "فيلم الأول" بعد مفاوضات لإفساح الطريق أمام الملك "ليوبولد الأول".

ويعتقد "لويس توباك" أن ما حدث مدعاة للأسف؛ حيث يقول: "أضاع الملك "فيلم" فرصة تكوين قوة أوروبية هامة؛ فإذا كانت هذه البلاد الآن جنوبًا واحدًا، وبالتالي كانوا سيتمكنون من تشكيل إحدى الدول السبع الصناعية الكبرى؛ لأن ناتجهم الإجمالي الوطني معًا أعلى منه في إيطاليا".

لغة مشتركة
لكن هل كان بوسعنا أن نتحد فعلا؟ يشكك المحلل البلجيكي "ديرك يان إيبينك": "الشيء الوحيد المشترك بين هولندا وبلجيكا هو اللغة الهولندية. غالبًا ما نعتقد بأننا متماثلون؛ لكنه اعتقاد خاطئ. لا يفهم الهولنديون والبلجيكيون بعضهم البعض؛ فالهولندي مباشر، وله رأي لا يحيد عنه؛ بينما البلجيكي لديه ثلاثة آراء، وينظر قبل أن يتحرك؛ لذا فهو أكثر حيطة وحذرا".

لكي تتقدم في بلجيكا فلابد من أن تكون لديك علاقات، وعليك أن تغير من رأيك بما يتفق مع آراء من في السلطة. ويورد "إيبينك" مثالا على ذلك: "يستطيع المواطن الهولندي أن يفصح ـ بحرية ـ عن الحزب الذي صوت لصالحه في الانتخابات؛ لكن هذا الأمر في بلجيكا من المحرمات؛ فإنك إذا ما سألت بلجيكيًّا في الشارع عن الحزب الذي صوت له؛ فإنك قد تتجرأ بعدها وتسأله متى كانت آخر مرة مارست فيها الجنس؟ إنه يعتبر هذا الموضوع جزءًا من حياته الشخصية؛ لذا فلا يمكنك الحديث عنه".


جيران غرباء
كتب "إيبينك" كتابين عن بلجيكا "جيران غرباء" و"مغامرات نيدربيلج". ويعتقد "إيبينك" أن الهولنديين يتسمون بالدقة والحرص الشديدين؛ حيث يقول: "يريد الهولندي عقدا ما ويريد البلجيكي عقدا آخر. يريد الهولنديون مخططا تفصيليا تحوي ورقته كافة التفاصيل الخاصة بالموضوع؛ بينما يفكر البلجيكي أكثر في الحلول المؤقتة والمعايير العامة، ويميل إلى نزعة إذا حدثت مشكلة فإنني سأحلها. يريد البلجيكي أن يهيئ الجو المناسب للعمل بوجبة عشاء وكأس من النبيذ؛ بينما لا يحتاج الهولندي لذلك".

إذن ماذا يحدث إذا ما اجتمعت الثقافتان معا؟ يجيب "إيبينك": "إذا أتى الهولندي بعقد إلى البلجيكي؛ فإن الأخير سيعتقد أن الهولندي يهدده بالتفاصيل الكثيرة والدقيقة، إذا لم يخدعك الهولندي فقد نسي ذلك وفقا ايبينك.

ماكسيما
ويقول "إيبينك": إن الملكة "بياتريكس" ستقضي فقط أيام 20 و21 و22 يونيو في بلجيكا؛ لكن إعارة الملكة بعض الاهتمام لبلجيكا ستعمل ـ بلا شك ـ على تحسين العلاقات بين البلدين: "كذلك يبدي الفلمنكيون ـ البلجيكيون الناطقون بالهولندية ـ اهتمامًا كبيرا بـ"ماكسيما" زوجة ولي العهد الهولندي "فيلم ألكسندر"؛ لأنها لم تأخذ أكثر من عام كي تتقن الهولندية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف