جريدة الجرائد

شارلز تايلور.. سمكة قرش أخرى في شباك لاهاي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخميس: 2006.06.22

تقرير: سباستيان جوتليب
إذاعة هولندا العالمية
ترجمة: محمد عبد الرؤوف

نُقل الرئيس الليبيري السابق " شارلز تايلور" إلى السجن التابع لمحكمة جرائم الحرب الدولية في ضاحية " شخيفنينج" الهولندية، وسيتم احتجازه في هذا السجن فترة محاكمته أمام محكمة خاصة بجرائم الحرب في سيراليون.

وكان مجلس الأمن قد طلب أن تجري المحاكمة في هولندا، حيث إنه لا يمكن إجراؤها في سيراليون لأسباب أمنية. وتم تخطي العقبة الأخيرة أمام إجراء المحاكمة في هولندا، عندما وافقت بريطانيا على أن تستضيف "تايلور" في أحد سجونها في حال إدانته.

هذا وقد شهد ما يقرب من 20 صحفيا وعشرة من ضباط الشرطة وعدد قليل من الجمهور كيف تم ترحيل "تايلور" في سيارة ذات زجاج مظلل إلى أكثر السجون تحصينا.

وكان " تايلور" قد نُقل في طائرة مروحية من السجن التابع لمقر المحكمة الخاصة في سيراليون والتي تدعمها الأمم المتحدة إلى المطار الدولي في "لونجي" بالقرب من العاصمة " فري تاون"، ثم توجّه " تايلور" إلى مدينة " روتردام" الهولندية عبر رحلة جوية خاصة. ونقل في حافلة صغيرة في رحلته الأخيرة إلى ضاحية شخيفينينج قرب لاهاي.

إزالة العقبة الأخيرة
وجاء إعلان الحكومة البريطانية في الأسبوع الماضي عن استعدادها لسجن "تايلور" في حال إدانته بارتكاب جرائم حرب ليمهد الطريق لنقله إلى هولندا. وهكذا شهدت لاهاي في عطلة نهاية الأسبوع الماضي موجة من النشاطات مع استعداد السلطات الهولندية والدولية لوصوله. فمن الناحية القانونية ـ على سبيل المثال ـ من المهم أن تكون إقامة "تايلور" في هولندا قصيرة بقدر الإمكان، حيث إن الرئيس الليبيري السابق يخضع الآن للقوانين الهولندية، ويمكن من الناحية النظرية أن يطلب حق اللجوء السياسي.

ويحتجز " تايلور" في سجن خاص في ضاحية "شخيفينينج"، تابع لمحكمة جرائم الحرب الدولية. ولا يوجد في السجن غير سجين آخر، وهو أمير الحرب الكونغولي السابق " توماس لوبانجا"، وهو أيضا متهم بارتكاب جرائم حرب.

تهم
ويواجه " تشارلز تايلور" سبعة أنواع من التهم، يصنف العديد منها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتشمل التهم تجنيد أطفال، والقتل غير المشروع، وممارسة العنف البدني والجنسي، والهجوم على بعثة الأمم المتحدة في سيراليون. ولن يحاكم على الجرائم التي يزعم أنه ارتكبها في ليبيريا.

وسيسافر قضاة وممثل الادعاء للمحكمة السيراليونية الخاصة التي تدعمها الأمم المتحدة ومئات الشهود إلى لاهاي مع بدء المحاكمة. ووفقا للمحامي الهولندي " ميشيل بيستمان " ـ الذي يتولى الدفاع عن أحد المتهمين في العاصمة السيراليونية "فري تاون" ـ فإنه المشاكل اللوجستية يمكن أن تكون جدية. كما سيكون هناك تأثير سلبي على المحاكمات التي تجرى حاليا في سيراليون أذ ستتقلص عدد جلسات المحكمة مع سفر القضاة إلى هولندا لحضور محاكمة "تايلور".

ويعلق السيد "بيستمان" قائلا ": ستكون عملية طويلة ومجهدة، فهناك توقعات بأن تستمع المحكمة إلى ما يقرب من 200 أو 300 شاهد، وسيكون على هؤلاء الشهود أن يمثلوا في المحكمة وسيفضل القضاة أن يمنحوا فرصة مناقشة جميع الشهود بأنفسهم، ومن غير المحتمل أن يقبل القضاة شهادات مكتوبة، وهو ما يعد أمرا شائعا في هولندا. وسيتطلب توفير أماكن الإقامة الآمنة لكل هؤلاء جهدا تنظيميا كبيرا، إذ لا يمكنك أن تكتفي بوضعهم في فندق، ولابد من اتخاذ إجراءات أمنية خاصة".

علامة فاصلة
وفي رد فعل على وصول "تايلور" إلى هولندا، أشار وزير الخارجية الهولندي " بين بوت" إلى أنه يجب النظر إلى هذا الحدث كنقطة تحول مهمة في مسار العدالة الدولية، وقال في بيان له ": إن هذه إشارة واضحة من المجتمع الدولي بأنه لن يتسامح مع إفلات المجرمين من العقاب، وأنه سعيد بأن هولندا ولاهاي بوصفها العاصمة القانونية للعالم ستسهمان في هذا الأمر".

ومع ذلك عبر الكثيرون في سيراليون عن خيبتهم حيال نقل " تايلور" إلى لاهاي؛ فقد كانوا يفضلون أن تتم محاكمة المتهم الأبرز في سيراليون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف