الحجاب للاناث واللحى والدشاديش للذكور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الأربعاء: 2006.06.28
زليخة ابو ريشة
من اين يصعد ارهابيو الفعل الى سطح الاحداث الا من تلك البرك الآسنة التي تخمر فيها فكر ارهاب الظل في الخطب والاحاديث والدروس والمجالس والتوجيهات والبرامج والمناهج والاعلام بانواعه والتعليم والكليات الجامعية التي تحض على العنف، وتبرر القتل العشوائي وتزين الشهادة ؟ ان الزرقاوي ومن قبله ومن بعده ومن معه نتاج مؤسسة الوعظ والارشاد التي صارت منذ تلوثت بالسياسة مؤسسة لتفريخ ناشطات وناشطين يعملون اولا وقبل كل شيء على تعميم ان الحجاب للاناث واللحى والدشاديش للذكور هو رأس الدين ، ثم على حمل رايات التكفير في الخطب الاحاديث والدروس والمجالس والتوجيهات والبرامج والمناهج والاعلام بانواعه والتعليم والكليات الجامعية ثم على النزوع الى القتل الانتحاري يفزعون نسق الحياة ويهددون امنها وما مؤسسة الوعظ والارشاد - في اي مكان كانت - واي هيأة اتخذت - و التي استلمها منذ ثورة 23 يوليو 1952 افراد حزب يطمحون الى السلطة ، ويفرزون كتبا خطيرة " سيد قطب وجاهلية القرن العشرين " ويؤسسون لفكر سياسي ثيابه الدين .. ما هي الا تلك المعامل الجبارة التي كانت تستقطب الابرياء اليائسين والمحبطين من الواقع العربي وانكساراته لتقوم بعد 1967 بعملية غسيل دماغ ومشاعر وتوجيهها نحو فكرة الجهاد التي توسعت حتى تعدت العدو المباشر الواضح " اسرائيل" الى حمل مسدسات التكفير وكلاشينكوفات التخوين ، وقنابل الطائفية والقائها على الناس من اهل الرأي وعلى الاختلاف مهما يكن نوعه وشكله حتى لو كان في اللباس وما النائب الاسلاموي محمد ابو فارس ورفاقه الا نموذج مصغر هذا التيار الذي باع للناس صكوك غفران ، وبطاقات باهظة الثمن لدخول " الجنة " والتكفير عن جميع الذنوب كل ذلك بثمن اوله حمل سيف الارهاب الفكري ، وترويع الناس لافكارها وارائها ، واخرها تكفير كل من يناقش او تناقش مقولة من مقولاتهم ، او تنتقد فكرة من افكارهم او سلوكا.
لقد عبثت هذه الجماعة طويلا بعقول ابنائها وبناتنا عبثوا بالمناهج والفوا عبر ما ينوف على النصف القرن من الزمان فكرا مهيمنا يصادر الفكر الاخر ويحرقه ويمارس اغتيال الشخصية لاصحاب هذا الفكر الاخر . الفوا بؤرا وتنظيمات تحمل ما أسموه " سلاح الجهاد" لترويع اهداف مدنية واناس بريئة.
لقد تصدى النائب المحترم وجماعته الى صفة الشهادة فانتزعها عن مدنيين ابرياء بعضهم خدم الاسلام والمسلمين ، كما لم يخدمه احد فرد في حقله وغير حقله في هذا العصر " مصطفى العقاد" انتزع الشهادة عن قتلى تفجيرات عمان ، لينسبها الى القتلة المجرمين - وهو بهذا يدلل على انه وجماعته الاباء الحقيقيون للسلوك الارهابي الذي نشهده هنا وهناك.. وعليهم هم الان ان يدفعوا الثمن - وليكن الثمن باهظا - حذوك النعل بالنعل، والقذة بالقذة .. والبادىء اظلم .
*ارهابيو الظل