سعوديات يتعلمن الكاراتيه ويطمحن بالحزام الأسود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الأربعاء: 2006.06.28
الرياض : حسنة القرني - الشرق الأوسط
أغلق ملف حادثة النهضة منذ مدة، لكن ما زالت الأسر السعودية تخاف على بناتها من تكرار هذه الحادثة ليظهر في قلب العاصمة السعودية الرياض، مركز لتدريب فنون القتال والدفاع عن النفس "الكاراتيه"، مما دفع البعض للتساؤل حول الأسباب التي قادت السعوديات صغارا وكبارا للتهافت لتعلم هذه الرياضة العنيفة، وهل سيكتفين بحد التعلم عن كيفية الدفاع عن النفس؟.
وتجيب عن هذا التساؤل الدكتورة سارة، طبيبة سعودية وإحدى المتدربات بالمركز على الكاراتيه منذ 6 أسابيع، بقولها "في مجتمعنا دائما ما تكون الفتاة خجولة ومنعزلة بعض الشيء، لكن ما إن تكون بصحة جيدة وعلى درجة من اللياقة والثقة والتحكم بالنفس حتى تكون أفضل في أي موقف يحتم عليها اتخاذ قرار ما وليس بالضرورة ـ من وجهة نظرها ـ أن تكون تلك الرياضة هي الكاراتيه، وإن كانت تحبذها أكثر للمرأة طالما كانت لائقة طبيا ولا يوجد هناك سبب طبي يمنعها من مزاولة هذه الرياضة".
وتواصل "أنا الآن بلا شك أفضل من ذي قبل، لقد استفدت كثيرا على يد المدربة الفلبينية، فأنا أشعر بأني أكثر لياقة من ذي قبل، كما أصبحت أتمتع بصفاء الذهن والثقة بالنفس، وأنا أحتاج لكل ذلك، فأنا طبيبة أبذل كثيرا من الجهد العضلي وأحتاج إلى أن أركض لإسعاف احدى حالات الطوارئ"، متمنية "لو كانت هذه الرياضة متاحة لها منذ الصغر لوفرت عليها الآن الوقت، فلا طموح لديّ للحزام الأسود، إنما أريد أن أصل لمرحلة جيدة من اللياقة ودرجة عالية من الدفاع عن النفس".
وأشارت مضاوي عبد المحسن، متدربة منذ 3 أشهر إلى "الطرق البدائية التي ما زالت بعض النساء تفكر فيها للدفاع عن النفس كحمل السلاح بترخيص أو بغيره ـ والذي ترى ـ أنه خطأ فادح قد ينتهي بهن إلى الجريمة، لذا من الأفضل التعلم على الكاراتيه كرياضة للجسم والعقل وكدفاع أيضا عن النفس، وذلك وقت الضرورة"، مؤكدة "بأنها الآن أقوى وأنشط حتى في ما يتعلق ببعض الأعمال المنزلية"، وتأمل الحصول على "الحزام الأسود قبل مضي الثلاث سنوات المقبلة، لأني عازمة على ذلك، وإن كنت أعلم جيدا أن المدة اللازمة هي 3 سنوات، لكن من يدري قد أتمكن قبل الوقت، فأنا مؤمنة بالفكرة وسأعمل على فتح ناد للكاراتيه للنساء أكون أنا المدربة فيه، وإذا سمحت لي الفرصة أن أمثل بلدي سأفعل من دون تردد".
وتقول أسيل، طالبة جامعية ومتدربة منذ شهر "لقد خسرت من وزني الكثير وأصبحت أكثر مرونة من ذي قبل"، مؤكدة "أن الكاراتيه رياضة ممتعة وصحية للعقل والجسم كما أنها أعطتني ثقة بنفسي أمام الرجل بالشارع".
ونفت أسيل "أن يكون ذلك من باب الدخول في العنف أو الوحشية، إنما يجيء ذلك من باب الحيطة والحذر، فهل تنتظر أن يحدث شيء حتى أتعلم فنون الدفاع عن النفس"، مضيفة "أرغب بالحصول على الحزام الأسود وسأصبح مدربة للكاراتيه، كما أتمنى أن أمثل السعودية خارجيا في هذه الرياضة".
وتأخذ طرف الحديث مي طالبة جامعية ومتدربة منذ 3 أشهر، حيث تؤكد "منذ 5 سنوات وأنا أتمنى أن أتعلم وأتقن الكاراتيه بطريقة جيدة وصحيحة، خصوصا أن أخي يلعب كاراتيه، ومن هنا جاء حبي لهذه اللعبة وتعلقي بها منذ زمن".
وتواصل "لقد كنت في السابق أتحاشى الصدام لأنه ليس لدي قدرة على الرد وأنا واثقة من نفسي تمام الثقة ولا يعني ذلك أني الآن سأدخل في مشاحنات أو أرد بالكاراتيه على أي شخص ولأي سبب كان، لكني الآن أدرك أني بحركة استطيع أن أرد وبدون أن أجهد نفسي بتجميع كل قواي من أجل دفعة واحدة. الآن عقلي يتحكم بالحركة كما أن العضلات لدي أصبحت جميعها مستخدمه بشكل صحي" موضحة "أنا أنوي أن أحصل على الحزام الأسود وأمثل السعودية خارجيا وان تتاح لي ولغيري الفرصة".
وعن الإقبال المتزايد على هذه الرياضة تقول زين الحربي، موظفة بالمركز "رياضة الكاراتيه وإن كانت غريبة على مجتمعنا فهي كفكرة للدفاع عن النفس ليست بغريبة والدليل أن عدد المتدربات خلال 3 أشهر فقط، بلغ حتى الآن 117 متدربة ومن كافة شرائح المجتمع، فهناك الطبيبات والمدرسات والمسؤولات في السفارات، كذلك مدربات الأمن وغيرهن"، مشددة على أنها gt;رياضة مناسبة للمرأة وفي أوقات مختلفة وهي ليست عيبا أو حراما، فاللباس شرعي محتشم، فالبنطلون واسع وفضفاض والجاكت طويل يصل للركبة، كما أنه واسع، أما القماش فهو ثقيل ونعمل على تأمين الزي بهذه المواصفات بسعر رمزي، كما نحرص على أن تأكل المتدربة بعد خروجها من التدريب موزة أو تفاحة وذلك للمحافظة على توازن الطاقة وعدم فقدانها ـ كما ذكرت ـ أن الرسوم مناسبة فهي بالشهر 600 ريال كما تبلغ السنة للعضوية 3360 ريالا".
من جانب آخر، أكدت الدكتورة سمر ويس، اختصاصية أمراض النساء والولادة أن "الكاراتيه رياضة كغيرها من الرياضات الأخرى التي لا غنى للمرأة عنها لما لها من فوائد للجسم والعقل"، مؤكدة بـ"أن هذه الرياضة، بالرغم من أنها خشنة إلا أنه لا ضرر منها على أنوثة المرأة بشكل عام، نافية ما يتردد من شائعات حول فقدان بكارة الفتاة عند مزاولة هذه الرياضة، فهي صحية على الصعيدين البدني والعقلي، المهم أن تكون ممارسة رياضة الكاراتيه على يد مدربة ذات كفاءة عالية".