الحياة في بغداد تشبه أفلام الرعب..وعراقيون يغيرون اسماءهم خشية القتل علي الهوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
العبيدي والبياتي والسعدون اسماء مفضلة لحياديتها.. والسؤال عن مكان العمل ممنوع
لندن : القدس العربي
الخوف هو سيد الموقف في العراق. وهو ليس خاصا بالعاملين في السفارة الامريكية او المتعاونين مع الحكومة او الاحتلال، بل يشمل المجتمع العراقي باكمله.
الجار يخاف من جاره، والعامل يخفي طبيعة عمله ومكانه. والغني يخبيء ماله حتي لا تستهدفه عصابات الاختطاف، والسني يغير اسمه الي اسم محايد. مناخ الخوف في بغداد يشبه افلام الرعب. وحسب تقارير نشرتها صحف امريكية امس فإن الوضع في العاصمة سوريالي، ومليء بالارهاب والرعب. والشعار الجديد بين سكان المدينة هو لا تلفت الانتباه، وحاول ان تبدو بالصورة غير الحقيقية. فمن لديه سيارة جديدة يخفيها ويركب سيارة مهترئة وقديمة. واشارت صحيفة لوس انجليس تايمز الي ان ما يخيف في العلاقات المجتمعية هو نظرات الناس لبعضهم البعض. ووصفت العنف العراقي الجديد بانه يستعصي علي المنطق.
وقالت ان مدينة بغداد صارت مسكونة بالخوف، سكانها ينظرون لبعضهم البعض بنوع من الشك، حيث يحاول سكانها ممارسة نوع من الخفاء والتقية حتي لا يجلبوا علي انفسهم المخاطر.
واغلب سكان العاصمة يتخفي خلف هوية غير هويته. فالاغنياء افرغوا خزائنهم، وتخلصوا من ملابسهم حتي يتجنبوا استهدافهم من قبل جماعات الخطف التي تطالب عادة بمبالغ مالية كبيرة كفدية.
واشارت الصحيفة الي قصة عراقي يعمل مع منظمة امريكية قام بتغيير اسمه، كما يغير طريقه كل يوم في ذهابه للعمل، واشتري ساعة ثمينة من عمان الا انه لا يلبسها حتي لا يلفت الانتباه.
وتحدث العراقي عن القواعد الجديدة التي تحكم العلاقات بين العراقيين وهي التكتم علي طبيعة عمله وعدم الافصاح لاقرب المقربين عن ماهية ما يعمل. وهذا الوضع جعله يتجنب حتي معارفه.
ويقول باحث اجتماعي في جامعة بغداد ان تصرفات البغداديين اصبحت حدسية غريزية اي الصراع من اجل البقاء. وتشير الصحيفة الي ان العراقيين تخلوا عن عادات معروفة تشير لتعاطفهم مع بعضهم البعض مثل السؤال عن الصحة والعمل والاولاد. وفي هذه الايام فالسؤال عن العمل والوظيفة يعتبر امرا غير مؤدب وخارج الاتيكيت. والمنطق وراء هذا ان الكثير من العراقيين يقتلون اي شخص يعمل مع الامريكيين بتهمة انه خائن . وحتي العمل مع الحكومة العراقية ليس امنا، فالكثير من اساتذة الجامعات، ورجال الشرطة، والرياضيين قتلوا لهذا السبب.
ومن هنا فعناصر الشرطة يغطون وجوههم باقنعة حتي لا يعرفوا في احيائهم. وفي مثل اوضاع من هذا النوع، فهناك ايضا اشخاص ربحوا واغتنوا بسبب الخوف، فقد انتشرت تجارة تزييف البطاقات الشخصية والتي تكلف 30 دولارا امريكيا للبطاقة.
ومعظم الذين يشترون البطاقات هم من سائقي الحافلات والعاملين علي الطرق السريعة والميكانيكيين. وبالنسبة للاسماء، فالعراقيون يستخدمون الان اسماء محايدة في السياق العراقي، مثل السعدون والبياتي والعبيدي والتي تشترك في هويتها الشيعية او السنية ويبتعدون عن الاسماء التي تعرف في العراق علي انها شيعية او سنية.
ويتجنب السنة استخدام اسم عمر، بعد اتساع ظاهرة القتل علي الهوية ، ولهذا السبب انتشرت ظاهرة تزوير البطاقات الشخصية.
وبالنسبة للعراقيين الذين يملكون المال ويريدون شراء سيارات فارهة بمكيفات فانهم يخشون استخدامها في الشوارع، ويقول الناس ان اي شخص يشتري سيارة فارهة اليوم يقتل غدا. وبالنسبة للنساء المسيحيات، فيلبسن الجلباب والعباءة ويخفن من ذكر اسمائهن، وتقول واحدة تعمل في المنطقة الخضراء انها تخفي طبيعة عملها عن اقرب المقربين اليها، والخوف منعها واهلها من الذهاب للكنيسة وتقول ان ما يخيفها هو نظرة الناس ان كل المسيحيين يعملون مع الامريكيين.