الخصاونة : لا يستطيع أحد الإقتراب من ضيفة الملك عبد الله الثاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء: 2006.07.04
الإنتربول لا يتحرك بعد تعليقات مضحكة تقال علي شاشات التلفزة
عمان : القدس العربي- بسام البدارين
استخدام مفردة دخيلة في البيان الرسمي الاردني المتعلق برغد صدام حسين امس الاول له اغراض محددة ولها طابع سياسي، فهذه الكلمة المألوفة جدا في اوساط القبائل والعشائر في العراق والاردن معا لم يسبق ان استخدمت في البيانات الرسمية لان ما يقوم بين الدول علاقات سياسية بالعادة لا علاقة له بمدلولات المفردات في النظام الاجتماعي.
وعليه يمكن القول استباقا بان استخدام رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت لعبارة دخيلة علي الهاشميين في وصف كريمة الرئيس العراقي السابق لم يأت صدفة بل بكل القصدية الممكنة من وراء هذه الكلمة الموجهة حصريا للشعب العراقي وليس لحكومته اولا وللشعب الاردني وللعشائر السنية العراقية ثانيا.
وفي المدلول القبلي للمفردة لا يسلّم الاردني الدخيل الذي يلجأ اليه ويطلب حمأيته فتلك مسألة في صلب التفكير الوجداني الجمعي للاردنيين، وفي المدلول نفسه لا يتورط كل من يفهم بالعشيرة والقبيلة بطلب تسليم شخص دخيل وحظي بالحماية والعبارة الاردنية قالت بوضوح بان ابنة صدام حسين دخيلة علي الهاشميين بشكل محدد وليس علي أي طرف اخر داخل الاردن.
وفي اعراف الكلام فالموقف واضح والرسالة مقصودة والاردن يقول ضمنيا باسم الهاشميين انه لن يسلم رغد صدام حسين ولن يطردها لا مناجل مستشار الامن القومي موفق الربيعي ولا من اجل الحكومة العراقية ولا من اجل حتي الامريكيين فالدخالة هنا باتجاه الهاشميين وليس باتجاه الحكومة الاردنية وبالتالي فأي قرار بالتسليم او بالترحيل او حتي بالطرد لم يعد يدخل في نطاق صلاحيات الحكومة في عمان، فرغد صدام حسين اصبحت بالموجب ملف له علاقة بالعائلة المالكة وليس بغيرها.
وبطبيعة الحال فمفردة دخيلة تستثير همم وعواطف كل افراد الشعب الاردني المتعاطف اصلا وقبلا مع رغد ومع والدها صدام حيث لا يوجد في الاردن علي الاطلاق اعداء وخصوم لعائلة صدام حسين الا في بعض البؤر الصحافية المتشنجة التي تحاول تبرير الاحتلال عبر اتهام صدام حسين وفتح ملفات الماضي.
.. اذا رغد صدام حسين وبموجب ما يفهم من بيان البخيت العلني لا تحظي بحماية عادية بل بحماية الدخيلة وحماية الهاشميين ومن هنا وفي السياق نفسه يفهم بان احدا في عمان وبصرف النظر عن أي مبرر لا يملك بعد استخدام عبارة دخيلة علي الهاشميين الحق في مناقشة أي افكار لها علاقة بتسليم رغد او بترحيلها قسراً دون ان يعني ذلك بان الدخيلة رغد صدام حسين مجبرة علي البقاء في الاردن، فالدخيل في العرف العشائري يستطيع المغادرة متي شاء واطمأن وبقرار فردي وهو ما حصل عندما لجأ حسين كامل للملك الحسين بن طلال ثم غادر عمان بقرار فردي متجاهلا قبل مقتله نصيحة مباشرة من الملك الراحل بان لا يتحرك ويعود الي بلاده.
والهدف السياسي الاعلامي من استخدام عبارات حازمة وحاسمة في البيان الرسمي الاردني تعليقا علي ما صرح به موفق الربيعي في بغداد له بالنتيجة وظيفة سياسية فعمان ضمنيا تقول للعراقيين الرسميين بان لا يلعبوا ورقة طرد او تسليم رغد صدام حسين لان ذلك لن يحصل بكل الاحوال ومهما كلف الامر، وعمان تقول ضمنيا لمن تبقي من عائلة رغد ولكل العشائر السنية التي تقيم معها علاقات ايجابية بان خيارات تسليم رغد للربيعي او لغيره غير مطروحة وكذلك خيارات مطالبتها بالتحرك والرحيل والانتقال من عمان.
وكان الربيعي قد فاجأ الاردنيين باعلانه عن قائمة تضم 40 اسما لارهابيين مطلوبين بعضهم في دول الجوار ذاكرا اسم رغد التي تقيم في عمان بحماية الملك شخصيا منذ نحو عامين، ومن المرجح ان التأكيدات التي وردت في البيان الرسمي الاردني امس الاول تسعي لخلق سقف مكشوف امام أي مطالب مستقبلية تحت عنوان رغد صدام حسين.
وكان المسؤولون العراقيون قد درجوا علي مطالبة الاردن بتسليم ارهابيين من الحكم العراقي السابق قالوا انهم يقيمون في عمان لكن الحكومة الاردنية طلبت عشرات المرات من حكومة العراق تحديد اسماء وهويات هؤلاء الارهابيين المفترضين فيما تعتقد اوساط عمان السياسية والرسمية ان الاشارة لرغد ضمن قائمة مطلوبين لحكومة المالكي تأتي في اطار الانتقام الشخصي وتصفية الحسابات الطائفية. وبنفس الوقت ترك البيان الرسمي الاردني الباب مفتوحا امام أي نقاشات قانونية مستقبلا لها علاقة برغد ونشاطاتها سواء في العراق في الماضي او في الاردن حاليا حيث اشار البيان الي ان رغد ملتزمة خلال وجودها في الساحة الاردنية بعدم القيام بأي نشاطات اعلامية او سياسية.
وفي السياق نفسه ابلغت رغد بعد سماعها تعليقات الربيعي والبيان الرسمي الاردني علي مدار يومين اصدقاء مقربين منها بانها متمسكة بضيافة ملك الاردن الكريمة لها وبأنها لا تفكر بمغادرة الاردن مشيرة في اتصالات استشارية محدودة اجرتها الي انها مطمئنة ولاتشعر بالقلق لان المطالبة بمحاكمتها او تسليمها دليل افلاس لدي الذين يطالبون بذلك ولانها تحظي بضيافة اردنية وحماية كريمة ومشكورة. وافادت رغد في الاتصالات نفسها بأنها لم تمارس طوال اقامتها في ضيافة الاردن أي نشاط من أي نوع لا علي الصعيد السياسي ولا علي الصعيد الاعلامي مؤكدة انها ضد احتلال بلدها وتقوم باتصالات قانونية فقط لتأمين الافراج عن والدها الاسير ومشيرة الي انها لم تكن جزأ من عملية القرار في بلادها قبل الاحتلال مما يعني عدم وجود ما يمكن ان تتهم به او تحاكم عليه.
وبرأي المقربين من رغد فان ذكر اسمها في المؤتمر الصحافي الذي عقده موفق الربيعي يأتي في سياق سعي حكومة الاحتلال العراقية الي مد اذرعها الي دول الجوار بعد التحكم بمصائر العراقيين واشاعة الفوضي بينهم.
وفي تعليق له علي المطالبة بتسليم رغد قال المحامي البارز زياد الخصاونة الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن صدام حسين ان هذه المطالبة مضحكة جدا مؤكدا بانه قرأ البيان الرسمي الاردني وخلص باستنتاج محوره ان احدا لا يستطيع الاقتراب من ضيوف عميد الاسرة الهاشمية الملك عبد الله الثاني مؤكدا ردا علي استفسارات القدس العربي بان رغد بين اهلها في الاردن وبأنها تحظي بالحماية وستبقي مادامت تريد البقاء بيننا.
واعتبر الخصاونة أيضا ان حديث الربيعي عن الانتربول مضحك لان من يتدخل الانتربول للقبض عليهم او ملاحقتهم ينبغي ان يكونوا مدانين اصلا وصدرت بحقهم احكام قضائية علي افعال محددة مرتكبة من قبل محاكم شرعية واصولية في قضاء مستقل.
ورأي الخصاونة ان الاشتراطات سابقة الذكر غير متوفرة الان في محاكم العراق في ظل الاحتلال وبالتالي فكلام الربيعي غريب ومضحك لان الحديث عن الانتربول لا يتم عبر شاشات التلفزة ولان هناك فرقاً تعترف به كل الشرائع الوضعية بين المقاومة والعمل الارهابي، ووصف الخصاونة ما صدر عن الربيعي بانه افلاس سياسي ناتج عن المأزق القانوني والشرعي الذي يواجهه المحتل في العراق، كما ان هذا الكلام سياسي ولا علاقة له بالاصول القانونية مؤكدا بحكم قربه من عائلة الرئيس العراقي بان ما تقوم به رغد هو فقط متابعة الاعمال القانونية الخاصة بالدفاع عن والدها وذلك حق من حقوق الانسان لا نقاش فيه ولا يدينها بأي مخالفة او جرم.