نواب وسياسيون لبنانيون: موقف قوى 14 آذار لم يتغير ولحود رئيس بلا شرعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة: 2006.07.07
في استطلاع أجرته "السياسة" حول عدم دعوة لحود إلى القمة الفرنكوفونية
بيروت : صبحي الدبيسي - السياسة
لا تزال مسألة تجاهل رئيس الجمهورية اميل لحود وعدم دعوته لحضور القمة الفرنكوفونية المزمع عقدها في رومانيا في سبتمبر المقبل والتي استعيض عنها بتوجيه الدعوة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة, محور تجاذب ونقطة اختلاف كبيرة بين القيادات اللبنانية. ولقد اختلط حابل المدافعين عن لحود وموقع الرئاسة بنابل الفريق المناوئ لرئيس الجمهورية الذي يعتبر التمديد له مخالفا للدستور ويتعارض مع قرار مجلس الامن 1559. ولولا تدخل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير في اللحظة الحاسمة لحسم هذه المسالة, لكانت توسعت نقطة الاختلافات في وجهات النظر الى حد التازم السياسي بين الفريق الواحد وتحديدا ما جرى في صفوف فريق 14 اذار وبين باقي القوى السياسية التي لم ترَ في عدم توجيه الدعوة للحود اية اساءة لموقع الرئاسة, لاسيما وان رئيس الجمهورية لم يترك مناسبة الا وشن من خلالها هجوما على الرئيس الفرنسي جاك شيراك المعني المباشر بالقمة الفرنكوفونية والموجه لها, وبالتالي لا يمكنه توجيه الدعوة لمن يناصبه العداء من رؤساء الدول ولو كان هذا الرئيس هو رئيس جمهورية دولة صديقة مثل لبنان لفرنسا افضال كثيرة عليه ليس في هذه الفترة فحسب بل عبر حقب كثيرة في تاريخه الحديث, حيث لا يستطيع احد التنكر للخصوصية القائمة بين لبنان وفرنسا منذ ما قبل قيام دولة لبنان الكبيرة وهناك محطات بارزة في تاريخ التعاون الفرنسي اللبناني وتبني فرنسا مهمة الدفاع عن لبنان والوقوف الى جانبه في كل المحطات والازمات التي تعرض لها.
واذا كان ثمة خلاف شخصي بين بين الرئيسين اميل لحود والرئيس الفرنسي جاك شيراك على خلفية تحالف الاول مع راس النظام السوري الذي تعتبره فرنسا مسؤولا عن كل ما حصل في لبنان منذ التمديد له وما رافق هذا التمديد من اعتداءات على السيادة اللبنانية وتصفية عدد من الرموز المعترضة على التمديد وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني والشهداء الاحياء منهم مروان حمادة والياس المر ومي شدياق. وبالتالي لا يمكن لفرنسا والحال هذه الموافقة على توجيه الدعوة للرئيس لحود لحضور القمة, لكنها استعاضت عنه بتوجيه الدعوة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة لكي لا يستثنى لبنان من حضور هذه القمة.
لكن البارز في هذا الموضوع هو ما وصل اليه فريق الرابع عشر من اذار الذي رفع شعار اقامة وتنحية رئيس الجمهورية وتحميله مسؤولية كل ما جرى على الساحة اللبنانية منذ التمديد لولايته حتى اليوم, اذ ان عددا من قياديي الرابع عشر من اذار وفي مقدمهم الرئيس امين الجميل والنائب بطرس حرب ونائب رئيس اللجنة التنفيذية في "القوات اللبنانية" جورج عدوان الذين لم يكتفوا بالانتقاد واللوم لعدم توجيه الدعوة لرئيس الجمهورية, لكنهم انبروا في الدفاع عن موقع الرئاسة واعتبار كرامتها منقوصة بعد امتناع رومانيا من توجيه الدعوة للرئاسة.
في حين اعتبر حلفاؤهم من نفس الفريق ان دفوع زملائهم عن رئاسة الجمهورية تنطلق من خلفية طائفية بعد ان استعيض عن توجيه الدعوة لرئيس الجمهورية الماروني بدعوة رئيس الحكومة السني ولهذا وجب عليهم تسجيل المواقف كي لا يتهموا من قبل الفريق الاخر المؤيد للحود بالتفريط من كرامة رئاسة الجمهورية الذي يعتبر بنظر البعض خيانة عظمى.
وقد ذهبت الامور الى المنحى التصعيدي لولا التدخل الشخصي من قياديي 14 اذار وفي مقدمهم النائب وليد جنبلاط والشيخ سعد الحريري والدكتور سمير جعجع لاعادة فرملة المواقف واصدار بيان موحد باسم قوى 14 اذار ولقد كان لكلام البطريرك صفير في هذا الاطار تاثير ايجابي ساهم بتخفيف حدة الاحتقان فاتى متناسقا بين البيان المذكور والا لكانت الامور ذهبت الى المنحى الاخر الذي كانت تنتظره المعارضة على احر من الجمر, لان المراهنات على تصدع 14 اذار لا تزال هي الاقدر على قلب الطاولة, ولذلك تسعى المعارضة الى توظيف كل نقاط التباين بين فريق 14 اذار لصالحها.. لكن موقف البطريرك والتئام هذه القوى في منزل الشيخ سعد الحريري عشية انعقاد الجولة التاسعة من مؤتمر الحوار الوطني اعاد تصويب البوصلة وتم الاتفاق على عدم التفرد في اعلان المواقف الا من بعد اطلاع قوى الصف الاول من فريق الاكثرية ليبنى على الشيء مقتضاه..
ما هي حقيقة المواقف وهل صحيح ان عدم توجيه الدعوة للرئيس لحود لحضور القمة الفرنكوفونية كاد ان يؤدي الى تصدع فريق 14 اذار?
"السياسة" سالت بعض اركان قوى الرابع عشر من اذار واستخلصت منهم المواقف التالية:
* النائب بطرس حرب:
موقفي من الرئيس لحود لم يتغير قيد انملة ولم اتوقف عن اعلان عدم دستورية التمديد له وعن وجوب تركه السلطة تنحيا ام تقصيرا للولاية, الا انني اسوة بالاكثرية النيابية قبلت مرغما مع واقعه ووجوده المفروض لكي تبقى الدولة ومؤسساتها قائمة بانتظار التغيير وقد يكون حضور وزراء الاكثرية لجلسات مجلس الوزراء برئاسته اكبر دليل على ذلك. كما انني ارفض الطريقة التي اعتمدها الرئيس لحود في تعاطيه مع فرنسا ورئيسها وهي الدولة التي وقفت الى جانب لبنان في كل مآسيه.
ان موقفي الرافض لدعوة رئيس مجلس الوزراء اللبناني عوض رئيس الجمهورية اللبنانية الى مؤتمر قمة رؤساء الدول الفرنكوفونية نابع من التزامي مبادئ ثورة الاستقلال المتمسكة باستعادة قرارنا الوطني وبرفض مصادرته من قبل سورية او اي دولة او هيئة دولية اخرى, فالدعوة يجب ان توجه الى لبنان واعتبر ان لبنان بمؤسساته الدستورية هو من يقرر مستوى تمثيله ولا تقرر عنه دولة رومانيا الصديقة او الامانة العامة للدول الفرنكوفونية.
ان قبولنا بمبدأ ان يقرر الاخرون عنا يشكل سابقة خطيرة تمتد مفاعيلها الى المستقبل وقد تطال اي موقع دستوري في لبنان, ويكفي للتدليل على ذلك لو حصل امر شبيه مع رئيس الوزراء اللبناني في معرض اجتماع عربي على مستوى رؤساء الحكومات العربية يعقد في دمشق مثلا ولا يدعى رئيس حكومة لبنان, او مع رئيس مجلس النواب في اجتماع لرؤساء البرلمانات العربية يعقد في ليبيا مثلا ولا يدعى اليه رئيس مجلس النواب اللبناني, فالقضية ليست استسلاما للامر الواقع او سكوتا عن حالة الرئيس لحود او منحه شرعية ما كما لا تشكل انتصارا لسورية ولا تنطلق من اعتبارات طائفية لحفظ حقوق المسيحيين.
القضية مبدئية تهدف الى تفادي تسجيل سابقة بالرضوخ لما يقرره الاخرون عنا ولنا حتى ولو صدر هذا القرار عمن يريد لنا كل الخير وعمن يدعم مواقفنا ويعتبر ان قراره هو لمؤازرتنا والقضية الحقيقية ان تحترم المبادئ التي قامت عليها انتفاضة الاستقلال حتى لو كان احترامها يتعارض مع مصالحنا.
* الرئيس امين الجميل دعا الى معالجة هادئة لما يتصل بموضوع دعوة رئيس الجمهورية الى مؤتمر الفرنكوفونية في رومانيا, بانتظار ما ستكون عليه الدعوة الرسمية الى حضور القمة "مع تمسكي المطلق بالاصول الدستورية التي ترعى عمل المؤسسات وعدم خلق اعراف جديدة..".
* النائب انطوان زهرا قال:
لا اعتقد ان ما ادلى به النائب جورج عدوان يشكل دفاعا عن رئيس الجمهورية, ونحن الى اليوم ما زلنا نقاطع جلسات مجلس الوزراء التي تنعقد برئاسته, وبرايي ان الزميل عدوان انتقد بالشكل والمضمون توجيه الدعوة لرئيس الحكومة التي كان مفترضا ان تمر عبر المؤسسات الدستورية, اما موقف "القوات اللبنانية" فهو يتمثل بالبيان الذي صدر عن قوى الرابع عشر من اذار, ونحن لا نحيد مطلقا عن هذا الموضوع. وما زلنا نعتبر رئيس الجمهورية الممدد له قسريا لا يمثل راس السلطة في لبنان ولا بد من تنحيته وانتخاب رئيس جديد يحافظ على الدستور ويعيد الى موقع الرئاسة هيبته واحترامه بين كافة الدول التي تعتمد النظام الديمقراطي اساسا لها..
* النائب وليد عيدو لفت الى "اننا كقوى 14 اذار تجاوزنا هذا القطوع الذي استجد بعد توجيه الدعوة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لحضور مؤتمر القمة الفرنكوفونية واننا لم نفاجا بعدم توجيهها الى الرئيس لحود الذي يعتبر بنظر كل غالبية رؤساء دول العالم وفي مقدمهم رؤساء دول المجموعة الاوروبية غير شرعي, بعد ان جرى التمديد له خلافا للدستور ولكل الاعراف والجميع يعلم الطريقة التي مددت ولايته بموجها والتدخل السوري السافر وما جرى على البلاد هذا التمديد من ويلات ومصائب بدءا من محاولات اغتيال الوزير مروان حمادة واغتيال كبير الشهداء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والشهداء سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ومحاولة اغتيال الوزير الياس المر والاعلامية مي شدياق. فهل كانت لتحصل كل هذه الجرائم لولا هذا التمديد المشؤوم.
ان البيان الذي صدر عن قوى الرابع عشر من اذار حول القمة الفرنكوفونية اتى للجم التصريحات والمواقف التي صدرت من هنا ومن هناك. ذلك بعد التوافق مع جميع رؤساء الكتل النيابية التي تتكون منها الاكثرية الشيخ سعد الحريري والنائب جنبلاط والدكتور جعجع وغيرهم.. من المعروف ان قوى 14 اذار لها حرية ابداء الراي والاختلاف في وجهات النظر ولكن عندما تكون الامور مصيرية وتتعلق بموضوع السيادة اللبنانية فلا بد من اتخاذ موقف جماعي منها. وانا بهذه المناسبة احيي الدور الحكيم الذي اتخذه البطريرك صفير عندما حسم الجدل القائم حول هذا الموضوع باعلانه ان فرنسا دولة صديقة ولا يجوز ان نتنكر لمن وقف الى جانب لبنان في كل الازمات التي عصفت به وتعرض لها خدمة لاغراض لا تمت الى المصلحة الوطنية بصلة وانا اعني ما اغني بهذا الكلام.
* النائب السابق فارس سعيد اعتبر ان عدم توجيه الدعوة للرئيس لحود لحضور مؤتمر الفرنكوفونية اتى بناء على عدم اعتراف المجموعة الاوروبية بالتمديد للرئيس لحود الذي اعتبر في حينه خرقا للدستور ومخالفا لنص القرار الدولي 1559 الذي رفض التدخل السوري في الشان اللبناني. ما اثير حول هذا الموضوع اعتقد بانه قد خرج عن نطاقه الاساسي لان المسالة لا تحتمل كل هذا الجدل. اما وقد توضحت المواقف واصدرت قوى 14 اذار بيانا توضيحيا فاعتقد ان الامور عادت الى نصابها الاساسي لا سيما بعد ان حسم البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الجدل الذي ترافق ومضمون هذه الدعوة. واعتقد ان ما تتعرض له بكركي اليوم من هجوم مبطن عليها او على احد المطارنة المشهود لهم بالوطنية يخفي النوايا السيئة التي يضمرها هؤلاء لكل الوطنيين الذين التقوا في ساحة الحرية ونادوا بالسيادة والحرية والاستقلال.
* النائب اكرم شهيب اكد ان موضوع الدعوة لحضور مؤتمر القمة الفرنكوفونية حسم بعد ان تبلغ الرئيس فؤاد السنيورة رسميا هذه الدعوة, اما عدم توجيه الدعوة للرئيس لحود فالرئيس لحود وحده يعرف الاسباب ولا لزوم لشرحها والحديث عنه. وفي ما يخص قوى 14 اذار صحيح لقد صدرت بعض المواقف المطالبة بالحفاظ على مقام الرئاسة منهم من كانت وجهة نظره تقول بتوجيه الدعوة الى لبنان ولبنان يقرر من يمثله في هذه القمة, والبعض الاخر تمنى على الرئيس السنيورة عدم قبول الدعوة والذهاب الى رومانيا تجنبا لازمة سياسية قد تنشا من خلالها, وهناك من يرى في امتناع لبنان عن الحضور وفي مجمل الحالات المسالة جرت معالجتها واصبحت بحكم المنتهية وكل افرقاء 14 اذار متفاهمون على ما يصون وحدتهم ويكفل تضامنهم, لان معركتهم لن تنتهي الا باستقالة الرئيس لحود وانتخاب رئيس جديد يكون الحاكم الفعلي للبنان يصون استقلاله ويحافظ على وحدة ابنائه.