جريدة الجرائد

نواب عراقيون يثيرون نزيف الهجرة الي الخارج

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السبت: 2006.07.08

عمّان ودمشق والقاهرة تغصّ بمئات العوائل العراقية الهاربة

بغداد - سمير علو. عمان - رند الهاشمي

انتقد نواب من قائمتي الائتلاف الموحد والعراقية الوطنية ما وصفوه بـ(تقاعس حكومي لافت تجاه ملايين العراقيين الذين بدأ نزيف هجرتهم من العراق الي دول الجوار خلال العامين الماضيين، بسبب تردي الأمن واستشراء ظاهرة القتل علي الهوية، وتفاقم عمليات الخطف والاغتيال)، مضيفين (يبدو أن مصير العوائل العراقية التي هربت من جحيم العنف بعد 2003، لن يكون بأحسن حالأ من الملايين التي هاجرت أو تم تهجيرها بسبب قمع النظام السابق)، وأشاروا الي أن (معظم العراقيين يعانون أوضاعاً اقتصادية ونفسية قاسية في عدد من الدول المجاورة وغير المجاورة بسبب صعوبة تأمين إقامات لهم والحصول علي فرص عمل، ويوماً بعد آخر تضيق المساحات الشرعية التي يمكن أن يتحركوا فيها سواء ما يتعلق منها بالإقامة أم العمل، الأمر الذي يعيد الي الأذهان المآسي السابقة التي نجمت عن اضطرار عشرات العوائل العراقية اللاجئة في إيران وعواصم أخري، الي ركوب البحر للوصول الي استراليا وعواصم أوروبية فغرق من غرق منهم في البحار قبل أن يحصل علي اللجوء). من جهته، قال رئيس وكالة مساعدات كبيرة تدعمها الأمم المتحدة إن نزوح العراقيين الذي بدأ مع بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق (يشتد مع تزايد أعمال القتل الطائفي)، وأشار رفيق تشانن رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق التي تعمل مع الأمم المتحدة في برامج للمساعدات الانسانية، الي أن (العراقيين يتوجهون أساساً الي الاردن وسوريا ومصر)، مضيفاً (هناك تدفق بطيء ومستمر، بدأ منذ عام 2003 ولم يتوقف، لكنه يتزايد)، من دون أن يعطي أرقاماً تشير الي عدد الذين يغادرون العراق، مكتفياً بالإشارة الي أن التزايد في أعمال القتل الطائفي رفع عدد المهجرين الذين غادروا أحياءهم حديثاً بحثاً عن ملاذات أكثر أمناً الي أكثر من 150 ألفاً منذ تفجيرات سامراء في شباط الماضي. وناشدت المنظمة الدولية للهجرة ومقرها جنيف المانحين مؤخراً توفير 20 مليون دولار كمعونة عاجلة لمساعدة المشردين في توفير فرص عمل لهم في أماكنهم الجديدة، لكن كثيراً من المانحين يتلكأون الي الآن في تقديم التمويل الجديد لبرنامج المهجرين الذي تديره المنظمة برغم الاحتياجات المتزايدة، وتم تدبير أكثر من 29 مليون دولار في عام 2005.
وقال تشانن إن (النزوح لم يصل الي مرحلة الأزمة الي الحد الذي يدعو المنظمة الدولية لأن تبدأ في القول بأنه يتعين أن نفعل شيئا الآن، نظراً لأنه يحدث بشكل تدريجي لا يسترعي الانتباه، وهذه هي المعضلة الكبيرة)، وتابع أن (المزيد من العراقيين سيغادرون البلاد من دون مساعدات إضافية لمساعدتهم في إعادة توطين المهجرين حديثاً).
وأظهرت النتائج الأولية لمسح للنوايا، أشرفت عليه المنظمة الدولية للهجرة في أنحاء العراق أن المهجرين في داخل العراق يريدون أن يدمجوا بشكل دائم في مناطقهم الجديدة.
وقال تشانن إن القليل من الارقام متوفر بشأن الموجة الأحدث من العراقيين وغالبيتهم من الطبقة الوسطي الذين يغادرون ومعهم معظم مدخراتهم مما يجعل تقويم حجم الازمة الفعلي أكثر صعوبة، وأضاف (لا تتوفر لدينا أرقام دقيقة، لكننا نري في الاردن وسوريا، والآن في مصر ودول مجاورة، ايضاً، حيث تستمر أرقام العراقيين في التزايد من جديد ببطء وبشكل متواصل)، لافتاً الي أن (هذه الموجة الثانية من اللاجئين تواجه وضعا صعبا حيث لا يتمكن سوي القليل من العثور علي وظائف أو شقق، وهؤلاء الذين أرسلوا عائلاتهم للخارج مع بدء الغزو واستمروا يعملون في العراق يجدون أنه من الاسهل عليهم عمل قاعدة)، موضحاً (يوجد أناس وصلوا الي عمان للتو وسيواجهون مشكلات عندما تنفد مدخراتهم).
وتضغط المنظمة الدولية للهجرة علي المانحين لتحسين خطط الطوارئ لمواجهة أي نزوح كبير في حالة وقوع أعمال عنف أوسع نطاقا تتضمن تقديم مساعدات للدول التي تضيف عراقيين، لكن الاستــــــقرار وحده هو الذي يمكنه قلب مسار نزوح ما بعد الحرب الذي أضاف مئات الالاف من العراقيـــــين في المنــفي اضــافة الي ما يقدر بنحو 4 ملايين عراقي يعيشون في الخارج بالفعل.
وقال تشانن (إذا لم تكن هناك مشكلات أمنية، فإنه من الممكن توقع أن يعكس الاتجاه مساره، لكن لا توجد نهاية للعنف في الأفق).

رويترز

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف