صلاح بدر الدين : بشائر الخلاص من ديكتاتورية النظام السوري وشيكة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الإثنين: 2006.07.17
المعارض السوري الكردي انتقد متاجرةالسلطة بالقضية الفلسطينية من أجل البقاء
رضوان علي وبسام مصطفى - السياسة
أكد الكاتب والسياسي السوري الكردي البارز صلاح بدر الدين ان من حق المعارضة السورية أن تؤسس مؤسساتها المدنية لاسقاط نظامها الديكتاتوري الراهن, مشيرا الى ان الداخل السوري لا يستطيع اعلان جبهات معارضة جذرية وأن المرحلة الراهنة تتطلب التكامل بين الداخل والخارج.
وأضاف ان نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام يعد عاملاً مهما لتغيير النظام السوري وايجاد البديل الوطني الديمقراطي وان ما يمثله خدام اليوم يعبر عن أوساط واسعة من البعثيين الراغبين في ترك النظام لافتا الى ان نظام الأسد قد تأخر في السقوط بسبب الاتجار بالقضية الفلسطينية ونهجه مبدأ "صوت المعركة هو الأول" وفق مقولة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".
بدر الدين بعد مشاركته المهمة وبالفعالة في "جبهة الخلاص" إلى جانب عبد الحليم خدام وجماعة "الاخوان المسلمين" في سورية أكد في حوار لmacr; "السياسة" ان نظام الأسد استولى على مفاصل الاقتصاد السوري للحفاظ على وجوده وليس لمواجهة اسرائيل مشددا إلى أن أنظمة الاستبداد بدأت تتهادى وبشائر الخلاص في سورية باتت وشيكة وفيما يلي نص الحوار:
\ فيما يتعلق "بجبهة الخلاص" الوطني في سورية, ماذا عن التمثيل الكردي في الجبهة, وماذا عن موقف الاحزاب الكردية في سورية من الجبهة والاشتراك فيها, وخصوصا لانكم تركزون دوما على أهمية الداخل?
/ طبعا "جبهة الخلاص الوطني", هي جبهة تمثل مكونات من المعارضة الوطنية الديمقراطية في سورية, وخصوصا من الذين لهم وجود في الداخل وفي الخارج. طبعا ومن دون شك أن المكونات الاساسية في هذه الجبهة - جبهة الخلاص الوطني في سورية- من البعثيين الخارجين على النظام ومن حركة "الاخوان المسلمين" ومن بعض التيارات القومية والليبرالية وايضا من الطرف الكردي, من الواضح ان المعارضة الوطنية السورية باجنحتها العربية والكردية من حقها ان تؤسس مؤسساتها الوطنية المدنية من أجل تحقيق البديل الديمقراطي واسقاط النظام الديكتاتوري الراهن, وكان المؤتمر الذي عقد في لندن يومي الرابع والخامس من يونيو بمثابة المؤتمر التأسيسي الأول لجبهة الخلاص الوطني علما بانه سبق ذلك لقاء تشاوري في بروكسل في شهر مارس ولكن المؤتمر التأسيسي الاول كان في لندن في التاريخ المذكور.
نعم, لقد شاركت في هذا المؤتمر وهناك ايضا طرحت ضرورة مشاركة الداخل بجميع تلاوينه واطيافه وقومياته وجميع مؤسسات المجتمع المدني العاملة على الساحة السورية, طالبت بذلك والكل متفقون على ذلك. طبعا, الداخل لا يستطيع الان ان يعلن جبهات معارضة جذرية وحاسمة بالشكل الذي تم في لندن ومن الواضح ان القوى الموجودة في الخارج ستقوم بواجباتها وستعبر في ممارساتها وفي تشكيلها للجبهات والمؤسسات والانظمة عن ما يريده الداخل. المسألة هنا واضحة, وهي تتركز على :
التحضير من اجل بناء معارضة منظمة وتوحيد صفوف المعارضة الوطنية الديمقراطية بكل تياراتها ومكوناتها - ووضع اللوائح التنظيمية والمالية والعلاقات السياسية وغيرها - ووضع برنامج وكذلك صياغة دستور جديد لسورية هذا كله من اهداف المعارضة الوطنية في الداخل والخارج.
قد يكون الخارج في بعض المراحل يعبر عما يفكر به الداخل, قد يكون الداخل ليس على استعداد ان يشارك علنا فيما يحصل في الخارج ولذلك اعتقد بان المرحلة تتطلب ان يحصل التكامل بين الداخل والخارج, ان يقوم الخارج بما يعجز عنه الداخل والامور ستمضي بهذا الشكل وكمثال على ذلك, الشعارات والمبادىء التي طرحت في المؤتمر التأسيسي وايضا احتواه البرنامج السياسي للتغيير وكذلك البيانات السياسية كل ذلك يعبر عن ما ينادي به الشعب السوري بجميع فئاته وقومياته ويتطابق مع مواقف المعارضة الجذرية في داخل سورية لذلك اعتقد ان الوقت ليس مناسبا الان من اجل ان نعلن عن اسماء من هم في الداخل الذين يؤيدون ما حصل في لندن وما هو مطروح في جبهة الخلاص الوطني, ولكن اعتقد بان جميع اطياف المعارضة الوطنية في الداخل ليسوا على تضاد مع ما جرى في المؤتمر التأسيس في لندن بل على العكس استطيع القول بان الاغلبية الساحقة تؤيد قرارات وتوصيات وبرنامج وبيانات جبهة الخلاص الوطني. لذلك ما قمت به لا يتعارض مع مبادئي الوطنية والقومية وموقفي السياسي في ايلاء الاهمية القصوى لدور ووجود ورأي الداخل, وكما قلت فان معظم المعارضات في العالم تبدأ من الخارج عندما يكون هناك نظام استبدادي ولا يسمح بان تجري الامور بشكل طبيعي وان يعبر الشعب عن رأيه بحرية مثل المظاهرات والاعتصامات والاضرابات وتوزيع البيانات, كل ذلك غير مسموح به في سورية الآن في ظل النظام الاستبدادي الراهن, لذلك فان ما حصل في المؤتمر التأسيسي هو انتصار لشعبنا السوري بجميع فئاته وقومياته في داخل سورية. وهذا امر مسلم به وقد ظهر بعد اذاعة بيانات المؤتمر التأسيسي وبعد المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب انتهاء المؤتمر, رأينا كيف ان النظام في سورية بدأ يحسب الحسابات لما حصل وبدأ بشن حملات اعتقالات وايضا حاول ان يقوم ببعض المساومات حول بعض القضايا الخاصة من أجل أن يمرر تكتيكه وان يحافظ على نفسه كما حصل مع السيدة نجاح العطار حيث نفذت أوامر الجهات العليا في الاجتماع ببعض متزعمي تنظيمات كردية لاظهار ان النظام بصدد معالجة مسألة المحرومين من الجنسيات (وليس حل المسألة القومية الكردية طبعا) كما حصل مرات ومرات من جانب المسؤولين عندما تقتضي الحاجة التكتيكية اذا قوة المعارضة في الخارج هي قوة للمعارضة في داخل سورية.
\ كان من ابرز المشاركين في المؤتمر التأسيسي واجتماعات جبهة الخلاص الوطني في سورية نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام, وقد سمعنا وقرأنا الكثير من الانتقادات بخصوص علاقتك معه ولقائك به, فماذا تقول بهذا الصدد?
/ التقيت مع خدام النائب بعد ان خرج من وعلى النظام وبعد ان اعلن موقفه الواضح من: ضرورة التغيير الديمقراطي في سورية واعتباره ان هناك نظاما استبداديا يحكم البلاد والعباد وان هذا النظام يتكون من حفنة عائلية محدودة وبعض الضباط الكبار في الجيش والامن وهو يعتبر ان النظام الراهن نظام ديكتاتوري يقوم باضطهاد الشعب السوري ويكم الافواه ويكبت الحريات ولذلك بعد ان توصل السيد خدام الى هذه القناعات فرأيت من المناسب ان ترحب به المعارضة الوطنية السورية في الداخل والخارج - التي تنشد التغيير حقاً وحقيقة - لان ذلك سيكون عاملا مساعدا من اجل الاسراع بتغيير النظام وايجاد البديل الوطني الديمقراطي. ان ما يمثله السيد خدام, وهوكان لعقود في موقعه كقائد حزبي وسياسي وديبلوماسي في سورية يعبر عن اوساط واسعة من اعضاء حزب البعث في سورية وهو سيقوم بدور مهم في اقناع الكثير من البعثيين من اجل ان يتركوا هذا النظام وينقلبوا عليه وهو خارج من تيار واسع في سورية يجب ان نعترف بذلك, وهو قد صرح واعطى الكثير من البيانات واوضح مواقفه لذلك اعتقد بان جميع المعنيين من المعارضة الوطنية الديمقراطية وكل من يعز عليه مستقبل سورية ويؤمن بالتغيير.
اعتقد من الواجب ومن الضروري ومن الفائدة ان ينسج علاقات نضالية جديدة وعلى اسس جديدة مع السيد عبد الحليم خدام ومع كل من ينقلب على هذا النظام ... اذا كان هناك فعلا جدية من اجل التغيير علينا ان لا نترك اي احد من الذين ينقلبون على النظام حتى لوكان موظفا بسيطا فكيف الحال بالنسبة لشخص مثل عبد الحليم خدام الذي لعب دورا كبيرا في الحياة السياسية في البلاد منذ ما يقارب اربعة عقود ولذلك اعتقد بان ما حصل هو شيء طبيعي وعبد الحليم خدام ومنذ ان التقيت به وتعرفت عليه لمست منه مبادرات عديدة وانفتاح وتقبل الرأي الآخر ان كان حيال الوضع العام في سورية ومستقبل سورية او بالنسبة للقضايا السياسية والاجتماعية والثقافية او بالنسبة لقضايا الدستور والقوانين او بالنسبة من موقفه من القضية القومية الكردية فقد جرت تحولات كبيرة في موقف خدام حتى بالنسبة للقضية الكردية في سورية ولذلك نعم التقيت به وسالتقي به واننا نعمل الان سوية في جبهة واحدة وفي مؤسسة واحدة وفي امانة عامة واحدة.
\بخصوص النظام السوري الحالي, ورد في البيان الختامي للجبهة ان " النظام آيل للسقوط لا محالة ", فهل النظام برأيكم استنفد وجوده تاريخيا ويتجه نحو الزوال والانقراض, أم أن ذلك يعتمد على التوازنات الدولية والمصالح بشكل خاص?
/نعم اعتقد ان مواصفات هكذا نظام تؤكد ان مثل هذه الانظمة قد سقطت منذ أمد بعيد وقد تأخر سقوط النظام السوري لاسباب كثيرة السبب الاول هو الاتجار بقضية فلسطين والقضايا القومية وتحرير الجولان و" لا صوت يعلوفوق صوت المعركة " والسبب الاخر ان النظام السوري مثل غيره من الانظمة الشمولية وانظمة الحزب الواحد اعتمد منذ البداية على موضوع الجيش والأمن وقد نجح في بناء جيش موال على الاقل من قبل الضباط الكبار كما اسس منظمات امنية متعددة هناك اكثر من 7 منظمات امنية علنية في سورية!
هذه المنظومات الامنية هي تتبع للنظام ومصالحها مرتبطة بمصير هذا النظام وتصرف عليها حصة - الأسد - من الموازنة . ايضا استولى هذا النظام على مفاصل الوضع الاقتصادي ومنافذ النشاط التجاري في دمشق وحلب والمدن الكبرى وعلى مرتكزات التجارة الخارجية عبر الأقارب والمقربين لذلك فان النظام قد عمل منذ بدايته من اجل ان يبني مؤسسات وهياكل للحفاظ على ذاته ووجوده وليس لمواجهة كما كان يدعي موضوع اسرائيل او تحرير فلسطين او غير ذلك.
طبعا بتقديري ان سقوط هذا النظام قد تأخر لهذه الاسباب بالاضافة الى ان مثل هذه الانظمة لم تعط اي فسحة لبروز المعارضة الوطنية وأي أمل للاصلاح بل كانت السجون والتشرد والطرد والابادة نصيب المناضلين المعارضين في جميع المراحل التي مر بها النظام السوري والفساد والفتن والانقسام نصيب الوطن والمواطن.
بالتأكيد الان ورغم التأخر الذي حصل الا ان سقوطه لا شك فيه ان عاجلا اواجلا وان هناك الكثير من الاسباب والظروف والشروط المؤاتية لازالة هذا النظام ولايجاد البديل الوطني الديمقراطي. نحن نرى ان انظمة الاستبداد تتهاوى وتتساقط وكان آخرها النظام العراقي, نظام صدام حسين الاستبدادي, النظام التوأم فكرا وسياسة وموقفا لنظام دمشق. وهناك حسب تقديرات جبهة الخلاص الوطني آفاق تبشر بان الخلاص من هذا النظام بات وشيكا.
\ ورد في احدى فقرات المشروع الوطني للتغيير لجبهة الخلاص الوطني في سورية, مادة تتعلق بالوضع الكردي في سورية, فماذا يعني برأيكم " ممارسة الشعب الكردي لحقوقه السياسية والثقافية كبقية مكونات المجتمع السوري ", ومن ناحية اخرى فان كلمة " الشعب الكردي " لم ترد في البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي لجبهة الخلاص الوطني في سورية, بل ورد" المواطنون الاكراد", وموقفكم واضح بان قضية الكرد لا تنحصر في المواطنة, فما هو تعليقكم?
/ كما قلت, لا حاجة ان اوضح موقفي التاريخي المعروف من قضيتي حيث أعتز بأنني أول من تصديت لأصحاب مقولات - الأقلية - والتأكيد على حقيقة وجود شعب كردي يقيم على أرض آبائه وأجداده وبالتالي استحقاقاته الحقوقية القومية والديمقراطية والسياسية في اطار مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ولا حاجة للقول أن مواقفي الستراتيجية تلك قد جلب لي ولرفاقي الأخطار وخلق أمامنا العراقيل والعقبات الى درجة تفرغ أجهزة بكاملها وميزانيات بعينها للانقضاض علينا ومحاربة نهجنا واختراق صفوفنا وتقسيم جسمنا الواحد.
بالنسبة للجبهة, ارتضيت موقفا يوازن مواقف الاطراف العديدة وحصلت تنازلات من هذا الطرف اوذاك من أجل الوصول الى هذا الموقف.
جبهة الخلاص الوطني كما هومبين في وثائقها خصوصا في برنامج التغيير, البرنامج هوالاساس طبعا, الجبهة تعتبر ان هناك شعب كردي في سورية, وهناك قضية قومية ولذلك تطالب بتلبية الحقوق الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعب الكردي في سورية. والتحول الاخر الذي حصل هو قبول الجبهة من اجل ادراج هذا المبدأ في دستور سورية القادم, الجديد وهذا حصل طبعا بناء على طلبنا وهو امر في غاية الاهمية.
من جهة اخرى, هناك بند اخر ينص على اعادة الاملاك المنقولة وغير المنقولة للمسلوب منهم لاسباب قومية وسياسية وهذا امر يتعلق بموضوع الحزام العربي لان مصادرة الاملاك على الصعيد الكردي حصل لاسباب قومية ولم يأت من فراغ بل كان هناك حسب خطة الحزام العربي اضافة الى المطالبة باعادة الجنسية الى اصحابها اذا المسألة هنا كالتالي انفردت الجبهة للمرة الاولى بالنسبة للتشكيلات التي حصلت اخيرا من جانب المعارضة بشكل عام في سورية بتشخيص الوضع الكردي كقضية شعب يجب ان ينص الدستور عليها في المستقبل ايضا ادانة واعادة النظر في مسألة الحزام العربي و الجنسيات.
\ كتبتم في احدى مقالاتكم السابقة مشككين في صدقية ما يطرحه جماعة الاخوان المسلمين بشأن القضية الكردية في سورية. هل تغير موقفهم الان ? وهل لمستم لديهم تفهما وقبولا للموضوع الكردي خلال اجتماعات الجبهة في بروكسل ولندن?
/ في الحقيقة انا لم اشكك اي لم يكن ذلك من باب التشكيك من موقف جماعة الاخوان المسلمين, ولكن كتبت مقالة حول برنامجهم بشأن الوضع الكردي وذكرت في مقالتي بان هذا الموقف جاء متاخرا اولا وثانيا لم يكن حسب المطلوب حيث ان موقف الاخوان المسلمين لم يتعدى النظر الى القضية الكردية على اساس المواطنة وما يترتب على ذلك من حقوق. اما ما اندرج ضمن برنامج جبهة الخلاص الوطني والذي وقع عليه الاخوان المسلمون والتزموا به فاعتقد بان هذا بالنسبة لهم تطور في موقفهم وما جاء في البرنامج المذكور متقدم على موقفهم السابق باشواط. وهذا امر يشكرون عليه وواجب في نفس الوقت وانا من جهتي مسرور جدا في الحقيقة لهذا الموقف من جانبهم رغم وجود أمور كثيرة ومنها أساسية مثار خلاف واختلاف بيننا حيث وكما ذكرت في السابق, انه من عادة الجبهات ان تحصل تنازلات من هنا وهناك.
ولمسنا فيما يخص القضية الكردية ان هناك تطورا في موقف الطرفين الرئيسيين, الاخوان المسلمين وعبد الحليم خدام أيضاً, فقد حصل تطور ايجابي في موقف هذين الطرفين والذي يتجسد الان في برنامج جبهة الخلاص والبنود الثلاثة التي دارت حول الوضع الكردي في سورية, وكما هومعروف تاريخيا ومعلوم لدى كل من واكب القضية الكردية في سورية منذ عهد الاستقلال وحتى الآن أن الطرفين البعثي والاخواني كانا عصيين على الكرد.
الأول في مقدمة من عادى وحارب الحركة الكردية واضطهد الكرد عبر مخططات التعريب والتهجير والحرمان من دون تقديم أي علاج ديمقراطي وطني لحل الموضوع الكردي.
والثاني في مقدمة من تجاهلوا الحقيقة القومية الكردية ولم يطرحوا في أجندتهم أي موقف من أجل حل المشكلة طوال نصف قرن سوى موقفهم الأخير الذي جاء متأخرا وهذا يعني أن الحوار مع الطرفين في الأطر الوطنية وبالاسلوب الديمقراطي والعمل معهما في جبهة الخلاص انني قد بدأت بالأصعب كرديا الذي كان عصيا علينا ولمست التجاوب والتعاطي والقبول تسبق بأشواط مواقف قوى وشخصيات عربية سورية أخرى في صفوف المعارضة والموالاة, أود القول ومن خلال ردود الفعل على مؤتمر جبهة الخلاص أثار أحد المعلقين انتباهي وهوالسيد تركي الربيع والذي يعتبر من غلاة الشوفينيين العرب السوريين حيث كتب في احدى الصحف الخليجية وفي معرض مأخذه على الجبهة قيام أحد الراديكاليين الأكراد (وهو يقصدني بذلك) بالتكلم باللغة الكردية في المؤتمر الصحافي أمام وسائل الاعلام عقب اختتام اعمال المؤتمر وهذه اشارة مدروسة الى أن مسألة الاكراد في سورية مسألة قومية بامتياز .
\ ماذا بشأن الجانب الكردي وترتيب البيت الكردي من الداخل, وهل أن الانقسامات, كما ذكرتم نشوء اربع منظمات جديدة انبثقت عن اجتماع بروكسل, التي تحدث في هذا الوقت العصيب هي لمصلحة الشعب الكردي في سورية وما الحل برأيكم ?
/ أعتقد في هذا الصدد ان هناك امكانية لايجاد حل سليم وقريب لازمة الحركة القومية السياسية الكردية في سورية فقد آن الآوان لان يتفق الجميع على قبول مرجعية سياسية تمثل الحد الادنى من طموحات مختلف الاطراف.
وانا واثق بان ذلك وعلى الصعيد العملي لن يحصل بهذه السرعة في داخل الوطن ولذلك من المفيد جدا ان يتم هذا الامر خارج سورية. وذلك بمشاركة وموافقة ومساهمة ممثلي جميع المنظمات السياسية الكردية في الداخل والخارج بالاضافة الى التشكيلات الجديدة على ساحتنا والتي انبثقت وتوضحت وتبلورت اكثر منذ احداث 12 مارس عام 2004 .
هناك, في الحقيقة, فصائل جديدة من المستقلين والمثقفين ولا ننسى المرأة اذ ان المرأة الكردية تنظم صفوفها الآن, أيضا يجب أن يكون لها دور وصوت في مثل هذه المرجعية وأنا أعتقد ان هناك شروطا كثيرة بدأت تتجمع من أجل انجاح هذه الفكرة وهناك أصدقاء وأشقاء يعملون من أجل انجاحها ولذلك لم يعد هناك اية حجة اوذريعة من جانب اي طرف كان للتهرب من هذه الاستحقاقات القومية الضرورية التي تطرحها المرحلة الراهنة الدقيقة والخطيرة بالحاح خصوصا ونحن امام آفاق تؤكد على حصول التغيير الديمقراطي ويجب على الكرد وعلى حركتهم السياسية التحضير لأن يكون هناك دور وموقع وحقوق للكرد في سورية الجديدة القادمة.