جريدة الجرائد

إنشاء دائرة لـ «منع الرذيلة» يعيد لاذهان الافغان حكم طالبان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجمعة: 2006.07.21



كابول - اف ب

اثارت رغبة الحكومة الافغانية في انشاء دائرة ''لتشجيع الفضيلة ومنع الرذيلة'' مشابهة لتلك التي ظهرت في ظل نظام طالبان، قلق المدافعين عن حقوق الانسان والعديد من المحللين. وقالت النائبة والمحللة السياسية الافغانية شكرية باريكزاي القلقة للغموض المحيط بطبيعة هذه ''الدائرة''، ''ما الحاجة لاعادة احياء امر لا يزال يشكل ذكرى سيئة للافغان؟''.
وانشاء ''دائرة تشجيع الفضيلة ومنع الرذيلة'' التي تحمل الاسم نفسه لقسم مكافحة الرذيلة لدى نظام طالبان، كانت وافقت عليه الحكومة في حزيران ولا يزال يتطلب موافقة البرلمان الذي سيجتمع في نهاية تموز.
وفي مواجهة مخاوف من ''عودة نزعة طالبان'' الى افغانستان حرصت السلطات على التفسير ان هذه الدائرة الجديدة لا علاقة لها بحركة طالبان.
وقال كريم رحيمي الناطق باسم الرئيس الافغاني حميد قرضاي ''حين نتحدث عن (الفضيلة والرذيلة) نفكر مباشرة بحركة طالبان. لكن ذلك لا علاقة له بالامر''.
واضاف ''ستكون منظمة تعمل على تشجيع الاخلاقيات في المجتمع كما هي الحال في دول اسلامية اخرى''.
وهناك دوائر للفضيلة والرذيلة في دول اسلامية اخرى، لكن تلك التي كانت تابعة لنظام طالبان ذاع صيتها عالميا بين 1996 و 2001 بسبب عنفها.
وكانت ''شرطة الآداب'' تجوب الشوارع بحثا عن منتهكي الشريعة الاسلامية وتهاجم بعنف الرجال غير الملتحين او الذين لا يعتمرون العمامة واولئك الذين لا يؤدون الصلاة خمس مرات يوميا او النساء اللواتي لا يضعن البرقع. والافغانيات كان يحظر عليهن الذهاب الى المدرسة او العمل، ولم يكن في وسعهن الخروج علنا بدون مرافقة شخص ذكر من عائلتهن. كما ان الموسيقى والافلام والصور كانت محظورة.
وكان نظام طالبان ينظم عمليات بتر اعضاء واحكام اعدام علنية للمجرمين.
وقال ناطق آخر باسم الرئاسة هو سياماك هيراوي ان الدائرة الجديدة ''ستكون مختلفة تماما''.
واوضح ''لن تكون لهذه الدائرة سلطة شرطة، كما انها لن تمارس عنفا جسديا'' مؤكدا انها ستكتفي بـ''تشجيع'' القيم الاسلامية وخصوصا الصلاة واللباس المحافظ للنساء وشجب الرذيلة مثل الكحول والدعارة.
وقالت النائبة شكرية باريكزاي ان ''الحكومة تقدمها اليوم على انها قوة رمزية، لكن ليس هناك اي ضمان انها لن تتحول غدا دائرة تشكل تعبيرا فظيعا عن تطرف ديني كما حصل في السابق''.
ومن جهتها اعتبرت زاما كورسن-نف من المنظمة الاميركية المدافعة عن حقوق الانسان ''هيومن رايتس ووتش'' ان ''الافغانيات يواجهن عدم امان متزايدا، من الاهمية بمكان للحكومة تحسين امكانات وصولهن الى الحياة العامة بدلا من تقييد ذلك بشكل اضافي''.
وقال النائب احمد بهزاد ان ''انشاء هذه الدائرة تقرر تحت ضغط شديد من مجموعات دينية، ان عودة نظام طالبان مستحيلة، لكن بعض الاوساط تعمل على ارساء افكار طالبان في افغانستان''.
واضاف ''الدعوة الى الفضيلة عمل ثقافي يجب ان يتم بواسطة وسائل الاعلام''.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف