ممارسات نازية خالصة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
السبت: 2006.07.22
جهاد الخازن
حكومة إيهود أولمرت ترتكب ممارسات نازية خالصة ضد الفلسطينيين واللبنانيين. هو فوهرر صغير وجنرالاته مثل دان حالوتز وموشي كابنسكي من نوع جنرالات الصاعقة. والسؤال هو هل يعقل ان المتحدرين من ضحايا المحرقة والناجين منها يمارسون بحق ضحاياهم ما مارس النازيون ضدهم؟ هناك تفسير نفسي معروف عندما يتقمص الضحية شخصية الجلاد، غير ان عندي تفسيراً آخر.
التاريخ يقول ان ستة ملايين يهودي قضوا في الهولوكوست، وان 97.5 في المئة من يهود بولندا قتلوا في أفران الغاز وغيرها. وتفسيري انه ربما كان الأمر أن عدداً أكبر من اليهود قتل، وربما قضى جميع يهود بولندا، وأن قادة النازية السياسيين والعسكريين أدركوا منذ 1944 ان الهزيمة محتمة، فانتحلوا وأسرهم أسماء يهودية، وهربوا الى فلسطين زاعمين أنهم يهود من ضحايا المحرقة، فإذا صح هذا التفسير يكون زعماء إسرائيل الحاليون من سياسيين وعسكريين أحفاد قتلة نازيين، وليسوا يهوداً تعرضوا للاضطهاد عقوداً وقروناً على أيدي الغرب المسيحي.
أعرف ان تفسيري لا يخلو من شطط، إلا أنني لا أجد تفسيراً منطقياً آخر للممارسات النازية الإسرائيلية. فالعبارة نفسها، أي "النازية الإسرائيلية" هي تناقض يسمونه بالإنكليزية Oxymoron تماماً كالقول "شارون رجل سلام".
مع استمرار القتال عندي أفكار أخرى:
gt; أنتقد الحكومات العربية كلها بعد انتقادي حكومة إسرائيل، وأخص بالنقد الحكومتين اللبنانية والسورية، فكل منهما بائس، وإن اختلفت الأسباب.
ألوف اللبنانيين والعرب من زوار لبنان وغيرهم فرّوا الى سورية بعد بدء الهمجية الإسرائيلية ضد لبنان، وبدل أن يترك الناس أحراراً لمغادرة لبنان ودخول سورية، فقد أذلوا في المصنع وفي الجديدة، نقطتي الحدود، وبينهما، وبعضهم قضى سبع ساعات وعشراً للمغادرة والدخول، وهو وقت يكفي للوصول مشياً من بيروت الى دمشق.
كأنه لا يكفي الناس الهجوم الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً، حتى يزيد عليهم غباء الحكومتين، وتفويت كل منهما فرصة لحشد المواطنين الى صفها بتسهيل الانتقال.
أعرف ان الحكومتين السورية واللبنانية مقصرتان، كتقصير الأمة كلها، وأنا لا أطلب منها دحر إسرائيل ولا أتوقع ذلك، ولكن كنت أرجو مع ما يواجه الناس من وحشية الهجوم الإسرائيلي، ألا تزيد الحكومتان عليه، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة...
أرفض أي رد على كلامي هذا يستعمل حجة الأمن، يا ناس عيب عليكم.
* ربما كانت الحكومة اللبنانية الحالية هي الأقرب الى الإدارة الأميركية من بين الحكومات العربية كلها، فماذا حدث؟ تركت الإدارة الأميركية إسرائيل تذبح لبنان كله من الوريد الى الوريد، حتى والرئيس بوش يقول إنه لا يتهم الحكومة اللبنانية.
صداقة الولايات المتحدة أسوأ من معاداتها، فالإدارات الأميركية منذ وعيت الدنيا خذلت كل حليف وصديق لها، وتركت بعض أقربهم إليها يقتل أو يفر ليصبح مطارداً حول العالم، ولتدمر بلاده.
ولعل في الحكومة اللبنانية الحالية وإدارة جورج بوش درساً لكل حكومة عربية.
gt; الحكومة الإسرائيلية تسير على خطى حكوماتنا المظفرة في تصريحاتها الغريبة، وإيهود أولمرت بلغ الإسرائيليين انه وهُم "انتصرنا" ثم قال إن القتال قد يستمر أسبوعين، وأيضاً أسابيع، وطبعاً من دون عودة الجنديين الأسيرين، وهو قال أيضاً ان خطف الجنديين تم بالتعاون مع إيران. من قال له هذا؟ السيد حسن نصرالله أو آية الله خامنئي؟
أما وزيرة الخارجية تزيبي ليفي فقالت في مؤتمر صحافي ان الأسرة الدولية تفهم ان محور إيران وسورية يهدد العالم كله.
سورية وإيران تهددان العالم كله؟ إذا كان هذا صحيحاً أقول ما نقول في لبنان: قوموا تنهنّي.
gt; أتوقف من خبر الميكروفون المفتوح الذي فضح حديثاً خاصاً بين جورج بوش وتوني بلير في روسيا عند قول الرئيس الأميركي انه يجب أن يطلب من سورية أن تطلب من "حزب الله" أن يوقف هذا... والنقاط محل كلمة بذيئة.
لا بد من أن كل القراء يعرفون الآن ما قال الرئيس بوش، غير ان النقطة التي أثارت اهتمامي هي هل إذا أوقفت سورية "حزب الله" (والحقيقة انها غير قادرة أو لا تريد) هل لا نعود نعرف من قتل رفيق الحريري؟
لا أتهم أحداً بقتل رئيس الوزراء الراحل، وإنما أنتظر نتيجة التحقيق، غير ان ثقتي بدأت تتزعزع.
gt; ليس الموضوع ثقتي وحدها، ففي استطلاع أخير للرأي العام البريطاني قال 77 في المئة ان الولايات المتحدة لم تعد "منارة أمل للعالم". وفي استفتاء سابق في أوروبا وغيرها تبين ان غالبية واضحة تعتبر الولايات المتحدة أكثر خطراً على السلام العالمي من إسرائيل.
مجلسا الكونغرس الأميركي أيدا الإجراءات الإسرائيلية، أي أيدا الجريمة الى درجة المشاركة فيها، وعندما تؤيد الولايات المتحدة سياسة إسرائيلية متطرفة حتى النازية لا بد من أن تدفع الثمن من صدقيتها واحترامها وشعبيتها، ونحن نقول "جاور الجربان يعديك"، وقد أصاب الجرب السياسي الإسرائيلي سمعة بلاد كنت يوماً في مقدم المعجبين بديموقراطيتها وإنسانيتها.