جريدة الجرائد

انتصار حسن نصر الله!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السبت: 2006.07.22


طارق الحميد


حسنا، دعوكم من قول حسن نصر الله بأن حربه هي حرب الأمة! هذا كذب، هي حرب إيران، وأعوانها في المنطقة. ولكن أريد أن أفهم فقط ما هي الهزيمة، وما هو الانتصار؟

كيف يقال للمنتصر إنه منتصر، وكيف يقال للمهزوم إنه مهزوم؟ دعونا نبدأ بالدول، ماذا نقول عن حرب 56، والتي لولا التدخل الأميركي بفرض قرار مجلس الأمن إيقاف الحرب، ورد فرنسا وبريطانيا وإسرائيل؟ ما حصل "الانتصار" فهل نسمي هذا انتصارا؟

وماذا عن حرب 67 والتي احتل فيها العدو الإسرائيلي كامل الضفة، والقدس، والجولان، ولم ترجع إلا سيناء بالتفاوض، وهذا القول ليس لإلغاء عنصر الحرب من أجل التحرير، ولكن لإيضاح أن كثيرا ممن يتصدون لحروبنا، لا يستحقون حتى لقب جندي، ناهيك من قائد!

وماذا عن احتلال بيروت في العام 1982 وما حدث فيها، فهل نسميه انتصارا أيضا، أم هزيمة؟ وهنا سيقفز البعض ليقول إن حزب الله حرر الجنوب، وسؤالي من حرر بيروت؟ وفي نفس السياق لمحاولة فهم الهزيمة والنصر، ماذا نسمي "أم المعارك" التي قادها الهمام صدام حسين، والتي ظل يحتفل بها حتى انتهى سجينا؟ وحتى تحرير الكويت، كان هزيمة، للثقافة العربية التي وقفت مع صدام، وهزيمة للأجيال التي جاءت بعد ذلك التحرير، فكم من خيراتنا قد ضاعت؟ وقس على ذلك "ثعلب الصحراء" وغيرها.

هذا عن الدول، فماذا عن الجماعات؟ هذا بن لادن في جحره، ومعه الظواهري، وهناك من يقول إنه لم يهزم لأنه ما زال حيا! بن لادن الذي كان تحت يده سبعة آلاف مقاتل يؤدون له التحية كل صباح، وكان يعيش في دولة طالبان، لا الكهوف، فما هي الهزيمة إذا لم تكن هذه هزيمة؟ وظهور "القاعدة" بيننا هزيمة لنا ولثقافتنا.

أكتب ما سلف، فقط لأقول ها هو العدو الإسرائيلي يدمر لبنان، في الوقت الذي يختفي فيه السيد حسن نصر الله في مكان مجهول، ليطل علينا معتبرا مجرد صموده انتصارا. وصموده هنا يعني عدم قتله، وهذا يشبه تصور صدام للانتصار في حرب الكويت، حيث اعتبر بقاء النظام انتصارا! فهل كل من يختفي منتصر؟ اذن هتلر الذي لا نعلم كيف مات أو قتل منتصر. واليابان بعد دمارها منتصرة. والصين القوية، كانت متخاذلة لأن هونغ كونغ كانت مستعمرة من بريطانيا ولمدة تسعة وتسعين عاما، مثل عقد إجار منزل في لندن، أي استعمار ايجاري.

نحن نقتل، وندمر، ونهزم ولا يزال يخرج من بيننا من يقودنا إلى كوارث جديدة، وويل لمن يعمل عقله. لم نر أمة تنهض قبل أن تشخص واقعها، وتسمي الهزيمة هزيمة، والانتصار انتصارا لتعرف أين تذهب وكيف؟

ما أكتبه ليس بثا للإحباط، ولكنه صرخة للقول أفيقوا من هذا السبات "من شان الله".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف