جريدة الجرائد

أسلحة دمار شامل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



سعد محيو


ليس هناك سوى تفسير وحيد لسياسة التدمير الشامل التي يطبقها يهود ldquo;إسرائيلrdquo; في لبنان: نحن بصدد عصابة مصابة بجنون مرضي، وتشكل خطراً حقيقياً على العالم وعلى السلام العالمي.

لوهلة، قد تبدو هذه كلمات انفعالية من شخص تتآكله رؤية بلاده تدمّر حجراً بحجر، وتحرقه مشاهد الأطفال والنساء والعائلات وهم يقصفون بقنابل يقدّر الخبراء بأن قوتها النارية بلغت حجم قنبلة نووية واحدة.

لكن الصورة ليست على هذا النحو. فلسنا نحن من يكتشف جنون اليهود، بل اليهود أنفسهم، من اسرائيل شاحاك إلى الكاتب ماكسيم غيلان، مروراً بحفنة من الفلاسفة الجدد ldquo;الإسرائيليينrdquo; وحفنة أخرى من أقطاب ldquo;حركة السلامrdquo; الآن. كل هؤلاء درسوا مناحي وأسباب العنف في الشخصية اليهودية ldquo;الإسرائيليةrdquo; ووصلوا إلى استنتاجات في غاية الخطورة، منها:

1- وجود دولة ldquo;اسرائيلrdquo; نفسها، بقوتها العسكرية المتفوقة، وأسلحتها النووية المتطورة واقتصادها الحديث، دفع الجنون اليهودي العنصري الى أقصاه. وهذا مبدأ معروف في علم النفس: حين يمتلك الضعيف والخائف قوة مفاجئة، فيصاب بكل موبقات القوة، من مرض العظمة الى انفصام الشخصية، ومعها كل لعنات السادية (تعذيب الآخرين) والماسوشية (تعذيب الذات).

معظم يهود ldquo;اسرائيلrdquo; اليوم مرضى بهذه الموبقات، او على الأقل بمعظمها. ولذلك فهم عنيفون وعميان في آن، لأنهم يشعرون بقوتهم، ويريدون الاستمتاع بممارسة هذه القوة حتى الثمالة، كما يفعل كل المرضى النفسيين السايكوباث(psychopath) المعادين للمجتمع. (يعّرف قاموس ldquo;هيريتاجrdquo; الامريكي السايكوباث بأنه شخص يعاني من اضطراب حاد في شخصيته. وهذا يتجلى أساسا في سلوكه المعادي للبشر او المجتمع).

2 - في ldquo;اسرائيلrdquo; هناك مجتمع يتحكّم الجيش (خاصة هيئة الأركان) بمصائره السياسية والاقتصادية والدينية. في هذا الجيش توجد أخطر عصبة من الرجال على وجه الارض. ليس هناك على وجه البسيطة قادة وجنرالات متطورون للغاية ويمتلكون كميات هائلة من أسلحة الدمار الشامل، كما في ldquo;إسرائيلrdquo;. إنهم متطرفون للغاية، وقوميون متعصبون للغاية. (التعابير هي لغيلان) هناك انظمة مجنونة اخرى في العالم. لكن ليس كما النظام ldquo;الاسرائيليrdquo;. فهذا الأخير يعتبر ldquo;العالم كله ضدناrdquo;، ويعلّم أطفاله أغنية تقول هذا الشيء بالذات. ليس ثمة دولة أخرى ك ldquo;إسرائيلrdquo; تهدّد بتدمير العالم من خلال حرب نووية، او من خلال ارتكاب انتحار جماعي (عقدة الماسادا). نعم، ldquo;الإسرائيليونrdquo; يستطيعون تدمير العالم، او إشعال حرب عالمية تدمره. والمؤسسة العسكرية ldquo;الإسرائيليةrdquo; تمتلك الوسائل الضرورية لذلك.

3- أسباب هذا الجنون لا تعود فقط إلى مرض العظمة الاضطهاد، بل لأنه منذ 50 عاماً تم خلق وضع عاش فيه المجتمع ldquo;الإسرائيليrdquo; على المساعدات الخارجية. في البدء، كان يهود العالم هم الذين يساعدون ldquo;اسرائيلrdquo; على تعزيز مواقعها، لكن خلال الأربعين سنة الماضية، كانت المساعدات تأتي أساساً ورسمياً من أمريكا في شكل مساعدات عسكرية يقال أن قيمتها 1،3 مليار دولار سنويا. لكن الرقم الحقيقي يتراوح بين 16 و17 مليار دولار سنويا. وهذا خلق علاقة عضوية تقوم ldquo;اسرائيلrdquo; بموجبها باستلام الأموال لشراء الطائرات الدفاعية- الهجومية والتكنولوجيا والمعلومات الاستخبارية، ثم تستخدم هذه الأموال لتمويل الشركات الأمريكية الكبرى، عبر وسطاء في وزارة الدفاع أصبحوا من أصحاب الملايين والمليارات.

هذه العلاقة تستند في بقائها على ضرورة وجود حرب دائمة. الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المتطورة تستدعي الحرب، وهي تفيد الجانبين ldquo;الإسرائيليrdquo; والأمريكي. والحال أن هيئة الأركان ldquo;الإسرائيليةrdquo; وقيادة الطيران لها مصلحة خاصة في استمرار حال الحرب في الشرق الأوسط،، لأن سلطتها وأرباحها ستتبخر في حال السلم.

4 - المتعصبون ldquo;الإسرائيليونrdquo; في حال تحالف تام الآن مع الفاشيين الجدد في واشنطن الذين يطلق عليهم اسم ldquo;المحافظين الجددrdquo;. إنه تحالف بين قيادتين متعصبتين وشرهتين، مدعومتين بمعسكرين يضمان ملايين المجانين: الأصوليون المسيحيون في أمريكا والأصوليون اليهود في ldquo;إسرائيلrdquo;، والصناعة الحربية والمؤسسة العسكرية في أمريكا، والصناعة الحربية والجيش في ldquo;إسرائيلrdquo;.

**

كيف يمكن التعايش مع هكذا عصبة مجنونة وسايكوباثية؟

لا تعايش. ثم ان هذا، على أي حال، سؤال يجب ان يطرحه ldquo;العالم المتحضرrdquo; على نفسه وهو يبحث عن أفضل الطرق لإنقاذ نفسه من أسلحة الدمار الشامل. لماذا؟

لأن ldquo;اسرائيلrdquo; بحد ذاتها أصبحت أخطر أسلحة دمار شامل ضد كل العالم وكل السلام العالمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف