أزقة مخيم بلاطة منتديات عفوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"أكلنا وشربنا وعيشتنا سياسة"
نابلس - أمين أبو وردة، الخليج
لا تفاجأ عندما تصل إلى مسامعك تحليلات ومناقشات تحمل الهم السياسي لدى محاولتك إيجاد طريق لك في الأزقة الضيقة لمخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين القريب من نابلس، بعدما تحولت عتبات غالبية المنازل إلى ملتقى للنسوة وكبار السن لقضاء الكثير من الأوقات في ظل أجواء الحر والضغط وغياب الساحات العامة وأماكن الاستجمام. ويشتد فضول البعض للجلوس ومواكبة جولات الأحاديث من باب معرفة طريقة تفكير كبار السن الذين عايشوا النكبات والحروب منذ خمسة عقود ونيف.
وسط حارة الجماسين لا يجد سكان الحي بداً من الجلوس في مجلس كبير عائلة أبو ليل للاستماع إلى تعليقاته التي تتسم كثيرا بالسخط والغضب لكنها تثير التندر والطرافة في كثير من الأحيان، عندما يربطها بوقائع قديمة تشبه المجريات الراهنة. وتفاجأ من مداخلة إحدى المسنات التي لا يعتقد أنها حصلت على أدنى مستوى من التعليم، وهو تذكر أسماء وزراء أجانب ومحاولاتهم إنقاذ ldquo;إسرائيلrdquo;.
ولا يختلف الأمر في شارع الزغلول حيث تحولت عتبة فرن القطاوي إلى ملتقى لعشرات النسوة اللواتي عدن لإعداد الخبز في البيت بدلا من شرائه جاهزا.وتحولت القضايا السياسية من سقوط الشهداء ومن بينهم الأطفال إلى كلمات تترك بعداً تراجيدياً، جراء المشاهد المؤلمة التي لا تفارق شاشات التلفاز.
أمام منزل أبو عدنان أبو عايش يتكون المجلس على عتبة منزله من الرجال فقط، فيما دردشات السياسة لا تفارقه على مدار السنة. ويقول فتحي أبو عايش احد أعمدة المجلس ldquo;نومنا وأكلنا وعيشتنا كلها سياسة بسياسةrdquo;. وعلى بعد أمتار قليلة من هذا المنزل تتجمع مجموعة من النسوة على عتبة منزل الحاجة نعمة سليمان التي تجاوزت العقد الثامن من عمرها فيما حكاية نجاة احمد سناقرة من تحت قصف الدبابات لا تزال تترك اثرها كونه من سكان الحارة إلى جانب ما تسمعه من أخبار الإذاعة التي لا تفارقها منذ عقود طويلة.
ويشير الباحث ياسر البدرساوي، مدير مركز حق العودة وشؤون اللاجئين الثقافي إلى أن لسكان المخيم واقعاً مختلفاً عن المدن والأرياف الفلسطينية في اهتمامهم بالشأن السياسي كونهم أصحاب قضية لجوء تنتظر الحل لذا تجد الجميع كباراً وصغاراً ومن كلا الجنسين لديهم اهتمام كبير بمجريات الأحداث. ويضيف أن عتبة الدار تعد ملتقى الجيران والأقارب، بسبب صغر حجم المنازل في المخيمات إضافة إلى كونها أضحت عادة فلكلورية يتوارثها جيل عن جيل.