عبد الله الثاني: إما سلام يعيد الحقوق وإما يأس وعنف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخميس: 2006.08.03
أكد في مقابلة مع الرأي و"الغد" أن إسرائيل أضعفت الاعتدال ووصف غياب موقف عربي موحد بالخيانة
وأعلن أن الأردن لن يشارك في قوة دولية في لبنان
لا حل عسكريا للأزمة في لبنان والقضية الفلسطينية أساس الصراع
عمان - الغد
قال جلالة الملك عبد الله الثاني أمس إن "الحرب الهمجية" التي تشنها إسرائيل على لبنان أضعفت أصوات الاعتدال في المنطقة وأدخلت الشرق الأوسط في دوامة عنف سيدفع الجميع ثمنها. وشدد جلالته أن لا حل عسكرياً للأزمة في لبنان، واعتبر انه طالما هناك احتلال سيكون هناك مقاومة، وأكد أن احتلال إسرائيل للأراضي العربية هو أساس الصراع في الشرق الأوسط.
وقال جلالته في مقابلة مع الزميلة "الرأي" ومع "الغد" إنه على من يريد أن يطغى صوت العقل في المنطقة أن يعالج أسباب الأزمات لأنه "لا بد للاعتدال أن يحقق إنجازاً حتى يؤمن به الناس". وزاد "عكس ذلك، لن يجد الناس خياراً إلا رفض أصوات الاعتدال وتبني وسائل أخرى للدفاع عن حقوقهم".
ورأى جلالة الملك، الذي طالب المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته الاخلاقية والسياسية في وقف "العدوان الإسرائيلي على لبنان"، أنه "إما سلاح يعيد الحقوق ويرفع الظلم ويعطي الأمل، وإما دخول في دوامة من العنف والعداء".
وقال جلالته إنه لا يمكن لأحد أن يقبل ما يجري في لبنان وأن "هذه الأعمال الإجرامية أعمال مدانة، وإن العدوان الإسرائيلي على لبنان تجاوز كل حد ويجب أن يتوقف فوراً".
وأوضح جلالة الملك عبدالله الثاني أن الغضب على ما يجري في لبنان وغزة ليس فقط على المستوى الشعبي "فنحن أيضا غاضبون .. رأينا المذبحة التي ذهب ضحيتها الأطفال والنساء في قانا".
وزاد "نحن نشاهد مناظر القتل والدمار في لبنان الذي نعتبره نموذجا للتقدم والديمقراطية والانفتاح، ونغضب جدا حين نرى الحرب الهمجية عليه".
وشدد جلالته أنه لا حل عسكريا للأزمة في لبنان وأن إسرائيل لن تحمي نفسها بدباباتها وبسلاح الجو بل من خلال الوصول الى سلام عادل يعيد الحقوق العربية.
وقال جلالته إن على إسرائيل أن تدرك أنه "لا حل في الجنوب اللبناني من دون اتفاق مع الحكومة اللبنانية ولا حل في فلسطين من دون إعادة الحقوق الفلسطينية".
وأوضح "طيب إذا دمرتم حزب الله وبعد سنة .. سنتين لا يتم إيجاد حل بالنسبة للقضية الفلسطينية أو لبنان أو سورية، سيبرز حزب الله من جديد في بلد آخر، ربما في الأردن أو سورية أو مصر أو العراق".
وشدّد جلالة الملك أنه "يجب أن يدرك العالم أن القضية الفلسطينية هي الأساس في كل ما يجري، وهي جوهر الصراع، (ويعترف) بأن للشعب الفلسطيني أرضا محتلة يجب استعادتها".
وأكد جلالة الملك، الذي تحدث لـ"الغد" بزيه العسكري بعد زيارة للقيادة العامة للقوات المسلحة، أن "الشعوب العربية ترى في حزب الله الآن بطلاً لأنه يواجه العدوان ويدافع عن أرضه".
وتلك، قال جلالته، حقيقة على أميركا وعلى العالم أن يفهماها. "طالما هناك عدوان واحتلال، سيكون هنالك مقاومة وسيكون هنالك امتداد شعبي ودعم للمقاومة".
وأضاف جلالة الملك، الذي أكد أن الأردن سيستمر يقدم كل دعم ممكن للبنانيين، أن "الحرب لن تحقق شيئا. (ذلك أن) نهاية الصراع في إحقاق الحقوق، في رفع الظلم، في اقناع الناس بأن هناك عملية سلمية ستنهي الاحتلال وستوفر بداية لحياة آمنة كريمة".
وشدد جلالته أنه "يجب أن تصمت المدافع حتى تجد أصوات الاعتدال من يسمعها". وأوضح أنه لا يمكن أن "ينام الناس ويفيقوا على صور القتل.. على صور أطفال قانا، على مشاهد الدمار في لبنان وفي غزة ويقولوا نريد اعتدالا. الاعتدال يحتاج إنجازاً وآن للشعوب العربية أن ترى إنجازاً وآن لأميركا وأوروبا والعالم كله أن يدرك ذلك".
وسئل جلالته عن خيار طرد السفير الإسرائيلي في عمان واستدعاء السفير الأردني في تل ابيب فأجاب: "سنفعل كل ما هو في مصلحة وطننا وفي خدمة أشقائنا في فلسطين ولبنان".
واستذكر جلالته توظيف الأردن معاهدة السلام مع إسرائيل لخدمة الشعب الفلسطيني وإسناده في مراحل عدة، لافتا إلى "أننا دخلنا عملية السلام وفق اجماع عربي على اعتماد التفاوض سبيلاً لاستعادة الحقوق العربية".
وقال "دخلنا العملية السلمية لحماية الأردن ومصالحه ولنستعيد الحق الفلسطيني ولنعمل على بناء منطقة آمنة تنعم شعوبها بالأمن والاستقرار. الأردن رئة فلسطين مثلما هو اليوم رئة للبنان".
وأعلن جلالة الملك أن الأردن لن يشارك في قوة دولية مطروح نشرها على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأكد "نحن سندعم الحكومة اللبنانية بكل ما تريده.. ونؤكد أن أي خطوة مستقبلية يجب أن تحظى بموافقة الحكومة اللبنانية".
وتحدث جلالته في رد على سؤال على طروحات الرئيس الأميركي جورج بوش إقامة شرق أوسط جديد فقال إن "أي مشروع لا يستند إلى تطلعات الشعوب وحقها في تقرير مصيرها ويلبي آمالها في الأمن والرخاء لن يرى طريقه إلى النور".
وسئل جلالته عما يقوله للإدارة الأميركية حين يتحدث معها فأجاب "نقول لأميركا إن عليها مسؤولية كبيرة في حل أزمات الشرق الأوسط.. إن الشعوب العربية تدرك انحياز أميركا لإسرائيل وإن الشرق الأوسط لن ينعم بالأمن إذا لم ينعم الفلسطينيون بالاستقرار، وإذا لم يستعيدوا حقوقهم ويبنوا دولتهم".
وبين أن على أميركا أن تسرع في إيجاد حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي إذا ما أرادت أن تحظى بالاحترام في المنطقة.
وقال جلالته إن المطلوب عربياً هو أن تكون هناك خطة استراتيجية موحدة في مواجهة التحديات سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان. واستعرض جلالته نتائج اللقاءات التي أجراها مع قادة عرب على مدى الأسابيع الماضية قبل ان يؤكد أن صفحة جديدة في التعاون بين الدول العربية بدأت.
وحذر جلالة الملك من أن غياب موقف عربي موحّد لمواجهة التحديات الإقليمية سيكون "خيانة لشعوبنا".
لكن جلالته بدا متفائلا حول إمكانية إطلاق جهد فاعل حين قال "هنالك إدراك انه إذا لم نتحدث بصوت واحد فإننا سندفع الثمن".
وزاد "يجمعنا الخوف على المستقبل".
وحذر جلالة الملك من أن "تهميش الدور العربي وترك القرار العربي نهباً لقوى إقليمية سيترتب عليه تحالفات لن تكون إطلاقاً لصالح العرب".
وربط جلالته بين الأزمات في لبنان وفلسطين والعراق لناحية تأثيرها على الرأي العام العربي الذي سيتملكه اليأس إذا لم يتم معالجة أسباب الصراع والتوتر في المنطقة في إطار يضمن إعادة الحقوق العربية.
وبعد أن أكد مركزية أمن العراق في استقرار المنطقة، حذر جلالة الملك من "أننا نخشى على العراق ... إذا لم ينجح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فسندفع الثمن غاليا".
وفي رد على سؤال حول انعكاس الخلافات بين دول عربية وإيران والأزمات الإقليمية الأخرى على علاقات الشيعة بالسنة قال جلالته "إن القضية ليست دينية والموضوع ليس سنة وشيعة".
ووصف جلالته بـ"المجرم" كل من يحاول زرع الفتنة بين السنة والشيعة.
وأضاف "أنا سليل آل البيت ووحدة الصف الإسلامي رسالة نحملها وندافع عنها".