البريك مرة أخرى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قينان الغامدي
الكتاب والصحفيون السعوديون الذين يكتبون عن أخطاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو المخيمات الصيفية، أو وزارة الشؤون الإسلامية، أو وزارة العدل، هؤلاء الكتاب والصحفيون لا يفعلون ما يفعلون بالصدفة، بمعنى أن أحدهم لا يكتب لأن خطأً قد حدث فيشير إليه، أو ممارسة غير معقولة ولا مقبولة فينتقدها. لا، فهؤلاء الكتاب والصحفيون يندرجون تحت لواء "تنظيم سري"، له قيادة، وله تمويل، وله ميزانيات، ويدفع لهم، والدفع هنا ليس ما ينالونه من مكافآت أو أجور من الصحف التي يكتبون فيها، لا، هناك من يعينهم إعانات أخرى تحت غطاء هذا التنظيم، وبعضهم له علاقة واضحة ببعض السفارات والجهات الأخرى، وتبعاً لهذا فإن هؤلاء الكتاب والصحفيين لا يكتبون بالصدفة أو في ضوء أخطاء حقيقية تحدث فينتقدونها، لا، إنهم يتفقون، أو تقرر قيادة تنظيمهم، فيقولون: اليوم سنفجر الحرب ضد الهيئات والدور على "فلان" أن يبدأ و"فلان" الآخر يعقب، والثالث يتابع وهكذا، فإذا انتهى الشهر أو المدة المحددة لهذه الحرب، اتفقوا مرة أخرى وقالوا: اليوم سنفجر الحرب ضد وزارة العدل أو ضد وزارة الشؤون الإسلامية، أو المخيمات الصيفية، وهكذا، فهؤلاء مرتبطون بتنظيم أو مخطط أو استراتيجية واحدة.
هذه المعلومات الواضحة الجديدة عن "التنظيم السري" للكتاب والصحفيين السعوديين، والتي يكشف عنها لأول مرة، أعلنها الدكتور سعد البريك في المخيم الشبابي الصيفي بجدة يوم 25/6/1427هـ.
المخيم استضاف الدكتور لإلقاء موعظة تحت عنوان "حماية النبي صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد"، والموعظة خرجت عن موضوعها، إلى نواح سياسية أخرى وهذا أمر طبيعي فبعض الوعاظ لا عدة لديه سوى الصوت المرتفع وما يتيسر ويتوارد في ذات اللحظة من المحفوظات والأخبار، والبعض الآخر لديه رسالة يريد إيصالها وفي الحالتين لا يهم عنوان "الموعظة" المعلن فهو مجرد "عنوان" يحق للواعظ أن يقول تحته ما شاء. المهم أن الدكتور البريك بعد أن انتهى من موعظته سئل عن الصحف التي تسمح لـ"العلمانيين" بالكتابة فيها، هل نقاطعها سيما وأن مخططات "العلمانيين" معروفة؟.
فاعتبر الدكتور أن "العلمانيين" موجودون ولم يتردد في الإجابة، بل أفاض فيها لدرجة أنها استغرقت وقتاً يضاهي نصف وقت الموعظة الأصلية، بدأها ناصحاً بعدم مقاطعة هذه الصحف التي تحتضن "العلمانيين"، لأن المقاطعة تحرم "أهل الخير" المهتمين بالشأن العام من متابعة الإيقاع، إيقاع ماذا؟ هنا بدأ البريك بتفجير قنبلة "التنظيم السري" لهؤلاء الكتاب والصحفيين السعوديين الذين لهم قيادة وتمويل وميزانيات ودعم خارجي وعلاقات مشبوهة. أما الآخرون "أهل الخير" فلا رابط بينهم ولا تنظيم سوى القرآن الكريم والسنة النبوية.
ولأن "الستر طيب" فإنه يحسب لواعظنا الكريم عدم تصريحه باسم أو أسماء قيادة التنظيم، ولا مصادر التمويل ولا أسماء السفارات والجهات الأجنبية التي يتآمرون معها على بلادنا، ليس لأنه لا يعرف هذه الأسماء والمصادر فهو لا يمكن أن يعلن أمراً جللاً كهذا دون أن يكون لديه معلومات واضحة ومؤكدة، ولكن لأنه لم يجد من اللائق فضحهم على رؤوس الأشهاد، اكتفى بالتلميح والتوصيف العام واحتفظ بالتصريح ليدلي به للخاصة أو لمن يهمهم الأمر، إذ يكفي العامة أن يعرفوا أن هناك تنظيماً سرياً يتربص بهم وببلادهم، أما التفاصيل والأسماء فليست من اختصاصهم ولا داعي لأن يفكروا فيها أو يتساءلوا عنها، فآليات تهييج العامة تقتضي السرية، طالما أن من يحدثهم "ثقة" ويكفي من يقرأ، ومن يسمع ومن يراقب أن هذه الموعظة البريكية التهييجية واحدة من فقرات برامج "أهل الخير" التي تدور في المخيمات الشبابية الصيفية تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية.
** العنوان الأصلي للمقال : البريك يكشف عن هذا "التنظيم السري": "موعظة" تهييجية تحت إشراف الوزارة