جريدة الجرائد

100 ألف كويتي في سورية.. والحرب الاسرائيلية على لبنان أثرت في أعدادهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

السفير العوضي زار دواوين السياح الكويتيين في الزبداني وبلودان


دمشق - من جانبلات شكاي

كشف سفير الكويت في دمشق فهد احمد العوضي ان "عدد السياح الكويتيين في سورية قد وصل هذا العام الى رقم قياسي تجاوز المئة الف"، موضحا ان "الحرب الاسرائيلية على لبنان اثرت في اعداد الكويتيين في سورية، ولكن بشكل غير ملحوظ".
وعبر العوضي خلال تصريحاته لـ "الرأي العام" على هامش جولة قام بها على عدد من منازل المصطافين الكويتيين في منطقتي الزبداني وبلودان، عن سعادته لما وصلت اليه طبيعة العلاقات الثنائية، موضحا ان "نظام حزب البعث السابق في العراق قد اثر بشكل سلبي على طبيعة هذه العلاقات فيما مضى، ورسم صورة سلبية لدى الكويتيين عن السياحة في سورية، لكن العلاقات التي ارسى دعائمها سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله والرئيس الراحل حافظ الاسد، ثم استكمالها على يد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد والرئيس السوري بشار الاسد ، هي علاقات تتدعم وتنمو مع مرور الوقت، وخيرها سيعم المنطقة بالكامل ان شاء الله".
واوضح العوضي الذي رافقه قنصل الكويت غازي حامد الفضلي، ان الجولة "جاءت ضمن مهام عملنا في سورية، وايضا في اطار توجيهات مسؤولي وزارة الخارجية لتفقد احوال المواطنين الكويتيين في سورية، والاستماع الى وجهات نظرهم في ما يتعلق بما يمكن ان تقدمه السفارة لتسهيل قضاء اجازاتهم".
وقال "توجد لدينا جالية كبيرة من المصطافين ممن يفضل قضاء اجازته في سورية"، معبرا عن "قناعته بأن اكبر عدد من السياح الكويتيين بين الدول العربية يتوجه الى سورية، وبين هؤلاء يوجد عدد كبير ممن يمتلك استثمارات وعقارات هنا".
واكد انه "سيقوم بنقل الملاحظات التي سمعها خلال جولته الى المسؤولين السوريين"، موضحا ان هذا "التواصل سيشكل فائدة للطرفين باتجاه راحة المصطافين وضمان استمرار تدفق السياح الكويتيين الى هنا، بل وزيادة اعدادهم".
وخلال لقائه الكويتيين قدم اكثر من مواطن شكره على تعاون السفارة بدمشق من اجل تسهيل وتسريع معاملات الكويتيين، كما توجهوا بالشكر لاعضاء السلك الديبلوماسي الكويتي بدمشق على وجه العموم، للخدمات التي قدموها للمواطنين الكويتيين الذين تركوا لبنان وعادوا الى الكويت عبر سورية مع بداية الحرب الاسرائيلية على لبنان.
كما شكر اكثر مواطن السفير على حضوره لزيارة رعايا بلده، وقال احدهم "صار لنا سنوات هنا ولم يأت أي سفير لزيارتنا، وكل ما نذكره اللمسات الطيبة التي تركها القائم بالاعمال السابق عزيز الديحاني".
وكانت الجلسات فرصة ليتحدث المصطافون الكويتيون عن بعض المشاكل التي تعترضهم خلال اقامتهم في سورية مطالبين بالسعي لدى السلطات المحلية بدمشق من اجل تجاوزها .
وفي رده على سؤال لـ"الرأي العام" بهذا الخصوص قال محمد هيف الحجرف، "انها لا توصف بالمشاكل وانما اشياء تساعد على تشجيع سياحة الكويتيين في سورية، وهي تتعلق اساسا بموضوعي الخدم والسيارات".
واضاف: "ان السلطات السورية حاليا تقوم بتسجيل السيارات المرافقة والخدم على جواز سفر الكويتي الذي يزور البلاد بهدف السياحة، وهذان الاجراءان يصعبان من امكانية مغادرة الكويتي الاراضي السورية لفترة قصيرة، ربما لحالات طارئة، والعودة ثانيا خلال موسم العطلة ذاته".
وذكر الحجرف: "ان الوضع الحالي يدفع بالسياح الى عدم العودة ثانية الى البلاد اذا ما غادروها، اما لو كان المجال مفتوحا امامهم للمغادرة دون سياراتهم او الخدم المرافقين لهم، لعادوا ثانية من اجل هؤلاء".
وقال: "نحن اصحاب الاملاك والمنازل في سورية نجد صعوبة عندما نقرر التوجه الى تركيا او لبنان، حيث يشترط علينا ان تغادر سياراتنا كلها مع الخدم في مثل هذه الحالات".
واضاف: "اذا ما قوبل طلبنا باصرار من قبل السلطات السورية على الاجراءات المتبعة حاليا، فإننا نطالب فقط بفتح مراكز من اجل القيام بهذه المعاملات في المناطق التي تشهد حركة سياحية كبيرة، وعدم الاكتفاء بمركز واحد في العاصمة دمشق الامر الذي يدفع الى التزاحم الكبير".
واكد الحجرف انه "في ما يتعلق بالمواضيع الاخرى فإن سورية تقدم تسهيلات تشكر عليها وخصوصا في ما يتعلق بالتملك والاستثمار"، موضحا ان "بعض المناطق الاصطيافية مثل بلودان والزبداني ومضايا (ريف دمشق) تشهد تسهيلات اكثر من محافظات اخرى في سورية حيث يواجه السائح صعوبات اكثر".
وبين الحجرف الذي يملك منزلا واسعا على سفح احد التلال المطلة على وادي بلودان، ان "الملاكين الكويتيين في سورية لا يوجد بينهم الى اليوم أي تنسيق او لجنة او رابطة تنظم وتسهل اعمالهم في سورية، وهو الامر الذي بدأ التفكير به جديا اخيرا".
وقال اننا "سنسعى من اجل تشكيل لجنة شعبية ذات صلة مع السفارة، ومع الجهات الحكومية السورية، وهو امر تناقشنا به قبل وصول السفير الينا".
وخلال مرافقة "الرأي العام" لجولة السفير بين بلودان والزبداني، لوحظ انخفاض في عدد السيارات الخليجية عموما مقارنة بسنوات سابقة وذلك نتيجة التوتر الذي يسود المنطقة الاصطيافية القريبة من الحدود السورية - اللبنانية.
وفي رده على اسئلة "الرأي العام" قال السفير العوضي: ان "سورية تحتل الدرجة الاولى كوجهة سياحية لمواطني دول الخليج والكويت تحديدا، حيث انها بلد عربي وفيها عادات وتقاليد متشابهة، وتتمتع بموقع مميز ومناخ ممتاز وغنية جدا بالآثار لمن يحب السياحة التاريخية والاسلامية، حيث تتوافر هذه بشكل يفوق كل الدول العربية الاخرى".
وبين السفير ان "طبيعة الشعب السوري المضياف ومستوى الحياة المعيشية والاسعار هي من ابرز عوامل جذب السياحة الى سورية وهي مناسبة بشكل كبير للمواطنين الكويتيين حيث يوجد في سورية مختلف الشرائح الغنية والوسطى والفقيرة"، موضحا ان السياح الكويتيين الى سورية انما "يشكلون مزيجا من السياحة العائلية الاصطيافية والدينية والتاريخية، على اعتبار ان الكويتيين هم شعب مهاجر صيفا لشدة الحر ولتوافر الدخل المناسب لهم".
وتحدث السفير العوضي عن تقديراته لعدد السياح الكويتيين في سورية وقال "انهم بعشرات الآلاف، وقد اثرت ظروف الحرب الاخيرة على بعضهم فغادر هؤلاء عادين الى الكويت، كما احجم آخرون عن القدوم، ولكن في المقابل بقي في سورية كويتيون ممن كان في لبنان وهرب من الحرب".
وقال: "البعض من هؤلاء يزور سورية للمرة الاولى لكنه اكتشف انها وجه ممتاز للاصطياف، وبالتالي فإني اتوقع ان تصل اعداد السياح الكويتيين الى سورية خلال فصل الصيف الى مئة الف وهو رقم سينمو سنة بعد اخرى".
واوضح ان الحرب الاسرائيلية على لبنان "اثرت على اعداد الكويتيين في سورية ولكن بشكل غير ملحوظ"، مؤكدا ان السياحة الكويتية "لا تقتصر على فصل الصيف فقط وانما تتعداها الى بقية اشهر السنة، حيث ان الخطوط الجوية بين البلدين تسيير رحلات ممتلئة طوال ايام السنة، وخصوصا خلال عطل نهاية الاسبوع وفي الاعياد والمناسبات".
وبين ان "ما يساعد على زيادة تدفق الكويتيين هو قرب سورية جغرافيا سواء برا او جوا".
وذكر العوضي ان "النمو الكبير لاعداد الكويتيين القادمين الى سورية سوف يتبعه بالتأكيد نمو في حجم الاستثمارات الكويتية وقد بدأ هذا فعلا، حيث دخلت اخيرا شركات جديدة في قطاعات التأمين والبنوك الاسلامية وغير الاسلامية، اضافة الى الشركات السياحية والعقارية، ومن المقرر ان تقيم شركة عارف تجمعا تجاريا كبيرا يضم سوقا لاوراق المال والمستندات وحي تجاري متكامل بالقرب من دمشق وبقيمة تصل الى ملياري دولار".
وفي مقابل الاعداد المتزايدة من السياح الكويتيين القادمين الى سورية، فإن السفارة الكويتية بدمشق باتت تمنح تأشيرات عمل وزيارة لاعداد متزايدة من السوريين الراغبين في التوجه الى الكويت", وقال العوضي ان "السوريين يعتبرون من اكبر الجاليات الموجودة في الكويت واعتقد ان عددهم وصل الى اكثر من 100 الف، وهذه الارقام تعود للسنة الماضية".
واكد العوضي ان "التشابكات الشعبية سواء في قدوم مئة الف كويتي الى سورية او وجود مئة الف سورية في الكويت انما هي التي تخلق العلاقات الدائمة والمصالح المشتركة وهو امر صحي وطبيعي بين بلدين مثل سورية والكويت".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف