جريدة الجرائد

العثور على نوع معدٍ من السرطان لدى الكلاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


دراسات حديثة تشير إلى انتقال أنواع من الأورام الخبيثة بين الحيوانات



واشنطن: ريك ويز - واشنطن بوست


قال علماء بريطانيون انهم جمعوا وثائق دامغة تشير الى وجود نوع معد من سرطان الكلاب.. وهو استثناء غريب جدا للحكمة الطبية العريقة القدم التي تقول ان الجسم لا يمكنه العدوى بالسرطان! ورغم عدم ثبوت انتقال السرطان البشري طبيعيا من انسان الى آخر، فان العثور على مثل هذا المرض لدى الكلاب..

اضافة الى ظهور أدلة على وجود انواع سرطانية معدية بين الحيوانات الجرابية (مثل الكنغر) في تاسمانيا في استراليا، تذكرنا كما يقوال العلماء بأننا نحيا في اطار عملية الارتقاء الطبيعي، لأن الحمض النووي المنقوص الاوكسجين (دي أن إيه) يحاول جهده دوما تخليد نفسه.

والخلية السرطانية عادة، هي جزء من جسم الانسان او الحيوان، تتحرر من قيود النمو الطبيعي للخلايا لدى تعرضها الى فيروس او عامل بيئي. وان كان بامكان الفيروسات المسببة للسرطان الانتقال من شخص الى آخر، لكن السرطان نفسه لا ينتقل.

الا ان الأمر يبدو مختلفا لدى الكلاب، فالسرطان المعروف باسم "ستيكرز ساركوما" Sticker"s sarcoma (سرقوم ستيكر، والسرقوم ورم خبيث ينشأ في النسيج الضام)، ينتقل بواسطة خلايا الاورام التي تنتقل من كلب الى آخر سواء عن طريق الجنس او عند العض او اللحس باللسان بينها.

ولأن هذا المرض لا يؤدي الى الموت.. ولأن بعض خلايا اورامه تجد لها موقعا في الاعضاء الجنسية للكلاب التي تتيح لها الانتقال، فان انتشار المرض يظهر في شكل "مستعمرة" لخلايا سرطانية تتوزع حول العالم وفقا للبحث الجديد.

ويعتقد العلماء ان هذه المستعمرة موزعة بين عدد لا يحصى من الكلاب تمتد على اطول سلسلة في العالم. وقال روبن ويز الباحث في جامعة يونيفرسيتي كوليدج في لندن الذي اشرف على الدراسة المنشورة في مجلة "سيل" (الخلية): "لقد كنت اتوقع نقضا لهذا الاستناج وليس تأكيدا له..

من الواضح ان خلاة الورم السرطاني تتصرف وكأنها واحدة من الطفيليات تماما". ووصف عملية انتقال الورم بأنها "فضول الطبيعة".

وكان العلماء يظنون، لعقود من السنين، بأن هذا المرض ينتقل مباشرة من كلب الى كلب، رغم انتفاء انتقال أي نوع آخر من السرطان بهذا الشكل، ورغم تسجيل حالات نادرة انتقلت فيها "عدوى" السرطان من الاورام بعد عمليات زرع الاعضاء.

واجرى ويز وفريقه اختبارات جينية على خلايا الاورام من 40 كلبا مصابا بالمرض من خمس قارات. ووجد العلماء ان الخلايا ليس لها صلة جينية (وراثية) بالكلب الذي استخلصت منه، وهذ برهان على انها لم تنمو من خلايا الكلب المصاب نفسه.

كما اظهرت دراستهم ان كل خلايا الاورام، مهما كان موقع استخلاصها، ليست سوى نسخة متماثلة من كل منها، أي انها تأتي من خلية "أم" واحدة.

ويعتقد ويز ان هذه الخلية "الأم" الاولى ربما جاءت من كلب آسيوي، قد يكون من كلاب الأسكيمو قبل مئات السنين او ربما الف سنة، ثم انتقلت نسخ منها من كلب لآخر. وتشير الدراسات الى ان النجاح المتواصل لخلايا الاورام هذه يعود الى انها تظل مستقرة جينيا، وبذلك فهي تخالف خلايا السرطان الاخرى التي تصبح مع الزمن "هشة من الناحية الجينية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف