جريدة الجرائد

البريك والتنظيم السري: ميكرفون يهرف بما، ويتهم بما!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


قينان الغامدي


منذ أن بدأ الأخ سعد البريك يجدف"وعظاً كتابياً لا منبرياً" في ملحق "الرسالة" ويخوض في أمور"العلمانية، والليبرالية، والدولة المدنية ونحوها" كان مستواه المعرفي المتواضع جداً واضحاً وضوح الشمس، ومنذ السطر الأول الذي كتبته تعليقاً على تجديفاته في هذا السبيل قبل بضعة أشهر نبهته لهذا لكنه"كابر".

فشرحت له الفرق بين الوعظ على المنبر، وبين الوعظ على الورق، فلم يزدد إلا إصراراً على"الجهل"، واستمراراً على تقديم ما يستدر العواطف ويهيج المشاعر وما يطلبه جمهور الأقران من "كذبة" الإنترنت، ومروجي "الجهل" باسم الدين البريء من ترهاتهم وتأويلاتهم وأكاذيبهم.

اليوم الأخ البريك يؤكد ما سبق أن عرف عنه من تجديف في قفار "الجهل" وبدلاً من أن يعترف ويقول إنها "زلة لسان" لم أكن أعرف مدلولاتها، راح يستدعي طمأنينة "ربع" ويشنشن على خوف "المريب"، ويدعي بطولة الدفاع عن "حياض الدين" وعلى طريقة أقرانه في "الساحات" يختلق حكايات ويستشهد بها على أنها حقائق يوردها للنيل ممن هدموا "هرم الوهم" الذي بناه لتسول الجماهير التي انفض بعضها بعد معرفة حقيقته منذ زمن، والبعض الآخر في طريقه لاستيعاب الحقيقة التي يحاول مداراتها بالصياح والادعاءات.

"البريك" قال بعظمة لسانه التي ستشهد عليه عندما سئل عن الصحف التي تسمح للكتاب "العلمانيين" قال: يربطهم تنظيم أو علاقة أو مخطط أو استراتيجية واحدة... وهؤلاء لهم قيادة وتمويل وميزانيات، ويدفع لهم، والقضية ليست الأجر الذي تدفعه الصحف، وإنما هناك من يعينهم، وبعضهم لهم علاقات معروفة بسفارات أجنبية... ولا تظنوا أنم يكتبون صدفة. لا. إنهم يتفقون فيما بينهم. اليوم نعلن الحرب على وزارة الشؤون الإسلامية، وأنا أبدأ، وأنت تعلق ، والثالث يتابع، وهكذا، فإذا انتهى الشهر اتفقوا على المخيمات الصيفية...إلخ".

ما هو التنظيم السري، يا أخانا سعد، إن لم تكن هذه صفته وآليته؟ ومن هم العلمانيون الذين سألك عنهم السائل وأين هم يا من تتذرع بتوجيه ولي الأمر وأنت لم تفهمه؟

البريك انتبه للمنزلق الذي أوقعته فيه"حمى المنبر"، ولعل أقرانه الإنترنتيين هم الذين نبهوه. وفتحوا له ما يظنون أنه مخرج من المنزلق بل هم كتبوا له وهو لم يزد على أن نقل ما كتبوا في الساحات فأوقعوه في تناقض لا يستغرب منه، إذ راح في ملحق "الرسالة" أمس يحاول التبرؤ ليس من مقصده الذي لا يستطيع بشر أن يحاسبه عليه، وإنما من كلامه الذي قاله بعظمة لسانه حيث تجاهله نهائياً وأورد الجزء الذي ينجيه من تهمة "الجهل" أو"الاتهام" وتجاهل ـ حسب نصيحة أقرانه في الإنترنت ـ بقية كلامه الذي يؤكد "جهله بما يقول" أو يؤكد "جرأته على الاختلاق" أو يؤكد حقيقة "أنه مجرد ناقل، قيل له قل، فقال"، ومما يؤكد المؤكد هذا قوله:" التنظيم السري مصطلح سياسي جاء تعريفه في الموسوعات السياسية بشكل مختلف عن تعريف كلمة تنظيم في القواميس اللغوية".

سبحان الله كيف عرفت هذا الفرق ياسعد؟ إنني أكرر وأقول للأخ البريك حسبك الوعظ فيما تحفظ وتسمع، ودع القواميس سياسة ولغة لأهلها. بل دع "المصداقية" أيضاً لأهلها، والتزم بمقولة الإمام أحمد و"اسكت".

لقد كنت متأكداً تماماً أن البريك لا يملك دليلاً لا من قريب ولا من بعيد على حكاية "التنظيم السري" سوى التهويش والتجديف الفارغ بل إنه ـ كما أكد ذلك بنفسه أمس في الرسالة ـ لا يفهم معنى "التنظيم السري" مع أنه وصفه من حيث لا يدري أو من حيث قيل له في موعظته في المخيم الصيفي بجدة. وأنا حين أكتب الآن لا أقصد البريك شخصياً فهو أصبح معروفاً بالادعاء المكشوف أنه ينافح عن الإسلام، وكأن الإسلام العظيم من الهشاشة بحيث يحتاج "واعظاً متواضعاً" مثل البريك أو غيره، لكنني أريد من مستمعيه وقارئيه وأقرانه من "كذبة" الإنترنت أن يقرأوا فيعوا، وأن يفكروا بعقولهم هم، لا بعقلية "ميكرفون" يهرف بما لا يعرف، ويتهم بما لا يفهم.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف