مروان حمادة: اللبنانيون متفقون على مقاومة إسرائيل وردّ شرّ سورية عنهم
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وزير الاتصالات اللبناني أكد أن انتشار الجيش في الجنوب أول قرار سيادي دون وصاية
بيروت: صبحي الدبيسي - السياسة
عندما تجلس أمام وزير الاتصالات مروان حمادة محاوراً, لا يمكن أن يغيب عن بالك المشهد الاحتجاجي المؤلم أمام مستشفى الجامعة الأميركية بعد حادثة تفجير سيارته ونجاته من الموت بأعجوبة واستشهاد مرافقه غازي أبو كروم, وذلك في الأول من أكتوبر .2004 ومنذ ذلك التاريخ بدأ مسلسل العذاب في لبنان ولم ينتهِ بعد.
كما لم يغب عن باله لحظة بأنه ما زال على رأس قائمة المستهدفين الذين يراد إسكات صوتهم وإزاحتهم عن المسرح السياسي بأي ثمن باعتباره أحد أبرز رموز الاعتدال والديمقراطية في بلد شاء جلادوه والمتآمرون عليه أن يدمروا فيه كل شيء يدعو للحياة فيه وأولها الحرية والديمقراطية وهذا التنوع الثقافي الفريد في العالم.
وإذا كان الهدف من إزاحة مروان حمادة في ذلك الوقت توجيهه رسالة مزدوجة دموية وقاسية لكل من وليد جنبلاط ورفيق الحريري لما تربطه بهما من علاقة تتخطى حدود الوصف لترتقي إلى حدود التكامل الإنساني والأخلاقي للرجلين, فإن الأقدار التي أنقذته من الموت, لم تستطع فيما بعد أن تنقذ أعزاء على قلبه يفتقدهم في كل حركة ويشعر بمرارة العيش من دونهم, صديقه الكبير الرئيس الشهيد رفيق الحريري وابن شقيقته ورفيق عمره جبران تويني اللذين ما تزال صورهما تملأ أرجاء بيته ومكتبه.
فإذا كان موضوع الحوار معه يبدأ من نقطة الحديث عن القرار المرتقب من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار, لا بد وأن يتبادر للذهن سؤال ليس في محله: هل سيستعان بك هذه المرة وبصديقك الوزير غسان سلامة لصياغة القرار الذي قد يصدر عن مجلس الأمن, كما حصل عند صدور "القرار 1559"? ترتسم على محياه ابتسامة صغيرة ومنها تستطيع أن تعرف الكثير الكثير من الأجوبة دون أن يوضحها لك.
"السياسة" وقبيل صدور قرار وقف إطلاق النار الذي ينتظره اللبنانيون... وفيما لبنان يرزح تحت آلة الدمار الإسرائيلية التي استباحت فيه كل شيء, وبعد القرار التاريخي لمجلس الوزراء الذي أقر بالإجماع إرسال الجيش إلى الجنوب, وبعد المناورات الفاشلة لوزير خارجية سورية وليد المعلم على حد تعبيره, التقت وزير الاتصالات مروان حمادة في حوار استثنائي تناول كل المستجدات الأمنية والسياسية التي يمر بها لبنان.
بعد أن وصف قرار مجلس الوزراء بإرسال الجيش إلى الجنوب بهذا الحجم الكبير التاريخي, برأيك هل ستتم هذه الخطوة بنجاح?
- أهم ما في هذه الخطوة أن مجلس الوزراء اللبناني اتخذها بعيداً عن كل تدخل ووصاية, ولم تكن الخطوة لا لتعجب الولايات المتحدة التي اعتقدت أن مشروع القرار الفرنسي-الأميركي سيمر في مجلس الأمن دون عقبات ولا طبعاً سورية وإيران اللتين كانتا تراهنان على عجز الحكومة اللبنانية, اتخاذ مثل هذا القرار بعد أن حالتا لسنوات طويلة دون أخذه, هذا القرار هو أول قرار استقلالي سيادي بكل معنى الكلمة. فإذاً هو بالنسبة للحكومة اللبنانية امتحان كبير... امتحان بمعنى أن على الحكومة إما أن تنشر الجيش وتنجح بجعل هذه المنطقة الجنوبية منطقة آمنة خالية من الاحتلال الإسرائيلي بعد أن عاد العدو وتسلل إلى بعض الثغرات, وأيضاً آمنة بمعنى أن لmacr;"حزب الله" فيها النشاط السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي والثقافي الذي يريد, لكن لقواعد انتشار الجيش اللبناني ألا يتعايش أو لا يتجاور مع قوى مسلحة غير قوى الشرعية منعاً لأي التباس أو لأي إشكال, كان هذا الأمر واضحاً من خلال تأكيد وزير الدفاع في مجلس الوزراء عندما ذكر بالعامين 1990 و1991 أي عامي حل الميليشيات وتسليم السلاح الثقيل وقال يومها: لم يتقبل الجيش وهذه من قواعده أن يكون بجانبه وفي جواره قوىً غير قواه الذاتية وسلاحه الذاتي.
هل حصلتم على وعد من "حزب الله" بتطبيق هذا الاتفاق وتسهيل مهمة الجيش في الجنوب?
- لقد صوت "حزب الله" إلى جانب القرار, وهذا القرار بني على مرافعتين, مرافعة من رئيس الوزراء قدم فيها النقاط السبع كإطار لتطبيق مبدأ انتشار الجيش, وعندما تتحدث عن بسط سيادة الدولة لا تقبل بسلاح غير سلاح الدولة, وأيضاً على مطالعة من وزير الدفاع الذي شرح كما قلت المبادئ التي تتحكم بانتشار الجيش والتي تعني أن لا سلاح إلا سلاح الجيش. إنما طبعاً لن نتطرق إلى موضوع سلاح "حزب الله" في المناطق الأخرى تاركين ذلك للحوار اللبناني, أما بالنسبة لجنوب الجنوب حيث لا بد من إنقاذ الأرض والسكان ودحر إسرائيل وبعد المقاومة الرائعة للمقاومين في الجنوب, لا بد للديبلوماسية أن تتحرك لإنقاذ الأرض اللبنانية من اجتياح جديد.
هذه الجلسة التي وصفت بالتاريخية تميزت بغياب رئيس الجمهورية أميل لحود, فماذا كان تغير في الموضوع لو حضر الرئيس وترأس الجلسة وبالتالي ما هي أسباب هذا الغياب?
- ما كان ليتغير شيء, لأن الأكثرية, بل الإجماع الوزاري والذي يناط به للسلطة الإجرائية في البلاد وفق "الطائف" والدستور. هذه الأكثرية أو هذا المجلس هو رأس السلطة الإجرائية رئيس الجمهورية جرى إبلاغه عن موعد انعقاد الجلسة وبجدول أعمالها أي انتشار للجيش وقد فضل أن لا يأتي إلى الاجتماع, لا أعلم لماذا ولكن الأرجح أنه فضل ألا يواجه المنطق الوطني الذي يدعو منذ سنوات إلى نشر الجيش في الجنوب, الذي كان هو وبأوامر من سورية يعقدها ويعرقلها ويمنعه من التنفيذ بحجة أن الجيوش لا تقف على الحدود أو في خطوط النار, وكنا نتساءل ونسأله أين تقف الجيوش إن لم تكن على الحدود لصون سيادة البلد وسلامة أراضيها... إذاً تفادى هذه الجلسة وقد يكون في ذلك أيضاً غاية في نفس يعقوب أو كما قلت في نفس بشار وأميل لحود أي التنصل من هذا القرار لمحاولة الانقضاض أو الالتفاف عليه. غير أن الحكومة مصممة على السير قدماً بتدبير تعتبره ليس فقط في الجنوب بل في كل لبنان تدبيراً إنقاذياً لهذه الدولة, لهذا الوطن, لهذا الشعب.
هل تابعت المناقشات التي جرت في مجلس الأمن, وهل كانت اللجنة العربية التي كلفت من قبل مجلس وزراء الخارجية العرب بالذهاب إلى الأمم المتحدة على المستوى المطلوب بنقل الصورة الحقيقية للبنان وما يجري على أرضه? وهل تتوقعون تغييراً في القرار الفرنسي-الأميركي?
- التغيير المحتمل في القرار الفرنسي-الأميركي ليس مرده وصول وفد الجامعة العربية إلى نيويورك وقد بدا التأخير في إقرار القرار ثم الدخول في محادثات لتعديله سابقاً لذلك ومرتبطاً بالمبادرة التي اتخذها مجلس الوزراء اللبناني في قراره نشر الجيش في الجنوب. قد قلب هذا القرار الطاولة. وأتاح للفرنسيين بعملية التفافية على القرار الأساسي قائلين أن هذا العنصر يغير في قواعد مشروع القرار الأساسي ويفسح في المجال أمام انسحاب إسرائيلي فوري من الأراضي المحتلة.
حكي كثيراً عن مناورات حاول القيام بها وزير خارجية سورية وليد المعلم أثناء وجوده في لبنان, هل تلمستم الأفكار التي كان يتداولها ويمهد لها مع من التقاهم?
- جاء وليد المعلم بالأفكار القديمة التي مر عليها الزمن ومرت عليها الأحلام. نظرية تلازم المسارين المبنية فقط من وجهة النظر السورية على أن يضحي لبنان وتقطف سورية الثمار, وأن تسيل الدماء اللبنانية وتستعيد سورية مزارع شبعا بعد أن أبقت هذا الإشكال وهذا الإبهام حول السيادة عليها, فساعة هي لبنانية وساعة هي سورية وفي كل الأحوال رفض ترسيم الحدود والمطالبة ببدء ترسيمها من النهر الكبير في الشمال وهذه من سخريات القدر في وقت يتعرض لبنان إلى عدوان بحجة مطالبته هو بمزارع شبعا بتحريض من سورية منذ العام .2000 جاء بهذه الأفكار القديمة ورافقها وقد دعمها بمقولة الحرب الأهلية في لبنان فيما اللبنانيون متفقون على أمرين: مقاومة إسرائيل ورد شر سورية عنهم... عاد من لبنان خائباً وكان في مجلس الوزراء العرب كاليتيم. كان في المأدبة التي أقامها رئيس الوزراء على شرف الوزراء العرب كاليتيم, كان في الشارع كالمكروه وقد جر علينا رد فعل الشارع اللبناني والقيادات السياسية الوطنية في لبنان هجوماً شتائمياً لا حدود له من الصحافة السورية المأجورة للنظام. على كل حال, هذا كله لن يغير شيئاً بل أكد إذا كانت سورية تحلم بعودة الهيمنة والوصاية على لبنان قد تبين لها من التجربة الأولى أن هذا غير وارد.
ترافقت زيارة الوزير المعلم كما أشرت حملة من الصحف السورية على قوى 14 آذار. لكن في المقابل كان هناك رد عنيف من هذه القوى على الزيارة وعلى سورية, ألم يكن بالإمكان الاستغناء في هذا الظرف على ما حصل?
- نحن لم نعترض على زيارة وليد المعلم كوزير خارجية بلد شقيق يأتي لمشاركة باجتماع مؤتمر وزراء الخارجية العرب. الاعتراض هو على وليد المعلم الذي يريد أن يكون معلماً للشعب اللبناني ومعلماً لسلطاته الدستورية وكأنه يستعيد ذكريات "عنجر". هذا كان اعتراضنا الأساسي ولا بد في مرحلة يجب أن تقال فيها كل الحقائق خصوصاً تلك الحقائق التي أوصلت البلاد إلى الدمار عبر مغامرات سورية. كان من الضروري أن نقول رأينا ونجاهر به.
ما هي خصوصيات انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية في بيروت من وجهة نظرك?
- فيه موقف رمزي مهم. فيه مبادرة سياسية بارزة. فيه ابتكار لحظة هجوم ديبلوماسي مضاد ولد قيام الوفد المكلف بزيارة نيويورك لعرض الموقف العربي وفي نظري أن مجيئهم إلى هنا كان تعبيراً عن أن العرب يشعرون مع لبنان ولو كانت العين بصيرة واليد قصيرة على الأقل في الموضوع العسكري وليس في الموضوع المالي, طبعاً لأن هناك دولاً قامت بواجبها الفوري وهي عودتنا على ذلك مثل المملكة العربية السعودية والكويت.
منذ محاولة اغتيالك إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان مروراً بكل جرائم الاغتيال التي حصلت, ماذا تبدل من قواعد اللعبة, وهل ما زالت سورية ممسكة بخيوط هذه اللعبة?
- سورية فقدت اللعبة وكانت تعتبر لبنان لعبة في أيديها وخرجت من لبنان ولكن لا تزال تحاول التأثير عليه عبر بعض الخيوط بهذه اللعبة, عبر بعض القيادات اللبنانية خصوصاً تلك أسقطها الشعب اللبناني في الانتخابات النيابية الأخيرة وتحاول أيضاً عبر ستراتيجية موحاة من إيران أن سورية لم تعد قائدة المسيرة وأصبحت طهران هي التي تقود المسيرة تحاول طبعاً تفجير لبنان كما وعد بذلك أو هدد بذلك بشار الأسد الرئيس رفيق الحريري عشية التهديد المشؤوم للرئيس الحريري.
هل تتوقع وقف إطلاق النار في وقت قريب?
- الحروب تنتهي حتماً, وقف إطلاق النار سيأتي, هذا متوقف على أمر واحد صدق اللبنانيين مع أنفسهم لكي يؤكدوا مصداقيتهم. ومن هنا خطوة نشر الجيش بشكل جدي وبدعم جدي من القوى الدولية سيعيد في نظري الأرض المسلوبة حالياً ويفتح الباب أمام استعادة مزارع شبعا والأسرى سيعطي لmacr;"حزب الله" تحصيناً ديبلوماسياً لصموده البطولي في الجنوب وفي الوقت نفسه ستنتهي نظرية ستراتيجية قوة واحدة في لبنان بل ستعود هذه الستراتيجية للدولة فقط, وللجيش فقط.
هل تتوقع انفراجاً إنسانياً من خلال تأمين ممرات آمنة لوصول المساعدات إلى لبنان?
- على هذه الممرات علامات استفهام طوراً تفتح وتارة تغلق هي تخضع لمقتضيات الستراتيجية النفسية للعدو الإسرائيلي. في نظري أنا أفضل ممراً آمناً وهو الممر الآمن إلى وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل ورفع الحصار عن لبنان.
كيف تقيم لنا التعاطي المسؤول في هذه الحرب للشيخ سعد الحريري والرئيسين بري والسنيورة والنائب وليد جنبلاط?
- يقومون ببراعة في عملية إنقاذ لبنان من الورطة التي هو فيها كل على طريقته, وكل من موقعه يقومون بصون الوحدة الوطنية وهذا الأهم بابتكار الحلول التي ستتيح للبنان أن يخرج من هذه الأزمة دون أن تهدر منجزات المقاومين وفي نفس الوقت يعملون يداً واحدة في استعادة لبنان ودولته السيادة الكاملة على الأرض..
وزارة الاتصالات التي في عهدتكم منيت بخسائر جسيمة من ويلات هذه الحرب, هل أجريتم مسحاً شاملاً, وما هي قيمة هذه الأضرار التي أصابت خطوط الهاتف والأعمدة الهوائية التابعة لها?
- قبل المسح الشامل قمنا بعملية إصلاح الأضرار وفعلاً قمنا بأفضل ما تستطيع الفرق الفنية عمله بعد التدمير المبرمج والحمد لله حتى الآن فإن الاتصالات في لبنان إلى حد بعيد مؤمنة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف