جريدة الجرائد

عودة «المنار» للبث خارج استديوهاته السريّة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



السفير


عاد تلفزيون lt;المنارgt; ليبث من lt;مبناهgt; القديم. تخلى أمس عن استديوهاته السرية ليبث مباشرة من أمام البقعة التي استُهدفت بأربع غارات سوّت المبنى وما حوله بالأرض.
تمركز ميكرفون أسود على الطاولة الزجاجية المغطاة بالغبار، واستقبلت أربعة مقاعد مزخرفة، لكن متواضعة، ضيوف النهار الطويل.

تخلى الجميع مرة واحدة عن سريتهم وتكتمهم. كانت علامة التحفظ الوحيدة شريطا أصفر كُتب عليه lt;منطقة محظورة يرجى عدم التجاوزgt;. لكن المجال المفتوح لكل من يريد التقاط صورة ان يتجاوز الجموع ويقترب من الشريط.

لمثل هذه lt;المناسباتgt; الاستثنائية ديكور استثنائي: زرعت الأعلام اللبنانية فوق ركام المباني المحيطة. ينقل البث المباشر رأي الضيوف وينقل بالوقت نفسه اصرار شاشة lt;المنارgt; على المتابعة من حيث أرادت المقاتلات الإسرائيلية اسكاتها.

طبعت الحماسة كلام وتحرك فريق عمل يتنقل بين الأنقاض والغبار والزجاج المتناثر. لكن الجميع حضر لأداء الواجب في الفترة الصباحية.
غابت المراسلة أمل شبيب طويلاً عن الضاحية بسبب القصف. هي متعودة على التعامل مع النقل المباشر، لكن لهذا الصباح رهبة خاصة: lt;اجتمعت عائلة lt;المنارgt; اليوم من جديد، المهم ان يبقى صوتنا كما هو لأن الصورة تتكلم لوحدها عن الدمار والوحشية الصهيونيةgt;.



كان واضحاً بالأمس أن مذيعي lt;المنارgt; ليسوا غريبين عن هواجس الضاحية. فقدت المراسلة فدوى عبد الساتر منزلها في مجمع الإمام الحسن جراء القصف. أتت إلى العمل اليوم وفي قلبها جرح. لقد استشهد أبناء الجيران الذين انطبعت صورتهم يلعبون أمام مدخل البناية حيث تسكن.

تنتظر عبد الساتر ان يتم انتشال جارتها، ابنة السنوات الثماني، من تحت الركام كي تعد تقريرا عنها. لكن في هذه الأثناء تبعد عنها أحزانها وتعد لتقارير من وحي ما عاشته مع جيرانها الذين كانوا يلعبون عند استهدافهم. قررت أن تسأل الناس سؤالاً محدداً: lt;ما آخر ما رأيتموه قبل ان تقصف المقاتلات من كانوا أحياء قبل لحظاتgt;.


لا ينكر يوسف شعيب هذا الالتصاق بالشارع وقصصه. كان يتكلم مع القادمين على بعد أمتار من lt;الاستوديوgt; المستحدث. يعرف أن الموضوعية الصحافية ليست الهاجس الان: lt;كان لدينا استعداد، ان نرى المشهد بعيون القادمين، واكبت التطورات بحماسة لكن بعين الصحافي، تفاجأت كثيراً بالنقلة السريعة لرد فعل اهالي الضاحية وتوجيههم الدفة فوراً نحو الانتصارgt;.

كان شعيب، كما بقية الزملاء، يحفظ lt;زواريب واستديوهات المبنى القديم عن ظهر قلبgt;. افتقد وسط كل الدمار الاستوديوهات الحديثة، مع ذلك هو يشدد على أنه lt;متفائل جداً بعد سماع ما قاله السيدgt;.

يلخص قاسم متيرك، مسؤول الفترة الصباحية في lt;المنارgt;، مضمون برامج أمس، بعبارة lt;صباح الخير يا مقاومةgt;. وهو يضيف ان القرار اتخذ كي تقول lt;المنارgt; lt;ان الدولة الصهيونية لا تستطيع بواسطة بطائرات lt;أف 16gt; ولا بواسطة القنابل الذكية ان تسقط lt;المنارgt;gt;. هو يؤكد ان كل الضرورات التقنية توافرت lt;كانت العقبة الوحيدة تتعلق بالوصول إلى الاستوديوgt;.

lt;هل خفتم من استهداف الطائرات لكم بعد الهدنة؟gt;، السؤال يلفت العاملين الذين افترشوا الأرض لتناول سندويشات الغداء. الكل يجيب بضحكة lt;مثلنا مثل غيرناgt; ثم يشهرون رقماً يعتبرونه سلاحهم القاتل في وجه العدو lt;غاب ارسال قناة lt;المنارgt; طوال فترة الحرب مدة ثلاث دقائق وعشرين ثانية فقط، هذا يعني ان القناة ستكمل مهما استهدفت أو استهدف العاملون فيهاgt;.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف